دعا أحمد أويحيى الأمين العام للأرندي في قمة التحالف، أمس، تنسيقية التغيير إلى احترام القوانين في ممارستها للمعارضة والتعبير عن رأيها، مشددا على أن ''الجزائر التي لم تصغ لإملاءات الخارج في أوج أزمتها الداخلية في التسعينيات لا يمكنها أن تصغي إليها اليوم''، وأوضح بلخادم أمين عام الأفلان أن الخارج ''يريد لنا نماذج ديمقراطية بازدواجية المعايير''، بينما اعتبر سلطاني رئيس ''حمس'' أن الجزائر ملقحة ضد أي صوملة وعرقوة وأفغنة· قمة التحالف التي تأتي في الذكرى السابعة لإنشاء التحالف الرئاسي، فرضت على قادتها الثلاثة حسب رئيسها الدوري عبد العزيز بلخادم باسم جبهة التحرير الوطني، أن تدرج في جدول أعمالها قضية المسيرات غير المرخصة كحدث أولوي في الساحة السياسية مقارنة بما تعيشه بعض الأقطار العربية من هزات داخلية، دون أن يذكر أمين عام الأفلان باقي نقاط جدول الأعمال· واعتبر بلخادم في كلمته الافتتاحية أن التحالف الرئاسي بعد سبع سنوات من إنشائه استطاع أن يسهم في تقوية مؤسسات الدولة وتحقيق تحالف في المجالس المنتخبة· لكنه سرعان ما تحول في كلمته للحديث عن ما تشهده الساحة الوطنية من مخاض، موضحا أن البلد ''يرفض أي تدخل أجنبي في الشأن الجزائري وفي الشأن الداخلي للدول الأخرى، إذ يريدوننا أن نتحول إلى مختبرات لنماذج ديمقراطية يرونها مناسبة لأساليب سابقة تدفع مجتمعاتنا إلى المطالبة بديمقراطية مصطنعة بينما هي مبنية على إزدواجية المعايير''· كما كشف بلخادم أن المنظمات غير الحكومية ضليعة في هذا ''إذ رأينا دور هذه الأخيرة ونتائج نشاطها في الكوسوفو والصومال والسودان والبوسنة''، محذرا من الخارج وموضحا أن هذا لا يعني ألبتة ''أننا لن نصغي إلى الشعب في الداخل، فرئيس الجمهورية في إنصات دائم للشعب''، مطالبا الفعاليات الداعية للتغيير إلى اعتماد الأساليب السلمية في التجمعات المرخص لها أو في الأطر القانونية، كاشفا عن اتخاذ الرئيس إجراءات جديدة خلال الأيام القادمة· أما أحمد أويحيى الذي استعمل أسلوب المناشدة غير المعهود في خطاباته، عندما توجه إلى التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية، التي ذكرها باسمها، وقال ''نناشد لاحترام قوانين الجمهورية والابتعاد عن أسلوب زرع الخوف في أوساط الجزائريين من خلال أخطاء غير مقصودة تؤدي إلى الإنزلاق''، متوجها إلى من أسماهم جماعة الخارج بقوله ''أين كان هؤلاء عندما كانت الجزائر تعيش الدمار والإرهاب لم نسمع لهم صوتا واليوم يحاولون إعطاءنا التعليمات''، مشددا في قوله ''إذا كنا بالأمس في أسوأ حالاتنا لم نرضخ لها، فكيف بنا اليوم أن نصغي إليها فلا تنتظروا منا ذلك''· أما أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم، فبدأ في مداخلته بانتقاد التحالف من حيث عدم استطاعته التطور وبقائه تحالفا رهين الحكومة والمجالس الوطنية المنتخبة، مرجعا ذلك لغياب ثقافة العمل الجماعي عند الجزائريين، والعمل من أجل المصالحة الوطنية على حساب أطراف أخرى وأولويات أخرى، معتبرا حول موضوع الوضع الداخلي أن الجزائر أخذت لقاحها ضد أي صوملة أو لبننة أو عرقوة أو أفغنة، ولها من الإمكانيات ما يجعلها تجتاز عواصف التونسة والمصروة·