كرّم أول أمس المجلس الإسلامي الأعلى بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد، العلامة القدير محمد الصالح الصديق عرفانا لما قدمه من عطاء للتربية والتعليم وللوطن طوال مسيرته النضالية والأدبية.. أشاد أغلب المشاركين في الندوة التكريمية بخصال العلامة والشيخ محمد الصالح الصديق الذي أفنى شبابه في خدمة العلم والوطن، وما يزال رغم تقدم السن به يثابر ويجاهد في سبيل العلم والتعلم حتى ينتهل من معارفه الأجيال القادمة، التي ستجد أمامها إرثا تاريخيا خلفه علماء جزائريون كانوا أوفيا وما يزالون للجزائر على وجه الخصوص. وفي هذا الصدد، قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ بوعمران، أن هذه الندوة تأتي في إطار التكريمات التي دأب المجلس الإسلامي الأعلى على تنظيمها في اليوم العالمي للمعلم تكريما لشخصيات خلدت التاريخ، ونشرت العلم أينما وجدت. واعتبر رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن الندوة التكريمية وقفة عرفان من خلالها لكل المعلمين الجزائريين، وهي مناسبة لتكريم رمز من رموز التربية والتعليم ومن كان وفيا لوطنه وثورته التي شهدت تضحيات كبيرة من قبل هذا الرجل الفذ، مشيرا إلى أن جمعية مشعل الشهيد تتشرف بتكريم شخصية خدمت الجزائر حتى في المحافل الدولية. وأكد رفيق دربه الشيخ محمد الطاهر أيت علجت أن الصفات الكثيرة التي كان يتحلى بها العلامة جعلته ناجحا في حياته، ذاكرا منها ميزتين أولهما حفاظه على الوقت وشغله الشاغل العمل، وثانيا انشغاله بالقرآن الكريم، حيث حفظه وعلمه للناس، مشيرا إلى أنه لم يغفل يوما عن تلاوة القرآن الكريم، حتى وإن كان في الحافلة أو جالسا في مكان عام، وأضاف المتحدث أن محمد الصالح الصديق كان مثلا أعلى للاهتمام والاعتناء بالدراسة وناجحا في مهامه التي كلف بها أثناء الثورة التحريرية، كما كان يقول مجاهدا بقلمه، ناجحا في إبداعاته ومحاضراته وفي جميع اتصالاته، ما جعل الجميع يستفيدون من علمه وعبادته، ويرغبون في أن يكون خليلهم لأخلاقه العالية وسماته الحسنة. كما لم يتوان محمد الصالح الصديق في التعبير عن امتنانه بهذا التكريم لشخصيات خدمت الجزائر. للإشارة حاليا محمد الصالح الصديق نشأ في كنف عائلة من الأشراف المرابطين، عرفت بالتدين والعلم، بقرية إبسكرين الواقعة في ضواحي بلدية افريحة دائرة عزازڤة. فوالده الشيخ البشير آيت الصدّيق قد تولى الإمامة بمنطقته أكثر من 40 سنة، ورث عن أبيه مبادئ اللغة العربية والفقه والحساب، ناضل إلى إخوانه خلال الحرب التحريرية المجيدة، وبعد الاستقلال واصل جهاده بالقلم له مجموعة من المؤلفات ومقالات منشورة في عدد من المجلات والصحف داخل وخارج الوطن.