تناول اليوم الدراسي الذي نظمته الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة بالتنسيق مع باتيماتيك حول «البناء المستدام وآثار الإبداع والثورة في الهندسة المعمارية» الجوانب المرتبطة بعملية البناء وتوظيف التكنولوجيا في هذا المجال. وعرض اللقاء الذي حضره الخبراء والمختصون في قطاع البناء تجارب رائدة خاصة التقليدية منها كاشفا عن نماذج الشراكة من اجل أحسن التطبيقات في العمران. واهتم المهندس المعماري عبد الرحمان زيدان بالعزل الحراري للمباني باعتباره وسيلة تقلل من فقدان الطاقة وتخفض فاتورة الكهرباء أو التدفئة، ويوفر أكبر قدر من الراحة بعيدا عن الرطوبة أو البرودة. وقال المتدخل في عرض نظرته أن استعمال المواد البديلة والصديقة للبيئة كالخشب و الزجاج والصخور تعد اكبر الرهانات في كسب هذا الخيار. وأشار إلى أن الجزائر عمدت إلى إدخال هذه التقنية عبر نصوص قانونية والاعتماد على التجارب الرائدة إدراكا منها بأهمية هذه المسألة الحيوية لمستقبلها الاقتصادي باعتباره جانبا من جوانب التنمية المستدامة . من جهته ركز عقيل عمروش مهندس يناء في عرضه على النمط المعماري الجزائري و بالأخص الموجود في الجنوب مبرزا أسلوب البناء المعتمد. وأشار عقيل عمروش إلى أن النمط المعماري المعتمد روعي فيه البعد الاجتماعي للمجتمع الجزائري الذي يعكس ثقافته ويعبر عن هويته مفضيا عليه صبغة جمالية لا تجدها في مكان آخر مثل ما يجري في ولايتي الواديوغرداية بشكل متميز. من جانبه أثار شناق عبد الكريم مدير مشروع الوكالة الوطنية لتعزيز وترشيد الطاقة السياسة الوطنية المبنية على كفاءة استخدام الطاقة المتجذرة في عمق التاريخ مشيرا إلى أن نموذج غرداية ممتاز جدا . وحسب شناق فان نموذج غرداية يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للمهندسين المعماريين خاصة طريقة البناء التي تتحكم في كيفية استغلال الطاقة باعتبار أن التعمير اكبر القطاعات المستهلكة للطاقة في العالم بنسبة 35 ٪، وهو ما يحتم دراسات معمقة لتحسين الأداء الحراري للمباني. وكشف شناق عن البرنامج الوطني ل 2010 / 2014 لإدارة الطاقة عبر ترقية العمل بالسخانات المائية والشمسية و نشر مليون مصباح اقتصادي. وذكر في حديثه عن الإضاءة العمومية باستبدال 5 مليون مصباح عادي بمصابيح موفرة للطاقة وتشجيع التعديل التحديثي للمباني من خلال إنشاء آلية تمويل تسمح للأفراد والائتمان بأسعار مدعومة. كما ذكر بخيار إدخال تدابير الرقابة على كفاءة استخدام الطاقة و تنفيذ برنامج محدد مخصص لكبار مستهلكي الطاقة، مع تحسيس الفاعلين في البناء بأبعاد الكفاءة في استخدام الطاقة . وفي نفس السياق عرض سويسي مسعود رئيس دائرة البحث بالمركز الوطني للدراسات و الأبحاث في البناء بعض التجارب للمشاريع الرائدة التي سيتم انجازها في هذا الخماسي معطيا أمثلة عن برنامج 600 وحدة سكنية عالية الأداء والطاقة، يتم فيها إدراج مبادئ الراحة الحرارية وتوفير الطاقة في التصميم المعماري لبناءات.