حفاظا على الاستقرار ومواجهة التحديات الخارجية..الأفافس يدعو إلى بناء جبهة وطنية متينة وموحدة    تحلية مياه البحر : مصنع "كاب جنات 2" ببومرداس يدخل مرحلة الإنتاج الكامل    انتفاضة بني شقران 1914: محطة بارزة في مسار رفض الجزائريين للتجنيد الاستعمار    معركة الشوابير 1956 بالأغواط: "أم معارك جبل عمور" التي كسرت أسطورة التفوق الفرنسي    تحسبا لمباراتي الصومال وأوغندا.. مفاجآت وأسماء جديدة في قائمة "الخضر"    قائمة المنتخب الوطني للاعبين المحليين : غياب مبولحي ومحيوص وعودة سعيود وبولبينة    إيلان قبال يوجه رسالة حماسية للحارس لوكا زيدان    وزير الشباب يزور مخيم النوادي العلمية بجامعة هواري بومدين    جلسة عمل بالجزائر العاصمة لتجسيد المخططين الأزرق والأصفر ضمن النظرة الاستراتيجية لعصرنة العاصمة    مالك بن نبي: من تشخيص العطب إلى صناعة النهضة    الأسبوع الثقافي الكوري الجنوبي بالجزائر من 4 إلى 8 أكتوبر    دخول 385 ألف متربص ومتمهن جديد لمؤسسات التكوين عبر الوطن    انطلاق الطبعة الرابعة للمعرض الدولي للمشروبات والأغذية السائلة بالجزائر    رئيس الجمهورية: نجاح غير مسبوق لمعرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر    فيبدا 2025: لوحات فلسطينية تحكي الذاكرة والمقاومة    استرجاع 62 ألف هكتار من الأراضي المُهملة    ندوة حول الجزائر والهند    جامع الجزائر يتسلّم وثيقة تاريخية نادرة    الطريقة الأسهل والأسرع للقضاء على حماس!    حملاوي تشرف على انطلاق حملة للتحسيس والوقاية    اختاروا قبل ألا تختاروا..    جلسة حول تعزيز النظام المتعدد الأطراف    سعيود يحثّ على تجند الإطارات    استعراض مخرجات الدورة الثانية للمشاورات السياسية    المدرب روسمير متفائل وعزيمة كبيرة تحذو اللاعبين    "الحمراوة" يختبرون طموحهم بملعب "حمام عمار"    لا تغيير في أسعار السيارات المنتجة بمصنع وهران    تأجيل اكتتاب الكشف التلخيصي عبر "جبايتك" إلى 30 سبتمبر 2026    إدانة دولية لاعتراض الكيان الصهيوني "أسطول الصمود"    500 عارض من 60 دولة في طبعة تشجيع الاستثمارات    دعوة النساء لإجراء الفحص المبكر عن سرطان الثدي    حجز 3344 كبسولة "بريغابالين" ومخدرات    "الاحتفال بالطلاق".. من ظاهرة اجتماعية إلى تعبير صريح عن التحرر    فتح آفاق تعاون جديدة في قطاعات واعدة    الجزائر متمسّكة بتقييم الشراكة مع الاتحاد الأوروبي    تعيين المدرب توفيق روابح خلفا للألماني أنطوان هاي    استحضار إرث عرام وفتح أبواب الإنجليزية في الشريط المرسوم    إبداعات الشباب والطفلُ في صميم الأولويات    عرض تجربة "كناص" في الابتكار بمنتدى كوالالمبور    غوتيريش يطالب بتحقيق سريع في مقتل ثلاثة مغاربة خلال قمع الاحتجاجات    الرئيس تبون: نجاح معرض التجارة البينية الإفريقية يدفع لتعزيز الحضور الجزائري في القارة    هذه مخاطر داء الغيبة..    الشرطة توقف مروّجي سموم    14 شهيدا في سلسلة غارات للاحتلال    إلتزام الجزائر بترسيخ البعد الإفريقي في سياستها الصحية    الأمن المغربي يقمع المحتجين    غلطة سراي يهزم ليفربول    إنقاذ رجل سقط في بئر بالحمادنة    ضبط نشاط شركات التنظيف في المستشفيات    أم البواقي : تنصيب أزيد من 100 مستخدم شبه طبي بالمؤسسات الصحية العمومية    بوعمامة يترأس اجتماعاً    ندوة علمية تسلط الضوء على بلاغة القرآن    تعثر جديد للاتحاد    الحكمة بين اللين والشدة    فتح التسجيلات في القوائم الاحتياطية للتكوين شبه الطبي    فتاوى : إتيان بركعة بعد سلام الإمام وسجود للسهو    (كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ)    التعارف في سورة الحجرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بطولات للمقاومات الشعبية يدوّنها الشعر الملحون
نشر في الشعب يوم 05 - 07 - 2020

شهدت الثورة التحريرية المباركة و قبلها خلال عقود من المقاومات الشعبية في الجزائر، حراكا ثقافيا كبيرا في شتى أشكال الثقافة و أجناس الشعر والأدب، وتدفقت على ألسن الجزائريين والجزائريات ألحان القصائد الثورية، بعد الاستقلال وإلى زمن غير بعيد، امتزجت فيه الفنون العصرية بعبق الثورة المجيدة.
