شدد ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة والمنسق مع البعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو), سيدي محمد عمار, اليوم الخميس بديلي, عاصمة تيمور الشرقية, على رفض الشعب الصحراوي للأمر الواقع وتشبثه بحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال, رغم مرور خمسة عقود من الاحتلال المغربي. وأبرز المتحدث خلال الحلقة الدراسية الإقليمية لمنطقة المحيط الهادئ, التي تنظمها اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة (لجنة ال24) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة, أنه "رغم معاناة الشعب الصحراوي طيلة خمسة عقود من الاحتلال المغربي الوحشي والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان, إلا أنه لم يتخل أبدا عن كفاحه من أجل الحرية والاستقلال", لافتا إلى أن "هذه الحقيقة تبين بوضوح تام أنه لا بديل عن ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال, وفقا لقرار الجمعية العامة 1514 +د-15+ والقرارات الأخرى ذات الصلة". وشدد على أن المقترح الاستعماري الذي تروج له دولة الاحتلال المغربي ومن يدافعون عنها, بمن فيهم "الكيانات العميلة" التي ترعاها, "ليس سوى مهزلة", مشيرا إلى أن هدفه هو "إضفاء الشرعية" على الاحتلال غير الشرعي لإقليم الصحراء الغربية الخاضع لتصفية الاستعمار وحرمان شعبه من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وأوضح سيدي محمد عمار أنه ومن أجل إخفاء فشلها في الحصول على "الشرعية الدولية", تسعى دولة الاحتلال إلى الحصول على دعم من خلال المواقف الأحادية والقائمة على منطق الصفقات التي اتخذتها بعض الدول مؤخرا. وفي السياق, اعتبر أنه "ليس من قبيل المصادفة أن تكون هذه الدول هي نفسها التي دعمت علنا احتلال تيمور الشرقية قبل بضعة عقود. ومع ذلك, فإن عقد هذه الحلقة الدراسية اليوم في تيمور الشرقية الحرة والمستقلة يظهر بوضوح أن تلك الدول كانت على الجانب الخطأ من التاريخ". وقال الدبلوماسي الصحراوي إنه "كثيرا ما تزعم دولة الاحتلال المغربي والمدافعون عنها أن الصحراء الغربية المحتلة قد تحولت +بأعجوبة+ إلى +جنة على الأرض+ وهي كذبة استعمارية معهودة", لافتا النظر إلى أن الطريقة الوحيدة لمعرفة الوضع الحقيقي في الإقليم هو أن تقوم "لجنة ال24" بمهمة لتقصي الحقائق في الصحراء الغربية المحتلة, كما فعلت قبل 50 عاما "وإذا لم يكن لدى دولة الاحتلال ما تخفيه, فعليها أن تترك اللجنة تؤدي عملها وتقدم تقريرها إلى هيئات الأممالمتحدة ذات الصلة". وعاد سيدي محمد عمار بالأذهان إلى عام 1999, حين أشرفت الأممالمتحدة على عملية ناجحة لإنهاء الاستعمار في تيمور الشرقية, مكنت شعبها من ممارسة حقه في تقرير المصير, مضيفا: "لقد حان الوقت لتتحمل الأممالمتحدة مسؤوليتها كاملة وتحقق إنهاء ناجحا للاستعمار في الصحراء الغربية, آخر مستعمرة في افريقيا". و أردف بالقول "إن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال حق غير قابل للتصرف أو المساومة, ولا يمكن أن يتأثر بمرور الزمن أو بالواقع الذي فرضته دولة الاحتلال المغربي بالقوة في الإقليم منذ عام 1975". لذلك, فإن التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم لقضية الصحراء الغربية, بما يتماشى مع مبادئ القانون الدولي ذات الصلة, "ليس أمرا ملحا فحسب, بل هو ممكن أيضا إذا توفرت إرادة سياسية حقيقية للابتعاد عن الحلول المفروضة من جانب واحد, والعمل معا لبناء مستقبل مشترك قائم على الاحترام الكامل للمبادئ الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي", يؤكد سيدي عمار. وتابع بالقول: "نحن ملتزمون تماما بالسلام, وقد قدمنا ??تضحيات جسيمة لتحقيق سلام عادل ودائم في منطقتنا", ومع ذلك -يؤكد- "فإننا لن نقبل أبدا بالأمر الواقع الاستعماري وسنواصل مقاومتنا وكفاحنا المشروع لتحقيق تطلعاتنا الوطنية والدفاع عن حقنا غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال".