حصار واحتجاز واختطاف ليلة رعب على سفينة مادلين *الجزائر حاضرة برمز ثورتها.. أعلن ائتلاف أسطول الحرية فجر الاثنين أن جيش الاحتلال الإرهابي الصهيوني اختطف المتضامنين الدوليين على متن سفينة مادلين التي كانت في طريقها إلى قطاع غزّة في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات وقال الائتلاف في بيان عبر تلغرام: جيش الاحتلال اختطف المتطوعين على متن سفينة مادلين وانقطع الاتصال بالكامل مع القارب منذ لحظة الاقتحام . وفي السياق ذاته قالت صحيفة يسرائيل هيوم إن جيش الاحتلال بدأ عملية السيطرة على سفينة مادلين المتجهة إلى غزّة ويعتقل النشطاء ال12 على متنها تمهيداً لترحيلهم من البلاد. ق.د/وكالات فجر الاثنين اقتحم جيش الاحتلال سفينة مادلين التي تقل ناشطين دوليين ومتضامنين مع قطاع غزّة في محاولة لكسر الحصار المفروض عليه. وقال ائتلاف أسطول الحرية على تلغرام: انقطاع الاتصال مع سفينة مادلين وجيش الاحتلال يعتلي سطحها . وسبق الاقتحام بث مباشر للمتضامنين من على متن السفينة أفادوا خلاله بأن زوارق الاحتلال كانت تحيط بها بينما كان جنود جيش الاحتلال يطالبون المتضامنين برفع أيديهم. كما حلقت طائرات مسيرة فوق السفينة قبل اقتحامها وألقت سائلا أبيض مجهولا وفق ما أظهره بث مباشر من على متن السفينة. ويأتي الاقتحام بعد ساعات من تحذيرات بمنع السفينة من الوصول إلى شواطئ قطاع غزّة واعتبارها محاولة غير قانونية لكسر الحصار البحري وفق بيان لوزارة خارجية الاحتلال.. *ترحيل الناشطين إلى بلدانهم من جانبها أعلنت وزارة خارجية الاحتلال فجر امس الاثنين نيتها ترحيل 12 ناشطاً دولياً كانوا على متن مادلين بعد اعتراضها ونقلها إلى ميناء أسدود جنوب البلاد. وذكرت هيئة البث الرسمية أنه جرى احتجاز السفينة وطاقمها ونقلهم إلى سجن جفعون في مدينة الرملة مع تجهيز زنازين منفصلة لهم. وأصدر المتطرف إيتمار بن غفير تعليمات بمنع دخول وسائل الإعلام والاتصال إلى أماكن احتجازهم في خطوة اعتبرها حقوقيون انتهاكاً صارخاً لحقوق المعتقلين . وفي السياق ذاته وجه مركز عدالة الحقوقي داخل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة رسالة عاجلة إلى السلطات طالب فيها بالكشف عن أماكن احتجاز الناشطين معتبراً أن اعتراض السفينة في المياه الدولية يشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي . *طائرات وزوارق وعنف مفرط وكانت سفينة مادلين التي كانت تقل 12 ناشطاً من جنسيات أوروبية مختلفة من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام قد تعرضت لهجوم من بحرية الاحتلال في المياه الدولية. وتضمنت العملية تحليق طائرات مسيرة وإلقاء مواد بيضاء غير معروفة على ظهر السفينة بالتوازي مع محاصرتها بزوارق سريعة. وقبل الاقتحام بث المتضامنون تسجيلاً مباشراً أظهر جنود جيش الاحتلال وهم يطالبون الركاب برفع أيديهم قبل أن تنقطع الإشارة بفعل التشويش. *تصاعد التنديد الدولي توالت ردود الأفعال الدولية الغاضبة عقب قيام بحرية الاحتلال فجر امس الاثنين باعتراض سفينة الإغاثة الإنسانية مادلين في المياه الدولية أثناء توجهها نحو قطاع غزّة المحاصر ما أثار موجة إدانات رسمية وحقوقية واتهامات بانتهاك القانون الدولي. وفي أول رد أوروبي رسمي استدعت وزارة الخارجية الإسبانية القائم بأعمال سفارة الاحتلال في مدريد دان بوراز احتجاجاً على اعتراض السفينة. