خرجت الملاكمة الجزائرية من أولمبياد لندن صفر اليدين، بعد إقصاء كل ملاكمينا قبل وصولهم إلى الدور المؤهل للميداليات لتكون خيبة الأمل الكبيرة في هذه الدورة بدون منازع كونها تنقلت إلى العاصمة البريطانية ب(8) ملاكمين وأهداف كبيرة، بالنظر للمستوى الذي أبانه كل ملاكم والتحضيرات الجدية التي خاضوها. فالرياضة التي كانت الأولى في قائمة الاختصاصات التي حققت الميدالية الأولمبية الأولى للجزائر بفضل موسى وزاوي، ثم الذهب الذي كسبه سلطاني، قبل برونزية علالو في سيدني 2000، تراجعت بالشكل الكبير ولم تحقق أية ميدالية أولمبية منذ (12) سنة، الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات في هذا المقام...؟! وشاءت الصدف أن تكون تصريحات كل المعنيين من ملاكمين وتقنيين الذين كانوا حاضرين في لندن، مصوبة نحو التحكيم، الذي يكون قد حرم الملاكمين الجزائريين من ميداليات مؤكدة، خاصة آخر تصريح للمدير الفني الوطني السيد مزيان مراد، الذي اتهم التحكيم على أنه السبب الرئيسي في إقصاء الملاكم بن شبلة في الدور ربع النهائي مساء يوم الأربعاء.. بالرغم من أن الكثير من المتتبعين يرون أن التحكيم في الملاكمة لا يمكن أن نثق فيه بصفة قطعية، أين لابد على الملاكم أن يكون مميزا إذا أراد أن يصعد فوق منصة التتويج.. والتصريح الذي أدلى به رئيس الإتحادية الجزائرية للملاكمة السيد بن سالم لخير دليل على هذا الواقع المرّ للملاكمة الجزائرية ومردود ملاكمينا في الألعاب الأولمبية، خاصة وأن الاتحادية حددت هدف صعود ملاكم واحد على منصة التتويج، للأسف الشديد غاب هذا الهدف!! وسارت الملاكمة في نفس منوال رياضة الجيدو التي فقدت بريقها في هذا الأولمبياد بإقصاء المصارعة الوحيدة التي كانت مرشحة لهذا المقام، وهي صورية حداد.. لذلك يبقى مخلوفي «الجوهرة» التي أضاءت سماء لندن بتألقه الكبير والذي مكّن الجزائر من التموقع في جدول الميداليات بامتياز.. وبالنسبة للإخفاقات، فإن الإتحاديات المعنية عليها تقديم شروحات إضافية حول هذا التعثر.. لا سيما الملاكمة التي انتظرنا منها الكثير.