يدوي صوت الأسرى في سجون الاحتلال عبر العالم وبالذات في فلسطين السليبة منذ أمس من أرض الجزائر من خلال فعاليات الملتقى الدولي العربي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال الذي من المقرر أن يختتم اليوم باقامة شبكة عالمية للأسرى تكون دعامة لهم تجاه أوساط الرأي العام الغربي حيث يلعب النفوذ الصهيوني ورعاة الاحتلال حيثما وجد لوحدهم مروجين لطروحات مغالطة ومشوهة للحقيقة. الملتقى الذي تنظمه جبهة التحرير الوطني برعاية الرئيس بوتفليقة منذ أمس بقصر الأمم وهو المكان الرمز الذي شهد سنة 1988 إعلان الدولة الفلسطينية افتتح صباحا في ظل مناخ وفر أرضية لمؤشرات وحدة فلسطينية يمثل الأسرى مفتاحها بعد أن عجزت المواقف المتباعدة ذلك أنه إذا كان يعقل أن تختلف المواقف السياسية فلا يعقل أن يختلف فلسطينيان على موضوع الأسرى الذين يمثلون كافة الفصائل فهم رموز للمناضلين الاحرار وهو ما لم تتخلف أية مداخلة عن التأكيد عليه. الأمين العام لجبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم في كلمته صرح أن الملتقى تعبير عن ادراك لحجم المأساة والمعاناة لعشرات الآلاف من الأسرى وهو تأكيد على تمسك قوي بالدفاع عن حقوق الانسان وكرامته، وأشار إلى أن هناك أكثر من دلالة لهذا الموعد فبالاضافة إلى بعده السياسي والانساني فإن الملتقى يرمز إلى عدم قدرة المجتمع الدولي على حل المشاكل والأزمات وعجزه عن تطبيق الإعلان العالمي لحقوق الانسان بدليل وجود المحتشدات والسجون تزج بالأسرى والمعتقلين خاصة في فلسطين والعراق، واعتبر بلخادم أن الوقت حان لأن يصحو الضمير العالمي ويفضح الوضع الخطير للأسرى وما يتعرضون له من اهانة واحتقار واستهداف لعنصر الانسان فيهم رجلا كان أو امرأة، واضاف بلخادم أن مأساة الشعب الفلسطيني هي نموذج للأمر الواقع والقوة في العلاقات الدولية ومن ثمة دعا إلى العمل على استفسار موقف المنظمات الدولية لحقوق الانسان حول ملف الأسرى والعمل ايضا تجاه الزام الهيئات الدولية لتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلافية بإنشاء شبكة لمتابعة التوصيات التي يعلن عنها اليوم وذلك على مستوى مجلس حقوق الانسان الأممي بجنيف وعلى مستوى الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة. وأوضح المتحدث أن مسألة التضامن مع الأسرى ليست مرتبطة بأي اعتبارات دينية أو عرقية وإنما هي مسألة ترتبط مباشرة بالدفاع عن الشرعية الدولية والحرص على التطبيق الفعلي لميثاق حقوق الانسان العالمي الذي اصبح في حالة اتهام وذلك بالعمل مع الشرفاء عبر العالم لينقلوا إلى الرأي العام الغربي شهادات وصور الأسرى الذين يعانون في صمت كما هو الحال في فلسطين والعراق حيث الانتهاكات لحقوق وكرامة الانسان ممارسة يومية. من حاملي هذه الرسالة الانسانية رجل من صلب المجتمع الغربي هو المناضل البريطاني جورج غالاوي الذي حضر الملتقى فندد بالاحتلال الصهيوني لفلسطين والامريكي للعراق، واعاد التذكير بما يعانيه قطاع غزة من حصار هو اسر بكل ما تعنيه الكلمة كما ذكر بالاسير العراقي طارق عزيز وهو حالة انسانية تحمل دلالات خطر الاحتلال. من جانبه القى رئيس المركز العربي الدولي للتواصل معين بشور كلمة بدأها بالتذكير بأن الثورة الجزائرية كانت نموذجا للثورة الفلسطينية مسجلا أن الملتقى ينعقد في ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الانسان منتقدا النظام الرسمي العربي لصمته أو تواطئه. وأشار إلى أن الكيان الصهيوني يستغل انقسام الصف الفلسطيني لتبرير جرائمه ضد الانسانية. وفي كلمة رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى العربي الدولي السيد عبد العزيز السيد ذكر باحتضان الجزائر مباشرة بعد استرجاع السيادة الوطنية وبالذات في سنة 1963 أول مكتب لحركة فتح الذي تحول إلى مكتب منظمة التحرير الفلسطينية فيما بعد واعاد الحاضرين بالذاكرة إلى سنة 1964 حينما صرح الرئيس بوتفليقة وكان حينها وزيرا الخارجية للجزائر المستقلة على روابي القدس قائلا لمناضل فلسطيني رائد أن استقلال الجزائر لا يكتمل الا بتحرير فلسطين. وتحدث عن بعض رموز الأسرى الفلسطينيين مثل حسن اللاوي الذي اعتقل تحت الاحتلال البريطاني 6 سنوات ثم سلم للكيان الصهيوني اسيرا ليبقى مخفيا مدة 25 سنة إلى أن اكتشف امره وبقي اسيرا إلى سنة 1983 فقضى 38 سنة في الاسر وتساءل كيف أن استعمارا يسلم الأسرى لاستعمار بديل، كما أشار إلى حالة البرغوثي باعتباره اطول اسير من حيث المدة من خلال 67 حكم بالسجن المؤبد ولا أحد يتحرك في العالم المسمى حر وديمقراطي. ولم يتأخر عن التذكير بالأسرى العراقيين الذين من المقرر أن ينظم لهم ملتقى خاصا مستقبلا لفضح جرائم احتلال العراق وتدمير الانسان العراقي الحر. ويتواصل الملتقى الذي ينعقد في ظل انسداد الحوار الفلسطيني بينما يعبث المحتل بالأرض والانسان من خلال أربع ورشات تتكفل الأولى بموضوع الحقوق الانسانية للأسرى وعائلاتهم والثانية بمسألة الدعم المادي والمعنوي للأسرى والثالثة لقضية الأسرى المحررين وإعادة ادماجهم والورشة الرابعة للمفقودين ومقابرهم وارقام جثامينهم. وتعرف الجلسة العلنية الرابعة مساء اليوم عرض التجربة المريرة للثورة الجزائرية في معالجتها وتعاملها مع الأسرى والمعتقلين ليكون الملتقى على بينة من أمر ينبغي أن يصبح اليوم مسألة ضمير عالمي.