تعود عشية اليوم عجلة الرابطة المحترفة لكرة القدم إلى الدوران من ملعب بن عبد المالك بقسنطينة، بإجراء المباراة الافتتاحية للموسم الكروي (2021 - 2022)، بين شباب قسنطينة مع ضيفه مولودية وهران، في موسم سيشهد جملة من التحديات لإنهائه في وقته المحدّد، خصوصا مع مشاركة أربعة فرق جزائرية في المنافسات القارية، وانتقال اللاعبين المحليين إلى العاصمة القطرية الدوحة لتمثيل الجزائر في منافسة كأس العرب للأمم، وكذا فترات التوقف الدولي شهر نوفمبر ومارس وجوان المقبلين. بعد شهرين عن انتهاء الموسم الكروي المنصرم، الذي يعتبر الأطول في تاريخ كرة القدم الجزائرية، بسبب خوض 38 جولة كاملة من 28 نوفمبر 2020 إلى غاية 24 أوت 2021، ستعود الروح إلى ملاعب الجمهورية بعودة المنافسات المحلية الكروية، ورجوع الأنصار إلى المدرجات بعد غياب دام قرابة 21 شهرا كاملا، بسبب جائحة كورونا (كوفيد - 19) التي هزّت العالم ونشرت الرعب في أوساط كل شعوب المعمورة. فترة التحضيرات دشّنها شباب بلوزداد بطل النسخة المنصرمة ووصيفه وفاق سطيف، الفريقين المشاركين في الدور التمهيدي الأول من منافسة رابطة الأبطال الأفريقية لكرة القدم، عشر أيام بعد نهاية الموسم الماضي، حيث شرعا في التدريبات لاستعادة اللياقة البدنية بعد موسم شاق، قصد دخول معترك النسخة الجديدة من منافسة رابطة الأبطال الأفريقية بقوة، وهو ما كان لهما بعد تمكنهما من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور المقبل ولو بصعوبة، بسبب الإرهاق من الموسم الشاق، وكذا رحيل الكثير من العناصر المهمة في صفوف الفريقين خلال الميركاتو الصيفي، على غرار أفضل لاعب في الرابطة المحترفة خلال الموسمين المنصرمين محرّك اللعب أمير سعيود، الذي يصنع الآن أفراح فريق الطائي السعودي الناشط في بطولة الدرجة الأولى. مرحلة سوق التحويلات الصيفية اتسمت بحركية كبيرة لدى غالبية فرق المحترف الأول، حيث شهد بطل النسختين المنصرمتين شباب بلوزداد عدة تغييرات في الفريق، بانتداب المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا الذي يدرّب لأول مرة في الجزائر، بهدف مواصلة السيطرة على المنافسات المحلية ومحاولة بلوغ المربع الذهبي من منافسة رابطة الأبطال الأفريقية لأول مرة في تاريخ النادي. كما أن الإدارة البلوزدادية قامت بانتدابات نوعية على مستوى كل الخطوط، من أجل محاولة تعزيز قوة الفريق وسد ثغرات بعض المناصب، حيث جلبت الظهير الأيسر صبري شرايطية من النادي الصفاقسي التونسي واشترت عقده من نادي بارادو، ليصبح ثاني لاعبي الأكاديمية بالفريق بعد الحارس توفيق موساوي، كما استقدمت اكتشاف الموسم المنصرم الشاب أحمد آيت عبد السلام، صاحب 24 ربيعا من فريق شبيبة القبائل، بعد تألقه بشكل ملفت للانتباه محليا وقاريا مع الكناري، رفقة الجناح الأيسر لفريق مولودية وهران ماحي بن حمو، وهداف البطولة الليبية المهاجم أنس المصراتي، مع مواصلة سياسة الاعتماد على ترقية اللاعبين من فئة الرديف، الذين يشرف على تكوينهم المدير الفني للفئات الشبانية بوعلام شارف. الوفاق الفريق الوحيد الذي حضّر خارج الوطن وصيف البطل وفاق سطيف لم يكن محظوظا مثل شباب بلوزداد الذي احتفظ على استقراره بضمان بقاء غالبية تعداده، حيث فقد سلاحه الهجومي الفتّاك المشكل من الثنائي القوي الجناح الأيمن حسام الدين غشة والمهاجم الحرّ محمد الأمين عمورة، اللذان احترفا بفريقي أنطاليا سبور التركي ولوغانو السويسري على التوالي، بالإضافة إلى انتقال المدافع العصري يوسف لعوافي للعب بفريق النجم الساحلي التونسي، وهو ما جعل الوفاق يعاني خصوصا في مباراته الرسمية الأولى بالموسم الجديد أمام فورتون الغامبي هناك، أين انهزم بثلاثية نظيفة غير متوقّعة، بسبب رحيل اللاعبين وفشل الإدارة في تعويضهم مبكرا، ما حرم الطاقم الفني بقيادة المدرب التونسي