سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحقيق. المزرعة النموذجية بتعظميت تنتظر اهتماما خاصا من السلطات من أجل آفاق واعدة للصناعة الغذائية اكتمال حلقة إنتاج وتسويق اللحوم الحمراء بالجلفة (الجزء الثاني)
المزرعة النموذجية بتعظميت بعد اتضاح الرؤية بشأن المسلخ الصناعي الجهوي بمدينة حاسي بحبح واكتمال حلقة انتاج اللحوم الحمراء بداية من تربية الأغنام الى الذبح والتعليب ثم التسويق بولاية الجلفة وخارجها، تقوم "الجلفة إنفو" بزيارة الى كل من "المزرعة النموذجية بتعظميت" و"المسلخ الصناعي الجهوي بحاسي بحبح" من أجل الوقوف على حال هذين المكسبين بالنسبة للولاية، لا سيما من حيث تثمين الموارد التي تزخر بها ولاية الجلفة وكذا امتصاص البطالة التي يعاني منها أبناؤها. "الجلفة إنفو" رافقت مسار حلقة انتاج وتسويق اللحوم الحمراء بدءا من الندوة الشاملة مع مدير المصالح الفلاحية في أكتوبر 2012 والتي أكد فيها المدير الولائي للمصالح الفلاحية استرجاع مزرعة تعظيمت من طرف مؤسسة تسيير مساهمات الإنتاج الحيواني والعمل على تطهير ديونها العالقة لا سيما أجور العمال، ثم موعد استلام المسلخ الصناعي بحاسي بحبح في آفريل 2014 وتوفيره ل 113 منصب عمل، وكذا اللقاء الأخير مع المهندس "حريزي معمر"، رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية، حيث أكد على أن اختيار المسلخ الجهوي بولاية الجلفة لم يكن اعتباطيا، لأن نسبة 10% من اللحوم الحمراء تُنتج فيها فضلا عن احتوائها على المزرعة النموذجية بتعظميت والإسطبلات الموجودة ببلدية عين الإبل. وأخيرا عزم مؤسسة "لاتراكو" لإنتاج وتسويق اللحوم الحمراء على شراء الأغنام في فيفري القادم من الموالين والأسواق الأسبوعية قصد تموين المسلخ الصناعي الجهوي بحاسي بحبح. مزرعة تعظميت ... تاريخ وآفاق مستقبلية وحلم ينتظر التحقيق زيارتنا إلى المزرعة النموذجية بتعظميت كانت برفقة دليلنا السيد "جرد قويدر"، المكلف بإدارة المزرعة، وهو إطار يملك كل المعطيات والمعلومات التقنية والتاريخية عن المزرعة. فقد كانت مزرعة "تعظميت" سابقا عبارة عن معتقل فلاحي للفرنسيين تمارس فيه أبشع أنواع التعذيب إضافة إلى إجبارهم على العمل الفلاحي العقابي وذلك في نهاية القرن التاسع عشر. ثم حُوّلت بعد ذلك إلى "محطة تجارب لتربية الأغنام" سنة 1918، وتم فيها أيضا إنشاء "محطة لتحسين سلالات الأغنام" حسبما أشار اليه المعمر الفرنسي "شارلز غريسينغر" في العدد 45 من مجلة "لالجيريانيست". حيث تم فيها تهجين سلالة أولاد جلال ببسكرة مع سلالة "الميرنوس" الفرنسية، مما أدى الى ظهور سلالة جديدة أطلق عليها سلالة "تعظميت" التي يُتداول أن تهجينها تم سنة 1912. وحسب المعمر "غريسينغر" الذي كان في مهمة لإبادة الجراد بالمنطقة، فان مزرعة تعظميت كان يديرها مهندس المصالح الفلاحية "أندري لوبوا" بمساعدة نائبين أحدهما مكلّف بإدارة المراعي والآخر بالزراعة. حيث تم تزويدها ب 250 رأس غنم عند افتتاحها، ليصبح عدد الرؤوس التي تحوزها 4000 رأس بانتظام، رغم موت الخرفان الصغيرة شتاء وتوزيع حصص من الأغنام. وتمتاز سلالة "تعظميت" بخصائص ممتازة لا تتوفر في غيرها من السلالات منها أن معدل انتاج الصوف يقدّر ب 05 كلغ للنعجة و 14 كلغ للكبش. أما معدل وزن الحيوانات فيبلغ 54 كلغ للنعجة و 03 كلغ للخروف عند الولادة و26 كلغ وزن الخروف ذي ال 03 أشهر. في حين يقدّر وزن الكبش ب 97 كلغ. مساحة شاسعة ... و250 منصب عمل بعد التعاقد مع المذبح الجهوي تبلغ مساحة مزرعة تعظميت 5992.38 هكتار منها 95% أراضي رعوية. أما المساحة الصالحة للزراعة فتقدّر ب 253 هكتار مسقية بفضل