بعد التأكد تماما من حكم غويتا وقيادته لمالي إلى الهاوية متابعة – خالد محمودي: كتب على يد الرجل أن يكون لمالي الخلاص،إنهم يُلقبونه ب'صانع الملوك' لسبب وجيه،هذا الرجل يملك الشرعية الأخلاقية والشعبية التي يفتقر إليها المجلس العسكري تماماً"، فهل تقف العاصمة المالية باماكو على شفا السقوط في قبضة الجماعات المسلحة؟ وهل يمكن للإمام محمود ديكو أن يكون المنقذ لمالي من أزمتها الخانقة؟ وما مدى مسؤولية المجلس العسكري الانقلابي في تفاقم الوضع الأمني الاقتصادي؟ وهل آن الأوان للعودة إلى اتفاق الجزائر للسلام؟ تساؤلات مشروعة طرحتها صحيفة "الجزائر الآن" على الدكتور رشيد بن عيسى،الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية، في محاولة لفهم المشهد المالي المعقد والخطير، وسط تحذيرات فرنسية لرعاياها بمغادرة مالي فوراً، وحصار خانق للوقود تفرضه جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" على العاصمة باماكو. وعن أن إمكانية سقوط العاصمة المالية في يد الجماعات المسلحة باتت سيناريو واقعياً قد يتحقق خلال أيام معدودة، مشيراً إلى أن "حصار الوقود الذي تفرضه الجماعات ليس مجرد تكتيك عسكري، إنه استراتيجية محكمة لإسقاط المدينة دون إطلاق رصاصة واحدة" . " تخيّل مدينة بلا وقود.. لا مدارس تعمل، لا مستشفيات تستقبل المرضى،لا مصانع تُنتج،لا سيارات تتحرك،هذا هو الموت البطيء الذي يُمارَس على باماكو الآن". وعن مسؤولية المجلس العسكري في هذا الوضع الكارثي،يرى الكثير أن "المسؤولية كاملة تقع على عاتق أسيمي غويتا ومجلسه العسكري"،موضحاً أنهم "انغلقوا على أنفسهم، حلّوا الأحزاب،هدّدوا المعارضين،ألغوا اتفاق السلام، طردوا بعثة الأممالمتحدة، وانسحبوا من إيكواس" . وحول الدعوات المتصاعدة لعودة الإمام محمود ديكو إلى المشهد السياسي، يرى المحللون السياسيون، أن الماليين بدؤوا يُدركون من يستطيع إنقاذهم حقاً، مؤكداً أن "محمود ديكو ليس شخصية سياسية عادية، إنه رمز وطني يحظى بثقة المسلمين والمسيحيين،العرب والطوارق،الشمال والجنوب".