تعود لعبة اللوطو إلى الواجهة مع كل رمضان ببلدية أسي يوسف ( 40 كلم جنوب تيزي وزو) حيث يسارع هواة لعبة الحظ هذه فور الانتهاء من الإفطار إلى الخروج من بيوتهم للذهاب إلى " الكازينو " كما يحلو لبعضهم تسمية الأماكن التي تجري فيها هذه اللعبة المعتمدة على المراهنة على الأرقام. و يتم عادة تهيئة هذه النوعية الخاصة من فضاءات اللعب المعتمدة على الحظ على مستوى مستودعات و بنايات غير آهلة متواجدة بعيدا عن المناطق السكينة. و تعتبر أيت حيجة و هي مقر بلدية أسي يوسف إحدى القرى التي تلقى فيها هذه اللعبة رواجا كبيرا إذ تجد " المدرسة" - و هو وصف ساخر آخر يطلقه اللاعبون على هذا المكان لتذكير أنفسهم ب"المدرسة الحقيقة التي طردوا منها" مكتظة عن آخرها مجرد أن تصل عقارب الساعة إلى الثامنة مساءا حيث يجلس التلاميذ على ألواح خشبية أو حجارة أو صناديق و أعينهم لا تفارق أوراق الكرتون ينتظرون الإعلان عن الرقم الرابح للتأشير عليه. هذا و تتمثل هذه اللعبة في استخراج كرات صغيرة من النحاس الأصفر وضعت في كيس من القماش أو الجلد مطبوعة بأرقام متراوحة من 0 إلى 90. أما الرابح فهو الشخص الأول الذي يتوصل إلى " تصفيف" 05 أرقام من ضمن 15 التي يضمها ورق الكرتون و ذلك من خلال التأشير على الرقم المعلن عنه بتغطيته بالحجارة أو بأي شيء آخر بمتناوله. كما توجد هناك تشكيلة أخرى لهذه اللعبة متمثلة في وضع علامة على ال15 رقما التي يعدها الكرتون علما أن المبلغ المرهون يكون اكبر في هذه الحالة . و يخيم على الكازينو صمت رهيب لا يسمع فيه سوى صوت صاحب المحل الذي يقوم بالإعلان عن أرقام السحب بعد استخراجها من الكيس. 3ر11ر17ر29ر 43 ... و هكذا يتواصل السحب في جو ملؤه الإثارة إلى غاية إعلان احدهم "بركات" (توقف) التي تعني انه قد توصل إلى تصفيف الأرقام الخمسة في خط واحد. و مباشرة بعد التحقق من الأرقام الرابحة تدفع القيمة المالية التي تم الفوز بها علما أن القيمة الإجمالية للربح متوقفة على عدد اللاعبين المراهنين التي تنزع منها النسبة التي يقوم المشرف على اللعب بأخذها. و يجدر الذكر في هذا الشأن أن صاحب المحل هو الرابح الوحيد في هذه اللعبة فيما لا يبحث اللاعب من جهته سوى لحظة من الإثارة و الحلم و هو يعلم جيدا أن كل هذا عبارة عن وهم كبير. كما تسجل أحيانا بعض خيبات الأمل و الغضب من طرف اللاعبين الذين خانهم الحظ و لم يكن ينقصهم سوى رقم واحد فقط للفوز. بالرغم من هذا يصر اللاعبون على مواصلة هذه اللعبة ويعيدون الكرة المرة تلوالأخرى 19ر73ر12ر20 .... ليس لشيء إلا لتحدي حظهم التعيس حيث يستمرون إلى ساعات متأخرة من الليل بنفس الحماس و الإثارة حتى و إن كانت الأغلبية تعلم أن "الأقدار قد تم الحسم فيها مسبقا".