أجمع المتدخلون في اليوم الدراسي الذي تناول موضوع إرساء الثقة بين المتعامل الاقتصادي والمستهلك في التجارة الالكترونية الذي احتضنته، أمس، المدرسة العليا الجزائرية للأعمال بقصر المعارض بالصنوبر البحري، على ضرورة الإسراع في تنظيم التجارة الإلكترونية، لحماية المستهلك من الاحتيال ومن المنتوجات المقلدة وحتى المغشوشة التي تعرض عبر مواقع وصفات «الفايسبوك». أكد المتدخلون وكذا المشاركون في النقاش المفتوح الذي جرى في هذا اللقاء المنظم من قبل المدرسة العليا الجزائرية للأعمال، بمعية المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه على الفوضى التي تميز التجارة الالكترونية، والاحتيال الذي يقع ضحيته المستهلك ويكلف صاحب العلامة الاصلية أوالمتعامل الذي ينشط في إطار القانون خسارة زبائن وسوق لم يكن من السهل التموقع فيها، في ظل المنافسة الشديدة التي تعرفها التجارة الالكترونية التي بدأت تعرف إقبالا من قبل المستهلكين. ودافعت نهى بن قويدر مديرة تسويق بموقع «جوميا الجزائر» خلال مداخلتها وخلال النقاش على نوعية الخدمات التي يقدمها هذا الموقع الإلكتروني، وعن جدية المتعاملين الذين يروجون لخدمات ومنتوجات عبره، مؤكدة الحرص على «أصلية» المنتوج الذي تعرضه للمترددين على «جوميا»، كما شددت على أنه في حالة التأكد من أن متعامل قد عرض منتوجات مقلدة أومغشوشة، فإنه سيخضع لإجراءات، حيث يدفع غرامة مالية تبعا لذلك، كما يمكن فسخ العقد وعدم التعامل معه إلى الأبد. زبدي: صفحات التواصل الاجتماعي أصبحت «واجهات محلات افتراضية» ومن جهته أعلن مصطفى زبدي رئيس االمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه «ابوس» عن التمكن من غلق عدد من صفحات التواصل الاجتماعي التي كانت تعرض منتوجات مغشوشة، وذلك بعد التحقيق الذي قامت به الجمعية، والشكاوى التي تقدم بها المستهلكين. قال زبدي إن صفحات التواصل الاجتماعي أصبحت «واجهات محلات افتراضية» تعرض سلع ومنتوجات «ولا نعلم من وراءها»، مؤكدا انها تروج لمنتوجات خطيرة، ولها انعكاسات خطيرة على الصحة وتبعات على المتعامل الحامل للعلامة الاصلية والموزع المباشر لها والمروج لها عبر المواقع الالكترونية. كما تدخل خلال النقاش ممثل عن الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، الذي اكد بدوره على الفوضى التي يعرفها تسويق السلع عبر «الانترنيت»، ودعا في نفس الوقت أصحاب صفحات الفايسبوك التي تعرض السلع والخدمات إلى تنظيم أنفسهم وتشكيل تنظيمات أوفدراليات حتى يكونوا معروفين بالنسبة للمتعاملين والمستهلكين، وأكد استعداد منظمته على هيكلة أصحاب الصفحات والمواقع التواصل، وهذا ما يجعل الثقة بين هذه الأطراف الثلاث «الوسيط أو الموقع الالكتروني، المتعامل والزبون»، مفيدا ان هناك صفحات وهمية هدفها الاحتيال على المستهلك. بالرغم من الفوضى التي يعرفها مجال التسويق عبر الانترنيت، إلا ان هناك تحقيقات تجرى لتتبع مدى رضى الزبائن من الخدمات ونوعية السلع التي يتم اقتنائها من خلال مواقع تنشط في إطار القانون، لمعرفة مدى الثقة التي تم اكتسابها من قبل المستهلك، واعتبر المتدخل في هذا الموضوع أن إرضاء الزبون عامل أساسي لتطوير السوق والمؤسسة.