لا تزال الحديقة النباتية المعروفة باسم "غابة المرابطين" تمثل احدى المكتسبات الهامة لسكان الولاية المنتدبة تقرت (شمال ورقلة) لما تتوفر عليه من مساحات خضراء وفضاءات للراحة والاستجمام, كما يؤكده السكان المحليين. وتقع غابة المرابطين بقلب تقرت الكبرى وتحديدا بالضاحية الجنوبية للمدينة التابعة لبلدية النزلة, و هي تضم بالخصوص مساحات خضراء بالإضافة الى بحيرة اصطناعية وألعاب للأطفال و يعتبرها مواطنون و فاعلون اجتماعيون مكسبا حقيقيا لمدينة تقرت التي تفتقر الى فضاءات للتسلية والاسترخاء. وقد عرفت الحديقة فترة طويلة من الاهمال و الركود قبل أن يقرر المسؤولون المحليون اعادة فتح أبوابها أمام الجمهور العريض سنة 2017 بعد خضوعها لعملية واسعة لإعادة التهيئة والتأهيل, عرف بعدها هذا الفضاء البيئي قرابة السنتين من اعادة افتتاحه, اقبالا كبيرا للزوار سيما منهم العائلات. و لكن, رغم جلبها لعدد كبير من المواطنين الذين كانوا يقصدونها للاستجمام و الراحة, أعيد غلق أبواب الحديقة مرة أخرى بعد حوالي سنتين من فتحها. وأوضح مسؤولون محليون بقطاع الشباب والرياضة أن هذا العقار التابع لأملاك الدولة قد منح بموجب قرار ولائي سنة 2014 لفائدة الوكالة والوطنية لتسلية الشباب من أجل استغلاله كمخيم للتسلية, وفور استيفاء جميع المراحل الإدارية بخصوص تسليمها رسميا للوكالة عن طريق المديرية الولائية للقطاع تبين بعد دراسة المشروع أن أشغال التهيئة وإنجاز المخيم مكلفة وتتجاوز حدود إمكانياتها المالية. و بعدذلك, أوكلت مهمة تسيير غابة المرابطين لمصالح بلدية النزلة بعد استفادتها سنة 2016 من عملية التهيئة المذكورة بعنوان متابعة وتهيئة فضاء للراحة والترفيه بتمويل من صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية. وأكد رئيس المجلس الشعبي البلدي بالنزلة محمد ببة أن تسيير هذا الفضاء العام التابع لملك الخاص للدولة اسند الى مصالح المجلس الشعبي البلدي وذلك بعد استلام المشروع الذي تطلب رصد غلاف مالي اجمالي بقيمة 94 مليون دج خصص في اطار صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية لسنة 2016. وفي سياق متصل أشارت مصادر محلية إلى نشوء نزاع بين صاحب المشروع والمقاولة التي أشرفت على أشغال التهيئة نتيجة عدم تسديد كل المستحقات المالية لهذه الأخيرة, و هذا ما تسبب في غلق الحديقة مجددا بعد اشغال التهيئة و بعد فتحها امام المواطنين لقرابة السنتين. وأضافت المصادر المحلية أنها طالبت بضرورة تدخل الجهات المسؤولة من أجل تسوية هذه الوضعية ومنح مهمة تسيير الحديقة للبلدية أو لمؤسسة متخصصة في هذا المجال وذلك في إطار تسيير المرفق العام, بهدف إعادة فتح الحديقة. وبالمقابل أوضح مسؤولون محليون بقطاع الشباب والرياضة أن هذا العقار التابع لأملاك الدولة قد تم منحه بموجب قرار ولائي سنة 2014 لفائدة الوكالة والوطنية لتسلية الشباب من أجل استغلاله كمخيم للتسلية, وفور استيفاء جميع المراحل الإدارية بخصوص تسليمها رسميا للوكالة عن طريق المديرية الولائية للقطاع تبين بعد دراسة المشروع أن أشغال التهيئة وإنجاز المخيم مكلفة وتتجاوز حدود إمكانياتها المالية. و أضاف أن تسيير غابة المرابطين اوكلت بعد ذلك لمصالح بلدية النزلة بعد استفادتها سنة 2016 من عملية التهيئة المذكورة بعنوان متابعة وتهيئة فضاء للراحة والترفيه بتمويل من صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية. وكان السيد ببة قد شدد على اهمية تدخل السلطات الولائية لدى مصالح املاك الدولة لإسناد عملية التسيير للمجلس الشعبي البلدي بالنزلة مما يسمح بالتكفل بأشغال الصيانة والتسيير. --عملية التجديد أعادت الرونق و البهجة للحديقة-- وسمحت عملية التجديد التي تترجم ارادة الدولة بخصوص تثمين التراث الطبيعي والثقافي بجنوب الوطن لهذه الحديقة التي كانت تضم والى غاية سنوات الثمانينيات واحة نخيل جميلة تشتمل على العديد من انواع النباتات المزهرة باستعادة رونقها وبهجتها وهي التي ظلت راسخة في ذاكرة سكان المدينة سيما منهم الجيل القديم. وفي هذا السياق, قامت مجموعة من المواطنين المهتمين بالمحافظة على التراث المحلي في سنة 2018 بإعادة زراعة وردة تقرت (نبتة مزهرة موطنها سوريا وقد تم جلبها من طرف سلاطين مملكة بني جلاب) على مستوى غابة المرابطين. وجرى خلال العهد الاستعماري تصدير وردة تقرت نحو فرنسا قبل ان يتم التوقف لاحقا عن ذلك لأسباب متعقلة بالتخلي عن هذه الحديقة التي اصبحت ولسنوات عديدة وكرا للمنحرفين. ويعود اسم لمراطبين (باللسان الدارج) والمرابطون (بالعربية الفصحى) الى حرس الحدود للمملكة التاريخية لبني جلاب (المنحدرين من المرينيين) والتي اسست بتقرت في الفترة مابين 1414 و 1854 للميلاد قبل ان يتم تدميرها من طرف السلطات الاستعمارية. للإشارة, فان هذا الفضاء العام الذي يتربع على مساحة اجمالية قوامها 7ر3 هكتار كان ضمن برنامج زيارة ميدانية من طرف السلطات الولائية للوقوف على وضعية التنمية المحلية ونسبة تقدم اشغال الانجاز على مستوى مختلف المشاريع الانمائية بالجهة. إن إعادة فتح غابة المرابطين اليوم سيكون متنفسا للعائلات للخروج من أجواء البيت خلال أيام العطل أو في ساعات المساء في الليالي الصيفية لاسيما بعد صدور قرار الحكومة المتعلق بإعادة فتح المنتزهات وأماكن الاستراحة التي اغلقت في اطار تدابير الوقاية من فيروس كورونا.