سوق أهراس شكل موضوع "القواعد الخلفية للثورة الجزائرية ودور جيش الحدود على الجبهة الشرقية والجنوبية (1954-1962)" محور أشغال ملتقى دولي احتضنته اليوم الأحد جامعة محمد الشريف مساعدية بسوق أهراس, وهذا بمشاركة أساتذة جامعيين وباحثين في التاريخ. وفي مداخلة بعنوان "معركة سوق أهراس الكبرى", استعرض الدكتور شايب قدادرة من جامعة 8 ماي 1945 بقالمة, السياق التاريخي والتنظيمي لتلك المعركة التي دارت ما بين 26 أبريل و 2 مايو 1958, مبرزا "أهميتها الاستراتيجية في تغيير مجريات الثورة التحريرية المجيدة ودعمها على الصعيدين الوطني والدولي". وأفاد بأن المعركة شكلت "محطة حاسمة في العمليات العسكرية لجيش التحرير الوطني بالقاعدة الشرقية وأسهمت في استنزاف قدرات الاحتلال الفرنسي", مشيدا بالدور البطولي للسكان المحليين والجالية الجزائريةبتونس وليبيا في دعم الثورة التحريرية المجيدة. بدورها، تناولت الباحثة في تاريخ الجزائر المعاصر, الأستاذة نجاة عبو من جامعة سوق أهراس, مساهمة جيش التحرير الوطني بالحدود الشرقية, اعتمادا على وثائق الأرشيف والشهادات الحية, مع تسليط الضوء على ساقية سيدي يوسف كنموذج بارز للتلاحم النضالي بين الشعبين الجزائريوالتونسي. وركزت ذات المتدخلة على أهمية القواعد الخلفية للثورة التحريرية في تأمين الحدود و توفير الإسناد اللوجستي لها, مبرزة "دورها المحوري في تعزيز العمل الثوري على المستويين العسكري والسياسي". من جانبه, قدم الأستاذ محمد صلا أجبارة من المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بجامعة طرابلس, مداخلة عبر تقنية التحاضر عن بعد حول العلاقات اللبيبة - الجزائرية إبان الثورة التحريرية, مشيدا بتضحيات شعوب الجوار في "احتضان اللاجئين وتسهيل تحركات جيش التحرير الوطني". وفي ذات السياق, أوضحت مديرة جامعة سوق أهراس, الأستاذة نورة موسى, بأن هذا الملتقى عرف مشاركة أساتذة جامعيين وباحثين من عديد ولايات الوطن حضوريا ومتدخلين عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد من جامعات تونس, سرت وطرابلس بليبيا ونواكشوط بموريتانيا, مبرزة بأن هذا الإقبال العلمي يعكس أهمية هذا الموضوع في تعزيز الوعي الوطني بالتاريخ الثوري للجزائر. للإشارة, يأتي تنظيم هذا الملتقى الذي بادرت به جامعة محمد الشريف مساعدية تخليدا للذكرى ال70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة والذكرى ال67 لمعركة سوق أهراس الكبرى.