شكلت الجوانب المتعلقة بمرض بطانة الرحم المهاجرة وسبل الحد من مضاعفاته, محور يوم دراسي تكويني, نظمته يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة, وزارة الصحة بالشراكة مع مكتب صندوق الأممالمتحدة للسكان في الجزائر. وفي كلمة له بالمناسبة, أوضح مدير السكان, المكلف بمتابعة برامج الصحة الإنجابية بوزارة الصحة, السيد والي أعمر, أن هذا اللقاء يأتي لفائدة أطباء الصحة المدرسية, حتى يشاركوا في عملية التشخيص المبكر لمرض بطانة الرحم المهاجرة في أوساط المراهقات, وتحسيسهن بمضاعفات هذا الداء المزمن وسبل التخفيف من المعاناة منه. وأضاف أن اختيار هذا الموضوع لإحياء اليوم العالمي للنظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية يستمد أهميته من مكانة المرأة في المجتمع, كما يهدف إلى "التكفل الأمثل بهذه الفئة ومساندتها بدلا من أن تعيش المعاناة المقترنة بهذا المرض في عزلة". من جهتها, أشادت مديرة مكتب صندوق الأممالمتحدة للسكان في الجزائر, السيدة فايزة بن دريس, بالجهود المبذولة في الجزائر لتعريف الرأي العام بمرض بطانة الرحم المهاجرة من خلال التغطية الإعلامية الواسعة والنشاطات الجمعوية من أجل رفع الوعي المجتمعي في هذا السياق. بدورها, أوضحت رئيسة مصلحة طب النساء والتوليد بالمؤسسة الاستشفائية الأم والطفل بولاية تيبازة, البروفيسور نوال مروش أن بطانة الرحم المهاجرة تعد "حالة طبية مزمنة تحدث عندما تنمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم في أماكن أخرى على غرار المبيضين, قناتي فالوب, سطح الرحم الخارجي والمثانة والأمعاء في بعض الأحيان, ما يؤدي في الأخير إلى التهابات مزمنة وآلام شديدة والتصاقات بين مختلف الأعضاء الداخلية", الأمر الذي "يعود سلبا على الصحة النفسية والحياة الاجتماعية والخاصة للمراهقات والنساء بصفة عامة". وفي هذا الشأن, استعرضت رئيسة قسم طب النساء والتوليد بالمؤسسة الاستشفائية العمومية "إبن زيري" ببولوغين, دمان دبيح أمال, الآثار السلبية لهذا المرض على الحياة اليومية للمراهقات, على غرار الغيابات المدرسية المتكررة, العزلة وصعوبة ممارسة النشاطات الفيزيائية والرياضة, مشددة في هذا الصدد على أهمية التشخيص المبكر والمتابعة واعتماد بروتوكولات علاجية مناسبة في سن مبكرة, للحد من تفاقم المرض وتجنب التعقيدات التي قد تتسبب في صعوبة الإنجاب وفي بلوغ سن اليأس قبل أوانه. وفي الإطار ذاته, أجمع المتدخلون على ضرورة إتباع نظام غذائي صحي خال من المواد المصنعة والزيوت المهدرجة, بالإضافة إلى نمط حياة سليم للوقاية من الإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة وللحد من مضاعفاته.