تألّق لافت لمحترفينا في الأندية الأجنبية

تألّقت العناصر الدولية الجزائرية بشكل ملفت للانتباه في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى إلى جانب البطولات العربية، بعدما بصموا على مواسم مميزة مع أنديتهم، فمنهم من عاد إلى أفضل مستوياته على غرار «بلفوضيل»، وآخرون عادوا إلى أجواء المنافسة الرسمية بعد الابتعاد عن الميادين لعدة أشهر بسبب الإصابة في مقدمتهم «غولام»، فيما نصب بعضهم نفسه أساسيا طيلة السنة وحصد الثناء يتقدمهم الظهير الأيمن لنادي نيس «يوسف عطال»، كما كان خمسة منهم أكثر حظا حين تمكّنوا من قيادة فرقهم نحو الألقاب، يتقدمهم أغلى لاعب في تاريخ نادي مانشيستر سيتي «رياض محرز»، الذي توّج عشية السبت بلقبه الرابع في أول موسم له بألوان السيتيزنز، وهو ما ينبئ بأن أغلبهم سيلتحقون بتربص المنتخب الوطني بالعاصمة يوم 27 ماي الجاري بمعنويات جد مرتفعة لمباشرة التحضيرات الخاصة بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 المقررة الشهر المقبل بمصر.
تمكّن عشيّة السبت الدولي الجزائري «رياض محرز» من التتويج بلقبه الرابع مع نادي مانشيستر سيتي الإنجليزي في أول موسم له بألوان الفريق وتحت قيادة المدرب «بيب غوارديولا»، الدولي الجزائري خاض في أول موسم له بألوان الفريق 44 مواجهة، حيث شارك في خمس منافسات كاملة أربعة منها محلية وتمكن من المساهمة في التتويج بجميع ألقابها، فيما كانت المنافسة الخامسة رابطة الأبطال الأوروبية التي عجز فيها السيتي عن تخطي الدور ربع النهائي ضد نادي برشلونة الإسباني.
رغم أنّ «محرز» لم يلعب الكثير من المباريات مقارنة بزملائه في الفريق إلا أنه تمكن من تسجيل 12 هدفا كاملا، وقدّم 12 تمريرة حاسمة، ونال في سبع مناسبات لقب رجل المباراة في البريمرليغ، آخرها كان في لقاء الجولة 38 ضد نادي برايتون الذي تمكن فيه من العودة إلى المنافسة الرسمية بعدما أقعد على دكة البدلاء في 6 مباريات متتالية، وتمكّن من تسجيل هدف رائع ضمن به السيتي لقبه السادس في الدوري الانجليزي الممتاز منذ تأسيسه.
عودة الدولي الجزائري إلى المنافسة جاءت في وقتها المناسب، حيث تمكن من المشاركة في مواجهتين متتاليتين، وساهم بشكل لافت في تتويج فريقه خلال اللقاءين بلقبين مختلفين، وهو ما نصبه في التشكيلة المثالية لأفضل الصفقات في البريمرليغ، ما سيجعله يدخل تربص الخضر بمركز سيدي موسى بمعنويات في السحاب.
«فغولي» يبصم على أفضل موسم في مسيرته الكروية
لاعب ثاني مهم في تعداد «جمال بلماضي» يتواجد في أفضل مستوياته، يتعلق الأمر بالمحارب «سفيان فيغولي» الذي يساهم بشكل رهيب في النتائج الإيجابية التي يحصدها عملاق الأناضول غلطة سراي التركي، هو الذي يحقق أفضل موسم في مسيرته الكروية، كيف لا وهو الذي تمكن من بلوغ عتبة ال 12 هدفا في البطولة التركية دون احتساب الأهداف التي تمكن من تسجيلها في الكأس آخرها كان هدف الفوز والتتويج بلقب كأس تركيا الأسبوع الماضي، وهو عدد الأهداف الأكبر التي سجلها «فغولي» منذ بداية مسيرته الكروية في موسم واحد، ليخطف بذلك ثالث ألقابه بألوان الفريق منذ التحاقه الموسم المنقضي بعملاق تركيا، وبإمكانه التتويج بالثنائية هذا الموسم عن طريق الاحتفاظ بلقب البطولة نهاية الأسبوع المقبل، وهو ما سيجعله يخوض «الكان» بقوة كبيرة، خاصة أنها قد تكون الأخيرة لصاحب الثلاثين ربيعا.
«بونجاح» لمواصلة كتابة التّاريخ
هدّاف المنتخب الوطني الجزائري في الفترة الحالية «بغداد بونجاح»، هو الآخر حصد الأخضر واليابس وأبهر كل المتتبّعين بتسجيله الأهداف في كل لقاءات فريقه السد القطري، وهو ما سمح له التتويج ببطولة قطر لأول مرة منذ تقمصه ألوان الفريق، حيث أنهى الموسم هداف للدوري القطري ب 39 هدفا، وأحسن هداف في رابطة الأبطال الآسيوية ب 13 هدفا، دون أن ننسى بأنه توج بلقب أفضل هداف في العالم للسنة المدنية 2018 ب 59 هدفا مع السد والمنتخب الوطني، لكنه في آخر لقاء بالموسم عجز عن قيادة فريقه إلى التتويج بلقب كأس قطر وخرج مطرودا بالبطاقة الحمراء، لكن ورغم ذلك سجل الهدف الوحيد لفريقه ضد الدحيل، وهو ما يرشّحه لمواصة التألق بألوان الخضر.
لاعب آخر أنهى موسمه بطلا، يتعلق الأمر بالمدافع المحوري «رامي بن سبعيني»، الذي قد يستدعيه الناخب الوطني ل «كان» مصر للاعتماد عليه في منصب ظهير أيسر، بسبب إجراء «عبد اللاوي» لعملية جراحية على مستوى القلب، أنهى موسمه بقوة وبروعة، بعدما ساهم بقوة في تتويج ناديه رين بكأس فرنسا ضد نجوم باريس سان جيرمان، وهو ما سيعطيه أكثر ثقة رفقة المنتخب للذهاب بعيدا في كأس أمم إفريقيا.
العقل المدبّر ومحرّك نادي الترجي الرياضي التونسي «يوسف بلايلي»، الذي يؤدي موسما استثنائيا ويتجه نحو التتويج بلقب البطولة، هو الذي يحتل الصدارة بفارق واسع عن وصيفه النجم الساحلي، وسيلعب نهائي رابطة الأبطال الإفريقية للعمل على الحفاظ على لقبه هذه المرة ضد الوداد البيضاوي المغربي، ومتأهل لنهائي كأس تونس، سيتنقل إلى الجزائر هو الآخر بمعنويات جد مرتفعة خصوصا إذا تمكن من حصد الرباعية والسير على خطى زميله في السيتي «رياض محرز».
تألق لاعبينا في مختلف البطولات وتتويج آخرين بالألقاب سيجعل التحضيرات لنهائيات أمم إفريقيا تسير في ظروف رائعة ودون مشاكل، خصوصا أن جل لاعبينا قرّروا مواصلة مغامرتهم مع فرقهم ولازالوا مرتبطين بعقود مع أنديتهم، وهو ما سيجعلهم بعيدين عن تذبذب التحضيرات بسبب انشغالهم بمسيرتهم الشخصية والتحضير لعطلتهم مثلما كان عليه الحال في السابق، لما كان يسمح لهم من الغياب عن تربصات شهري ماي وجوان وتعويضهم باللاعبين المحليين.