من تاريخنا الثوري المجيد ملحمات لازالت تتردد بيننا، عالقة في الذاكرة الشعبية من خلال القصائد الثورية التي كان لها أثرها في حشد الهمم ، على غرار أغاني ترثي استشهاد البطل المقاوم بوزيان القلعي ، مرعب التواجد الاستعماري في سنوات 1840، منها أغنية شهيرة كانت ترددها النساء في الأعراس تحكي المقتل الشنيع للزعيم بوزيان قائد التمرد الشعبي بجبال بني شقران من القلعة بغليزان إلى المحمدية ونواحي بلعباس.
وتروي الأغنية الشعبية آلام الزوجة التي حضرت لزوجها ذات ليلة طاولة طعام العشاء قبل أن يلقى عليه القبض من طرف عساكر الجيش الفرنسي بعد الوشاية به وتقول:
راني على بوزيان ..بوزيان القلعى
مول المظل الغربي ...وكي ضرني في قلبي
خلا الفراش مفرش ....خلا الطير مريش
خلا الطعام مسقي ....خلا البيض منقي
راني على بوزيان..بوزيان القلعي ..راح مايولي
داوه الواد..الواد ..عيط ..ماصاب ولاد..
داوه الكاف ...الكاف . .عيط ماصاب ..كتاف
لعبو ...به الكرة..ولاحوه في مطمورة
لحيتو ..الحمرة ..ممردة بالرملة...
راني على بوزيان ..بوزيان القلعى
مول المظل الغربي ...وكي ضرني في قلبي
أسد بني شقران ، بوزيان القلعي المستعادة جمجمته من متحف باريس، هو بوزيان سحنون ولد الحبيب الملقب”بوزيان القلعي” مولود في 1838 في القلعة التابعة لولاية غليزان حاليا في جبال بني شقران ومسجل في سجل الحالة المدنية لبلدية المحمدية ،بدأ برعي الغنم ثم حطابا يقطع الحطب ليبيعه في السوق وتزامنت ثورته مع ثورة أولاد سيد الشيخ في 1872 ،عرف بالأسطورة لأنه من بين القلائل في زمانه الذين حملوا مشعل المقاومة دون المبالاة بقوة المستعمر الفرنسي في الجزائر دامت ثورته 13 سنة دوخ خلالها المستعمر الفرنسي، التي سجلته ضمن قائمة المشاغبين بسبب اعتراضه في كل مرة على القوانين الظالمة للادارة الفرنسية كما اعتبرته السلطات الفرنسية قاطع الطريق المشهور بالمحمدية هو وصديقه جيلالي شقراني المعروف بجيلالي القاطع.
ولو أن المصادر التاريخية لم تذكر الكثير عن مقاومة الرجل، غير أن أسطورته بقيت عالقة في الذاكرة الشعبية، مثلها مثل مقاومة بني شقران التي اطنب شيوخ الصوفية وشيوخ الشعر الملحون في ذكرها في قصائدهم الشعبية، التي تمكن أحد المجاهدين المتوفين دحو مزيان من تدوين البعض منها في قصيدة شعر ملحون تقول:
اصغا ليا يا شاب نحكي لك ماصار بين الاستعمار و الشڤرانيين
حلفو باللايمان كي تشعل النار ما يغدوش ولادنا عسكريين
ست اشهر حساب مع القوم الفجار كذا من الضباط صدو مقهورين
قادوها رجال صناديد كبار كي قادة شعالة ميزة و زين
مشاهده في لعراش ينشر في اخبار قومو للجهاد يا وطنيين
بني شقران قواو كانو من الثوار بمكاحل و كحيل لعدوهم مكانين
حضر الجنرال قال نخلف الثأر صفعه بن عبو قبال المسؤولين
خلط الحبوب دمرها تدمار و حرقها بالغاز و حطب و بنزين
حطم الغابات و ردم الآبار هتك الحرمات خلاهم بكايين
في لونه ڨاشور يحمار ويصفار يحكم بالاعدام وينفذ فالحين
للكالادوني (كاليدونيا الجديدة) ساڨهم شبان صغار قال لهم ليوم راكم منفيين
رسلهم في بابور لأرض القيفار في الكيان لقاوهم الجلادين
بسناسل حديد مزير تزيار قارضهم الجوع يمشو حفيانين
الجزائر ولادها شجعان كبار ما يرضوش الذل من الفرنساويين
يا رب يا رب يا رب بجاه نبيك المختار نت تحفظ بلادنا نعيشو هانيين
و يختم الشاعر المجاهد دحو مزيان،قصيدة الملحون بتوقيعه قائلا:
دحو مزيان . مين جاب الاشعار مسلّم للشيوخ المثقفين
معسكري صحيح من الشرفة الاحرار صليت على الرسول المصطفى الامين.
و تعد هذه القصيدة من الشعر الملحون، واحدة من الروايات الشفوية التي تؤرخ لمقاومة بني شقران الشهيرة، جرت وقائعها بالمحمدية و على امتداد سلسلة جبال بني شقران في معسكر عام 1914، هي أكثر المقاومات اللافتة للنظر في بداية القرن العشرين، وتشكل استمرارية سلسلة المقاومة والتمردات والثورات التي عرفت الجزائر بشكل عام ومنطقة غرب الجزائر بشكل خاص، قادها في البداية الأمير خالد سليل الأمير عبد القادر ضد التجنيد الإجباري، قبل أن يتحول تمرد سكان قرى ومداشر بني شقران في سنة 1914 إلى انتفاضة في شكل مقاومة شعبية كبدت المستعمر الغاشم خسائر فادحة اقتصاديا و عسكريا، قبل أن تفكر السلطات الفرنسية في اجتثاث جذور هذه المقاومة بنفي فحول المنطقة ورجالها إلى كاليدونيا الجديدة عملا منها على القضاء على نسل المقاومين الأشاوس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.