أكد مدير الصحة لولاية معسكر، محمد العامري، وجود أريحية في تسيير احتياطي الدم الذي يوفره البنك الولائي للمرضى و الحالات المستعجلة، متحاشيا تقديم معلومات عن الكمية المتوفرة أو توضيحات عن الأسباب التي تدفع بالكثير من المرضى وأهاليهم الى تقديم إعلانات البحث عن الدم، بالاستعانة بمنصات التواصل الاجتماعي أو أمواج الإذاعة المحلية. دقّ عدد من الناشطين الجمعويين بولاية معسكر، ناقوس الخطر من تراجع حملات التبرع بالدم في الفترة الأخيرة،لاسيما خلال شهر رمضان، مقارنة برمضان الماضي الذي عرف هبّة شعبية للتبرع بالدم دعمٌت رصيد بنك الدم الولائي بمختلف الزمر رغم الظروف الصحية الاستثنائية التي كان من المفترض أن تمنع إقبال المتبرعين على المستشفيات خوفا من تنقل الفيروس المستجد. وقال «ش. حسين» ناشط جمعوي بجامعة معسكر، إن ثقافة التبرع بالدم محليا ضعيفة ولا تحظى بالكثير من الاهتمام والعناية من طرف المسؤولين وذلك ما يفسّر عجز بنك الدم عن توفير الكمية المطلوبة من الدم للمرضى والحالات المستعجلة، ويعكس استنجاد الكثيرين بمواقع التواصل الاجتماعي من اجل توفير مختلف الزمر الدموية. وأضاف الطالب الجامعي «ش. حسين» أن تنظيم حملات التبرع بالدم من قبل الجمعيات، يحتاج إلى ترخيص وتكفل من مديرية الصحة وهو الأمر الذي يزداد صعوبة مع اهتراء شاحنات جمع الدم وتعطّلها أو تهاون مختلف المصالح الاستشفائية عن إطلاق مبادرات لجمع الدم بسن المواطنين وتحسيسهم على الأقل بأهميته. لا يشعر المواطن بأهمية الدم إلا بعد أن يجد نفسه باحثا عن هذه المادة الحيوية، سواء في حالات المرض او الحوادث المرورية، دون ان يدرك ان كميات الدم المتبرع بها لا تقتصر فقط على الحالات الطارئة كضحايا الحوادث أو من يخضعون للعمليات الجراحية، بل تعد سببا للحياة والنجاة من بعض الامراض الفتاكة على غرار امراض السرطان، الفشل الكلوي، وامراض الدم المزمنة التي تحتاج أكياس الدم بشكل منتظم. ويمكن كيس دم واحد من إنقاذ 3 أرواح لما يستخرج من مركبات وعناصر من كيس الدم الواحد، على غرار الصفائح الدموية الضرورية لمرضى السرطان بعد الحصص والعلاج الكيمياوي والكريات الحمراء التي يستفيد منها المريض بفقر الدم والبلازما لعلاج مرضى التهاب الكبد الفيروسي. وفيما يعتبر التبرع المناسباتي بين أهالي المرضى هو الأكثر شيوعا في اوساط المجتمع، تحتاج بنوك الدم إلى التموين المستمر بمختلف الزمر الدموية من اجل تغطية حاجيات المرضى، الأمر المستبعد تماما من برامج التحسيس والتوعية لقطاع الصحة بولاية معسكر.