احتواء المزرعة على 07 آبار عميقة، في حين تعتبر مساحة 3500 هكتار قابلة للاستصلاح. مع العلم أن المزرعة حاليا يعمل بها 21 عاملا خصوصا منذ أن تم استرجاعها من طرف شركة مساهمات تسيير الإنتاج الحيواني "برودا". وينتظر أن تفتح هذه المزرعة 250 منصب عمل جديد في حالة بداية العمل مع المسلخ الصناعي الجهوي بحاسي بحبح. وبالنسبة لطاقة استيعاب المزرعة فهي تقدّر ب 6000 رأس غنم للتربية و40000 رأس خروف للتسمين و300 رأس من الماعز و60 رأس من الأبقار. أما بالنسبة للدواجن فتقدّر ب 18000 دجاجة. وهي إمكانيات كبيرة تنتظر من يدعمها ويستغلها حسبما صرّح به السيد "جرد قويدر". مزرعة تعظميت ... وضعية مالية تنتظر التكفل من السلطات المحلية والمركزية تحولت المزرعة النموذجية بتعظميت سابقا بموجب قرار وزاري الى "الشركة الجزائرية للحوم الحمراء" بالجزائر ومنها الى مؤسسة انتاج وتسويق اللحوم الحمراء "لتراكو" ببئر توتة بالجزائر العاصمة. حيث قامت مؤسسة "لتراكو" بتحويل بعض المواشي من مزرعة البرواقية بولاية المدية ومزرعة تاجموت بالأغواط الى مزرعة تعظميت في جانفي 2011 وهذا من أجل الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء بالعاصمة. كما شرعت شركة "لتراكو"، التابعة الى شركة تسيير مساهمات الإنتاج الحيواني "برودا"، في عملية تطهير ديون المزرعة لدى مختلف الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين لا سيما ديون العمال المتراكمة منذ أكثر من عشرة سنوات. ورغم الجهود المبذولة من أجل النهوض بمزرعة تعظميت، الا أنها مازالت تتخبط في ديون مازالت على عاتقها إلى اليوم حيث نجد مثلا مؤسسة سونلغاز تدين للمزرعة ب 5.254.188 دج، وتعاونية الحبوب الجافة ب 71.500 دج، ومؤسسة نفطال ب 253.509 دج، وصندوق الضمان الاجتماعي ب 18.487.581 دج، ومصالح الضرائب 15.503.685 دج، وبنك الفلاحة والتنمية الريفية ب 1.332.461 دج، أما مستحقات أجور العمال فهي تقدّر ب 21.176.275 دج أي أن المجموع الكلي لديون المزرعة هو 62.325.408 دج، أي أكثر من 06 ملايير سنتيم بتاريخ 30/10/2010. وتمثّل مستحقات العمال العالقة نسبة 40% من الديون العالقة. دفع بعض مستحقات العمال العالقة منذ أكثر من 10 سنوات قامت مؤخرا مصلحة المحاسبة بالمزرعة بدفع أجور ومخلفات مالية لبعض العمال المتقاعدين والعاملين حاليا. وقد تراوحت من مليون سنتيم الى 150 مليون سنتيم. وهذا إطار تصفية ديون المزرعة. وهو ما أدخل السرور في نفوس العمال. حيث تمثّل ديون عمال المزرعة نسبة 40% من الديون الإجمالية. وحسب المسؤولين، فان هناك آمالا في دفع ديون أخرى قد تخرج المزرعة من وضعيتها المالية الصعبة وتساهم في تطهيرها. مزرعة تعظميت ... حلم شباب تعظميت البطال وآمال في والي الولاية والمنتخبين يعلق شباب تعظميت أملا كبيرا على مزرعة تعظميت لأن إعادة فتح المزرعة سوف يفتح مناصب شغل كبيرة من إداريين وتقنيين وبيطريين مما يساهم في القضاء على البطالة. لا سيما وأن التوقعات تشير الى امكانية فتح 250 منصب عمل مباشر اذا تمت حلقة إنتاج وتسويق اللحوم الحمراء. ويطالب سكان تعظميت وخاصة فئة الشباب من المسؤول الأول على الولاية السيد "جلاوي عبد القادر" بمساعدة المزرعة وإعادة الحياة إليها من جديد. وهذا بالعمل مع الشركاء على مسح ديونها وجلب مستثمرين إليها خاصة في المجال الزراعي لأن المجال الحيواني يبقى غير كاف خاصة في ظل الظروف الحالية. كما يوجّه السكان دعوة الى الوالي من أجل برمجة المزرعة في نقاط الزيارة التي سيقوم بها قريبا بدائرة عين الإبل، وهذا من أجل الوقوف على وضع المزرعة واتخاذ ما من شأنه تيسير الأمور بها.
