نظمت يوم السبت بمتليلي (غرداية) وقفة تخليد وعرفان مفعمة بالبطولات والذكريات النضالية لروح المجاهد الراحل الحاج محمد جبريط، المدعو ''مصدق''، وهو المجاهد الذي كرس زهرة شبابه للكفاح المتواصل ضد المحتل وتحرير البلاد من نير الإستعمار الفرنسي. و خلال هذه الوقفة التي نظمت بمتحف المجاهد لولاية غرداية الواقع ببلدية متليلي وذلك ضمن الإحتفالات باليوم الوطني للمجاهد، والتي تخلد الذكرى المزدوجة لهجوم الشمال القسنطيني (20 أغسطس 1955) و مؤتمر الصومام (20 أغسطس 1956)، تم استعراض جوانب من النضالات العسكرية المستميتة للراحل محمد جبريط، حيث سلطت كوكبة من الأكاديميين والمؤرخين والباحثين الضوء على الكفاح الذي قاده هذا المناضل لتعبئة سكان المنطقة للإلتفاف حول القضية الوطنية، وكذا ابراز النشاط الواسع لهذه الشخصية في الكفاح ضد الإستعمار الفرنسي الغاشم. و في هذا الصدد أشاد المتدخلون بصفات هذا المجاهد وهو من مواليد متليلي ( 1933 / 2021 ) الذي ناضل في صفوف الحركة الوطنية قبل أن يلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1957، مشيدين بشجاعته وما كان يتمتع به من نكران الذات وتمسكه بالقيم المقدسة للأمة الجزائرية. و أشاروا بالمناسبة الى أن الراحل كان معروفا بأفعاله التي لا تعد ولا تحصى ونضاله وحياته المهنية غداة الإستقلال التي تقلد خلالها عديد المسؤوليات، كما استذكروا أيضا الفترة التي قضاها على رأس محافظة جبهة التحرير الوطني بولاية الواحات آنذاك، والمنظمة الولائية للمجاهدين، قبل انتخابه نائبا لعهدة 1977 /1981، وتعيينه عضوا بمجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي في عام 1998، قبل انتخابه عضوا في المنظمة الوطنية للمجاهدين في عام 2012. و قدم المجاهد الراحل الحاج محمد جبريط تضحيات جسام، وأظهر تشبثا راسخا بأسس الأمة وقيمها المقدسة، وكان أيضا مؤلف عديد الكتب عن الحقبة الإستعمارية وثورة الفاتح من نوفمبر 1954 المجيدة، وله أيضا مذكرات، كما أكد المشاركون. و قدمت عدة مداخلات التي تناولت جوانب من حياة المجاهد الراحل وقتاله وكفاحه خلال هذه الوقفة التي نظمها متحف المجاهد بالولاية بالتعاون مع جامعة غرداية، ومديرية المجاهدين وذوي الحقوق بهدف تسليط الضوء على المسار النضالي وكفاح الفقيد الذي توفي في أغسطس 2021، حسب المنظمين.