يحتضن سهرة اليوم بداية من الساعة الثامنة مساء ملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة مباراة العودة عن الدور ثمن النهائي من منافسة كأس الأندية العربية الأبطال بين ممثل الجزائر الوحيد في المنافسة نادي مولودية الجزائر وضيفه القوة الجوية العراقي، وهو اللقاء الذي يهدف من خلاله أشبال المدرب المؤقت «محمد ميخازني» العودة إلى أجواء الانتصارات وضمان التأهل إلى الدور المقبل، لعدم تضييع أول أهداف الموسم مبكرا. بعد أسبوع صعب للغاية، مرّ على العميد ميزة كثرة الحديث والتراشق في التصريحات بين المدير العام للفريق «فؤاد صخري» ورئيس مجلس الإدارة «عاشور بطروني»، التي جعلت الفريق يعيش مرحلة لا استقرار داخل البيت قبيل مباراة هامة خاصة لإدارة الفريق التي وضعت بلوغ نهائي المنافسة العربية هدفا أساسيا قبل انطلاق الموسم الكروي (2019 – 2020)، كشفت مصادرنا من داخل بيت العميد بأن «بطروني» ينوي إقالة «صخري» عقب مباراة القوة الجوية وتحديدا يوم الثلاثاء المقبل خلال اجتماع مجلس إدارة الفريق، وذلك لدخوله في مفاوضات مع المدرب الاسباني «ميغيل أنخيل بورتوغال فيكاريو» خفية خلال زيارته الأخيرة إلى مدينة مدريد التي قادته إلى هناك لمحاولة إقناع مسؤولي النادي الملكي بلعب مباراة ودية مع العميد في مئوية النادي. وهو الخبر الذي جعل مجلس الإدارة يرفض تسريح المدرب «كازوني»، وطالب بالإبقاء عليه إلى غاية نهاية مرحلة الذهاب التي اعتبرها «صخري» متأخرة كونها ستفقد الفريق هدفها الأول هذا الموسم، ألا وهو معانقة لقب البطولة للمرة الثامنة في تاريخ المولودية، والذي ينتظره عشّاق النادي منذ 10 مواسم كاملة، كون التقني الفرنسي أبان عن ضعف تكتيكي كبير خصوصا في اللقاءات الكبيرة، وهو ما أفقد المولودية حسبه العديد من النقاط، ما جعله ينصب «ميخازني» مؤقّتا. «بطروني» أكّد لمقرّبيه بأنّه لن يغفر ل «صخري» عدم تطبيق أوامره بإبقاء المدرب الفرنسي في منصبه، وهو الأمر الذي رفضه المدير العام للفريق جملة وتفصيلا، وجعله يقيل «بيرنار كازوني» وكل طاقمه الفني، بعدما منع من دخول مركز الفندقة والإطعام بعين البنيان ،وكذا مركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى الذي فتح أبوابه لرفقاء القائد «سفيان بن دبكة» قصد التحضير الحسن للمواجهة، ما سيجعل المولودية تواجه قرارات الفيفا بما أن الفرنسي تنقل مع محضر قضائي في كل مرة منع فيها من تدريب الفريق، وسيتعامل مع المولودية بطرق قانونية ستنهك خزائنها. الأزمة الإدارية التي يتخبّط فيها الفريق قد تجعل أصحاب اللونين الأحمر والأخضر يتأثّرون ويظهرون بوجه شاحب سهرة اليوم، وهو ما قد يجعلهم يعجزون عن تحقيق الوثبة المنتظرة منهم في هذا اللقاء المهم، الذي ينتظر أن يعود فيه الفريق إلى السكة الصحيحة قبل نهاية مرحلة الذهاب بجولتين، والتي يأمل فيها الأنصار أن ينهيها فريقهم بقوة حتى لا يتسع فارق النقاط بين المولودية والمتصدر شباب بلوزداد. تغييرات كثيرة على التّشكيلة الأساسية من جهة أخرى، المدرب المؤقت «محمد ميخازني» أبعد لاعبيه عن ضغط تصريحات والشارع بعدما عمل طيلة الأسبوع مع الفريق في مركز الإطعام والفندقة، وبعدها في مركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، الذي فتح أبوابه للفريق في حصتين للتحضير في أفضل الظروف، كما أنه عمل مع اللاعبين من الجانب البسيكولوجي كثيرا مبقيا على تركيز الجميع حين رفض الإفصاح عن التشكيلة الأساسية، ورغم ذلك كشفت مصادر مقربة من ابن باب الوادي بأنه ينوي الزج بكل من الرباعي «علاتي» و»براهيمي» على الرواقين، بالإضافة إلى «مرواني» و»شافعي» في محور الدفاع، بعدما تأكّد من أخطاء دفاعية كثيرة حدثت في المباريات الأخيرة ووجب القيام بتغييرات جذرية، كما أنه من المنتظر أن يشرك «ربيعي» مكان «حراق» المعاقب بجانب «بن دبكة»، وسيفاضل بين «المؤذن» واللاعب «الورثاني» فيما قرر إشراك الثلاثي الهجومي المشكل من كل (بن علجية، نقاش، فريوي)، فيما سيستعمل «عبد المؤمن جابو» كورقة رابحة في المرحلة الثانية. عودة «راضي» و«حصني» ستزيد المنافس قوّة في سياق آخر، فإنّ المنافس لم يتنقّل إلى العاصمة في ثوب الضحية، وحضر لمواجهة المولودية بشكل جيد بعدما تربّص لأزيد من أسبوع في الجارة تونس حتى يتعود على المناخ من جهة، ويتمكّن من التحضير في ظروف يسودها الهدوء والتركيز للإطاحة بالمولودية بعد توقف البطولة لمدة طويلة بسبب الأوضاع الأمنية السائدة في العراق من جهة أخرى. وسيستفيد الطاقم الفني للقوة الجوية من استعادة القناص «أمجد راضي» وصانع اللعب «علي حصني»، الذي تلقى إصابة مع المنتخب وعاد إلى أجواء المنافسة في الأيام الأخيرة، وهو ما سيكون إضافة كبيرة للفريق العراقي أمام المولودية، كما أن عددا من لاعبي الفريق استفادوا من لعب عدة مواجهات رسمية قوية خلال فعاليات خليجي 24 التي أقيمت بالعاصمة القطرية الدوحة، وهو ما سيجعل القوة الجوية يظهر بوجه أفضل من مباراة الذهاب التي أقيمت بمدينة «أربيل»، والتي وجد فيها رفقاء الحارس «شعال» صعوبات كبيرة للعودة بنتيجة التعادل السلبي من هناك.