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الاستدعاء جاء على خلفية الاعتداء على سفينة مساعدات مدنية كانت متجهة إلى غزّة . *برلين وباريس تطالبان بإطلاق سراح مواطنيهما من جهته أعلن السفير الألماني في تل أبيب ستيفن سيبرت في منشور على منصة إكس أن حكومته على تواصل مع سلطات الكيان بشأن مصير الركاب مشيراً إلى أنه تم التأكد من سلامة المواطنين وطُلب منهم مغادرة البلاد مضيفاً أن بلاده عرضت المساعدة القنصلية لمواطن ألماني كان على متن السفينة. أما فرنسا فقد دعت عبر وزارة خارجيتها إلى توفير الحماية القنصلية لمواطنيها الستة الذين كانوا ضمن طاقم السفينة مطالبة الاحتلال بإطلاق سراحهم فوراً. كما أصدر قصر الإليزيه بياناً شدد فيه الرئيس إيمانويل ماكرون على ضرورة إعادة الفرنسيين المحتجزين رغم أن الحكومة كانت قد حذّرتهم مسبقاً من المشاركة في الرحلة. *تركياوقبرص تدينان بشدة وفي أنقرة وصف نائب الرئيس التركي جودت يلماز هجوم الاحتلال ب جريمة جديدة تضاف إلى سجل حكومة نتنياهو مضيفاً أن ما جرى يستدعي رداً حازماً من المجتمع الدولي . وأكد استمرار تركيا في دعم الشعب الفلسطيني قائلاً: الشعب الفلسطيني وقيمه الإنسانية سينتصران أما سياسات القمع والإبادة فمصيرها الفشل . كذلك أدان رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار الهجوم واعتبره عملاً إرهابياً وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان . وأعرب عن أمله في الإفراج العاجل عن طاقم السفينة. فيما وصف رئيس برلمان قبرص التركية ضياء أوزتوركلر ما جرى بأنه اعتداء سافر على القيم الإنسانية وخروج على القانون الدولي . *أيرلندا: المساعدات ليست رهناً بمبادرات مدنية وفي موقف لافت شددت نائبة رئيس الوزراء الأيرلندية على أن اعتراض السفينة مادلين يبرز الحاجة الملحة لإنهاء الحصار على قطاع غزّة والسماح بدخول المساعدات دون عوائق. وأكدت أن ما حصل يعكس تقاعس العالم عن تحمل مسؤوليته مشيرة إلى أن الجوع في غزّة وصمة عار في جبين المجتمع الدولي . *مادلين ليست الأولى يُشار إلى أن مادلين ليست أول سفينة تتعرض لاعتراض من بحرية الاحتلال إذ سبقتها سفينة الضمير التابعة للجنة الدولية لكسر الحصار التي تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة في الثاني من ماي الماضي ما أدى إلى ثقب في هيكلها واشتعال النيران في مقدمتها. ويأتي هذا الحادث في سياق حرب متواصلة ضد قطاع غزّة منذ 7 أكتوبر 2023 والتي وصفتها منظمات حقوقية وأممية ب الإبادة الجماعية حيث أسفرت حتى الآن عن أكثر من 181 ألف شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين. وقد تسببت المجاعة الناجمة عن الحصار في وفاة العديد من الأطفال وسط دمار واسع طال كل مقومات الحياة. ورغم أوامر محكمة العدل الدولية بوقف الانتهاكات يواصل الاحتلال عملياته بدعم مباشر من الولاياتالمتحدة في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لرفع الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط. *العربي بن مهيدي حاضر على سفينة مادلين قالت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن تعليقا على منع الاحتلال وصول سفينة مادلين لكسر الحصار إلى قطاع غزّة واعتقال الناشطين عليها إنها ستنظر إلى جنود الاحتلال كما نظر العربي بن مهيدي إلى المستعمرين عندما اعتقلوه. واعتقل المجاهد الجزائري العربي بن مهيدي عام 1957 من قبل فرقة المظليين الفرنسيين واستشهد في العام ذاته تحت التعذيب في سجون الاستعمار الفرنسي واشتهرت صورته التي كان يبتسم فيها خلال اعتقاله. وقالت حسن المشاركة في رحلة كسر الحصار على غزّة في منشور لها على منصة إكس: عندما يعتقلوننا سأنظر إليهم كما نظر العربي بن مهيدي إلى مستعمري أرضه: هادئين مطمئنين إلى تحرير فلسطين. هم محتلو هذه الأرض ونحن جذورها . وتابعت حسن: نظن أننا نحرر فلسطين لكن فلسطين هي التي تحررنا أكثر فأكثر كل يوم . ولفتت النائبة في البرلمان الأوروبي إلى أنها تتهم التواطؤ الاستعماري الغربي والجبن العربي وتعاون البرجوازية الفلسطينية . وختمت منشورها مقتبسة من كلام بن مهيدي: ارموا الثورة في الشارع وسيلتقطها الشعب