مئات الزوار يتهافتون يوميا عليها لاكتشاف كنوزها تعتبر جزيرة «ليلى» المقابلة لشاطئ رشقون بغرب عين تموشنت أحدى اهم المصنفات السياحية الدولية، التي صارت تستقطب مئات السياح يوميا الراغبين في اكتشاف هذا الكنز الذي تم تصنيفه بعد الزيارة التي قادت وزير السياحة السابق عمار غول أواخر شهر جويلية من سنة 2015 لتكون احدى المصنفات السياحية بعدما سبق لوزارة الثقافة أن صنفت هذه الجزيرة ضمن المواقع التاريخية للتراث الثقافي والتاريخي لعين تموشنت، صارت بعدها مقصد السياح ومصدر رزق أصحاب السفن الصغيرة، الذين ينقلون الزور اليها فرادى وزرافات للتمتع بها واكتشاف مآثرها التاريخية والسياحية. «الشعب» زارت الجزيرة واستمتعت بمناظرها وسحرها الفتان، وتنقل أدق التفاصيل عنها. هذه الجزيرة التي تتربّع على 26 هكتار، وتبعد عن شاطئ رشقون بحوالي 05 كلم بها منارة يمتد طولها على 15مترا، وبها مصباح ترتفع انارته ليلا الى 81 مترا ما يسمح برؤيته على مسافة 16الف ميل بحري، حيث يلعب دورا فعالا في توجيه السفن. وكانت وزارة السياحة قد أطلقت برنامجا من اجل اقامة مرسى صغير للسفن بالجزيرة، اضافة الى فتح خط بحري بينها وسواحل بني صاف ورشقون، زيادة على تدعيم الجزيرة بالطاقة الشمسية لضمان اعادة الحياة للمنطقة التي يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث يذكر في سجلات التاريخ، أن قبائل البربر سكنت الجزيرة سنة 650 قبل الميلاد، وذلك حسب التحقيقات التي أجريت على آثار الجزيرة حيث تم العثور على قطع خزفية قديمة ونادرة. من ناحية أخرى، تقول كتب التاريخ أن الاحتلال الفرنسي دخل الجزيرة سنة 1870، وقام بتشييد المنارة الشهيرة التي ترى من الشاطئ كما تشع انارتها ليلا وتوجد بجانبها بناية تؤكد تصريحات العارفين بها أنها ثكنة عسكرية تعود إلى العهد الاستعماري، كما توجد بالجزيرة مواقع تاريخية من بينها مقبرة قديمة صنفت ضمن الكنوز الأثرية للمنطقة منها مقبرة ب 114 قبر تقع قرب المنارة. جزيرة « ليلى» التي يعرفها سكان بني صاف وهواة الصيد بالصنارة يتوافد عليها عن طريق قوارب الصيد، الذين يستغلون فترة الصيف لنقل السواح الى الجزيرة مقابل مبلغ يصل من 500 دج الى 1200 دج، تحولت الى موقع سياحي بامتياز على خلفية قيام وزارة السياحة بإعادة الاعتبار اليها بعدما كانت وزارة الثقافة قد اهتمت بتصنيفها في عهد الوزيرة خليدة تومي بعدما ظلت مهملة لسنوات. ميناء يعيد النّشاط لجزيرة الأحلام شهدت الجزيرة أعمال تهيئة واشغال وإعادة تهيئة ميناء صغير الذي لايزال مشروعا ينتظر التجسيد على مستوى الجزيرة لاستقبال أربعة مركبات سياحية، وفتح مسلك داخل الجزيرة وبناء فضاء علمي لاستقبال الطلبة الجامعيين والباحثين وتوفير الإنارة العمومية بالطاقة الشمسية. هذه الإنجازات تعتمد على مواد خفيفة كالتراب والخشب مع تفادي استعمال الاسمنت المسلح للحفاظ على طبيعة الأرضية. وينتظر بعد الانتهاء من أشغال التهيئة تصنيف هذه الجزيرة التي تتوفر على أنواع من الطيور النادرة عالميا كمحمية طبيعية زيادة على وجود عدة حيوانات بحرية واعشاب نادرة من شأنها أن تعيد الاعتبار لمنطقة رشقون التاريخية التي ارتبط اسمها بالدولة النموذجية والملك سيفاقس، الذي يوجد قصره بالمنطقة كما انها تحوي اجمل غروبا للشمس بالمنطقة، والتي قيل فيها الكثير عن تاريخها وجمالها. وأهم الاحداث التي وقعت فيها وعلاقاتها بجامع سيدي يعقوب الشهير المطل عليها عبر منطقة الزوانيف التي هي بوابة عرش ولهاصة العريق المعرف عبر التاريخ القديم. هذه الجزيرة التي رغم ما أشيع عنها من أهوال تبقى محل اكتشاف وفضول السياح الذين يتوافدون عليها يوميا للتمتع بجمالها واخد الصور التذكارية منها، الأمر الذي خلق حركية على السواحل الغربية للولاية بفعل هذا التراث السياحي والثقافي الهام.