يبذل العاشقون لكرة اليد في وهران مجهودات كبيرة من أجل استعادة بريق هذه الرياضة بالمدينة إلا أنهم يصطدمون بعدة عراقيل وفي مقدمتها النقص الفادح في القاعات الرياضية. هذا الأمر يقف عليه التقنيون بعاصمة الغرب الجزائري على غرار المدير الفني للرابطة الجهوية الوهرانية لكرة اليد، بوزيان بن سعادة، الذي لا يتردد في تصريح ل/وأج في دق ناقوس الخطر. وصرح هذا التقني في هذا الصدد : "نجد صعوبات كبيرة على مستوى الرابطة الجهوية الوهرانية في نهاية كل أسبوع في برمجة مقابلات مختلف البطولات التي نشرف عليها على خلفية النقص الواضح في عدد القاعات الرياضية على مستوى مدينة وهران على وجه الخصوص، وفي غالب الأحيان فإن الفئات الشابة هي من تدفع الثمن". والواقع أن هذه الوضعية تفاقمت منذ أن تم غلق قصر الرياضات ''حمو بوتليليس'' الذي يخضع لأشغال إعادة التهيئة تحسبا لاحتضان وهران للطبعة ال19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة سنة 2021. وتسبب هذا الغلق في توجه المشرفين على الكرة الصغيرة الوهرانية في غالب الأحيان نحو القاعة متعددة الرياضات ''العقيد لطفي'' التي تعرف ضغطا كبيرا يعقد من مهمة المسؤولين عليها في إرضاء كافة الطلبات المقدمة إليهم. وتابع المدير التقني للرابطة الوهرانية : "على مستوى هيئتنا، نسعى للوصول إلى برمجة عقلانية لمختلف المقابلات التابعة للبطولات التي نشرف عليها ولكننا لا نتوصل في غالب الأحيان إلى هذا الهدف، سيما وأنه يتوجب علينا أيضا الأخذ في الحسبان برمجة مقابلات أخرى تخص الفرق التي تنشط في البطولات التي تشرف عليها الاتحادية الجزائرية للعبة". ويواجه مدير قاعة "العقيد لطفي"، سيد أحمد جندارة، نفس العائق، حيث يؤكد في هذا السياق بأنه غالبا ما يجد نفسه في ''ورطة'' لتلبية رغبات الأندية الوهرانية سواء ما تعلق منها بإجراء مقابلاتها الرسمية أو تدريباتها. وتابع جندارة، الذي يشرف أيضا على نادي آفاق مواهب وهران، الصاعد الجديد إلى القسم الوطني الأول : "ما لا يقل عن ستة فرق وهرانية تستقبل منافسيها في المباريات الرسمية على مستوى قاعة "العقيد لطفي"، دون ذكر الأندية الأخرى التي تقصدنا من أجل الاستفادة من حصص تدريبية في هذه المنشأة الرياضية". بالمقابل، فإن هذا الإشكال يطرح بأقل درجة بالنسبة لأندية الضواحي الوهرانية، على غرار فريق مولودية وادي تليلات، الصاعد الجديد إلى القسم الممتاز، مثلما أكده رئيسه عبد الحق زمالي، الذي يبدي رضاه التام للظروف التي تعمل فيها تشكيلته على مستوى القاعة متعددة الرياضات بالبلدية. في انتظار القاعات الجديدة غير أن الأمر يختلف بالنسبة لممثل وهران الثاني في بطولة النخبة، ترجي أرزيو، حيث أن هذا الأخير يضطر منذ ثمانية أشهر للتنقل إلى قاعة قديل لإجراء تدريباته واستقبال منافسيه بسبب غلق القاعة متعددة الرياضات للمدينة البترولية من أجل إجراء أشغال إعادة التهيئة. و اشتكى رئيس الترجي، أمين بن موسى، من ''التأخر الفادح'' في الانتهاء من هذه الأشغال، مؤكدا أن الأمر أثر سلبا على فريقه الذي نجا بصعوبة كبيرة من النزول إلى القسم الأول في نهاية الموسم الماضي، فيما أنه خسر كل مبارياته الأربع الأولى التي لعبها لحد الآن في بطولة القسم الممتاز لهذا الموسم. وأضاف بأن هذا العائق أضحى مصدر قلق كبير بالنسبة للعمل على مستوى الفئات الشبانية، حيث يضطر أكثر من 200 رياضي لإجراء تدريباتهم بميادين غير لائقة في الهواء الطلق، وهو ما لا يساعد على تطوير قدراتهم، على حد تعبيره. ذات الإشكال تواجهه أندية وهرانية أخرى، على غرار جمعية كاستور التي يرأسها ويشرف على تدريبات فريقها للسيدات النجم السابق للكرة الصغيرة الجزائرية، عبد الكريم بن جميل. وقال هذا التقني : "فريقنا النسوي مثلا يتدرب في غالب الأحيان في ظروف كارثية بالنظر إلى الميدان الصلب الذي تعمل فيه اللاعبات وفي الهواء الطلق، حيث تزداد الأمور صعوبة خلال الحصص التدريبية المسائية، سيما في فصل الشتاء و تساقط الأمطار". ويعتبر هذا العائق من بين أهم العوامل التي جعلت من وهران مدينة غير ممثلة في القسم الممتاز للسيدات الذي ستنطلق بطولته يوم 22 نوفمبر القادم بمشاركة 12 فريقا مقسمين على فوجين. ويعلق هواة كرة اليد في الباهية آمالا كبيرة على تدشين القاعة متعددة الرياضات (6.000 مقعد) التابعة للمركب الأولمبي الجديد الجارية أشغاله ببئر الجير (شرق وهران)، وكذا إعادة افتتاح قصر الرياضات تحسبا للألعاب المتوسطية 2021، حيث أن هاتين المنشأتين الهامتين من شأنهما أن تخففا من متاعب الأندية المعنية. وفي انتظار ذلك، لا تجد الأندية المعنية من حل آخر غير التحلي بمزيد من الصبر مع العمل على ''تخفيف الأضرار''، على حد قول المشرفين عليها من تقنيين ومسيرين.