افتتح اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة معرض فني تحت عنوان "انبثاق" للتشكيلية أميرة زاتير التي تقدم أعمالا فنية تجريدية وانطباعية تشع بالألوان وتغوص في تفاصيل فلسفة الجمال بلمسات حالمة تعكس سحر الطبيعة. المعرض الذي تنظمه مديرية النشاط الثقافي لولاية الجزائر على مستوى قصر الداي بحسين داي هو الأول لهذه الفنانة العصامية التي تقدم للجمهور أزيد من 20 لوحة فنية بأحجام مختلفة, مرسومة بالألوان الزيتية والأكريليك وبعضها بالأكواريل, على القماش والورق والخشب, تجسد اللمسة الإبداعية لهذه الفنانة ونظرتها العميقة والجمالية للطبيعة وانعكاساتها على الروح الإنسانية. ويشكل المعرض رحلة للزوار لاستكشاف مسيرة هذه الفنانة وتأثرها العميق بالمدرسة التجريدية والإنطباعية التي تتطرق في إبداعاتها لتفاصيل الطبيعة التي تأسرها منذ طفولتها وهو تأثر يمكن استكشافه بسهولة في لوحات "شجرة الحياة", "الشفق", "الغروب", وغيرها من أعمال تم إنجازها خلال الثلاث الأشهر الماضية, حلقت من خلالها عاليا في عالم التشكيل لترسم بذلك المتعة في عيون الزوار. وتربعت الألوان الباهية على غرار الأصفر والبرتقالي الأحمر والأخضر على أغلب إبداعات الفنانة تعبيرا عما يدور في وجدانها, حيث تمكنت بريشتها وقدرتها على التعامل مع هذه الألوان بتدرجاتها وانعكاساتها على فضاء اللوحة من أن ترسم لنا جوانب من علاقتها بالطبيعة وتجاربها الحياتية. وأبدعت زاتير في تصميم وصياغة أعمالها بلمسات عالية حولتها إلى رموز تنهل من أبعاد وجماليات التراث الثقافي الجزائري وكذا الإفريقي وتصاميم البنايات, كما تستوحي روحها من الطبيعة وخاصة ضفاف البحر والغابات استخدمت فيها الفنانة ألوانا متناسقة وأشكالا هندسية بديعة بتركيبة فريدة. وفي هذا الإطار, اعتبرت زاتير أن تنظيم المعرض الفني الأول لها "بمثابة ثمرة تترجم باللون شغفها بالفن التشكيلي, وأيضا فرصة لتقديم إبداعاتها", مضيفة أنها "أعمال تعكس تمسكها بالموروث الثقافي ومشاعرها الداخلية وشغفها, كما أنها تغوص في تفاصيل الذاكرة والتراث العمراني". وأضافت الفنانة أنها اعتمدت في صياغة لوحاتها "على فسيفساء من الألوان المختلفة النابضة بالحياة, في حين أن بعضها يحمل دلالات ورموز وأبعاد هندسية تعبر عن أماكن مختلفة", لافتة إلى أنها "تقحم المتلقي في قراءة أعمالها وتأويلها كيفما يشاء, وفق نظرته الشخصية". وللإشارة, الفنانة زاتير أستاذة محاضرة في العمارة والتخطيط العمراني والتراث بالمدرسة المتعددة العلوم للهندسة المعمارية والتخطيط العمراني بالعاصمة, وقد شاركت منذ 2008 في العديد من الملتقيات الأكاديمية والفكرية داخل الجزائر وخارجها, كما أنها خبيرة بالمجلس الدولي للمعالم والمواقع (إيكوموس) منذ 2017.