نبيل الكوكي، من خدمات الوافدين الجدد في الدورين التمهيدين الأول والثاني من أعرق منافسة كروية بالقارة السمراء. الوفاق مثلما جرت عليه العادة استقدم عددا هائلا من اللاعبين خلال سوق التحويلات الصيفية، بلغ عددهم هذه الصائفة 11 لاعبا، كما فقد 14 لاعبا إما نحو الاحتراف أو المتواجدين في نهاية عقودهم، بالإضافة إلى اللاعبين المسرحين، لكنه بالمقابل حافظ على طاقمه الفني للموسم الثالث على التوالي. الفريق جلب حارسين مميزين يتعلّق الأمر بالشابين بوحلفاية وفراحي، لتعويض رحيل الثنائي خيري ودعاس، ومدافعين محوريين المخضرم هشام بلقروي، ومحمد علي العربي الذي تألق الموسم الماضي رفقة جمعية وهران، محاولة منه في تعويض بكاكشي الذي غيّر الأجواء باتجاه فريقه السابق اتحاد العاصمة، بالإضافة إلى الظهير الأيسر الأسبق لمولودية الجزائر بلقاسم براهيمي الذي عوّض رحيل الثنائي لعوافي وبن لبنة، كما تمّ جلب ثلاثة لاعبين ينشطون في وسط الميدان يتعلّق الأمر بكل من بوطيش وبن بلعيد وفرحي، لتعزيز خط الوسط واستبدال رحيل القوي ميصالة مرباح، كما تمّ انتداب المهاجم زبير مطراني والليبي إبراهيم بودبوس، وإعارة رياض بن عياد من نادي بارادو، مع ترقية 04 لاعبين جدد من الفريق الرديف، لتحضير خليفة الثنائي دغموم وقندوسي المرشحان بقوة للاحتراف بداية من سوق التحويلات الشتوية المقبلة. النسر الأسود وبالرغم من الأزمة المادية الخانقة التي يتخبّط فيها، إلا أنه كان الفريق الوحيد الذي أقام معسكره الإعدادي خارج الوطن وتحديدا بالشقيقة تونس، حيث عمل هناك لمدة أسبوعين وأجرى ثلاثة مباريات ودية تحضيرية أمام فريقين من الرابطة الثانية وفريق من المحترف الأول، وهو ما رفع جاهزية رفقاء أكرم جحنيط، لتحقيق أفضل انطلاقة موسم والتنافس على التتويج باللقب للموسم الثالث على التوالي. «الكناري» يحطّم الرقم القياسي في الاستقدامات منشط نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم شبيبة القبائل، الذي عانى الصيف المنصرم من انعدام الاستقرار على مستوى الطاقم المسير، بعد رحيل الرئيس السابق شريف ملال بقوة القانون وتعيين ياريشان مكانه، حطّم الرقم القياسي في عدد الاستقدامات بجلب 17 لاعبا كاملا بعد الهجرة الجماعية لعناصر الفريق، مباشرة بعد نهاية الموسم بسبب عدم تلقيهم مستحقاتهم المالية العالقة، حيث احترفت 6 عناصر بالبطولات العربية، أين تنقّل الهداف حمرون المنتهي عقده مع الفريق إلى فاركو المصري، كما رحل المدافعين سوياد وبن شريفة إلى مولودية وجدة وخوريبقة المغربيين، فيما التحق مليك رايح ونسيم ميكيداش بفريقي الصفاقسي وحمام الأنف التونسيين، أما المهاجم زكريا بولحية قرّر خوض تجربة احترافية بالبطولة الإماراتية من بوابة فريق الإمارات، كما عاد الطوبال إلى اللعب في البطولة الليبية، وتعاقد الحارس بن بوط مع اتحاد العاصمة، وبن شعيرة مع شباب قسنطينة، وميباركي التحق بفريق وداد تلمسان، وهو الأمر الذي قد يزعزع استقرار الفريق، الذي يبحث عن تحقيق موسم استثنائي. هذا، ويهدف الرئيس الجديد للشبيبة إعادة هيبة الفريق الضائعة في السنوات المنصرمة، بالرغم من الانتدابات الكثيرة ورحيل نواة الفريق الذي بلغ نهائي كأس «الكاف»، حيث أكد أن عودته ستتزامن مع رجوع التتويجات لبيت الشبيبة، موضحا بأنه سيبني فريقا تنافسيا قويا، ويوفر لهم كامل الإمكانيات المادية واللوجيستيكية لبلوغ الأهداف المسطرة. ش.الساورة يهدف لتحقيق موسم استثنائي فريق شبيبة الساورة من جانبه قام بتسريح 5 عناصر بعد نهاية الموسم المنصرم، ولم يغيّر من سياسته أين جلب 7 عناصر جديدة لتعويض رحيل العناصر التي فقدها، على غرار الهداف الأول للفريق بلال مسعودي الذي تنقل للاحتراف بنادي كورتري البلجيكي، وابن الفريق المخضرم حمزة زايدي الذي قرّر خوض تجربة جديدة في مسيرته الكروية من بوابة مولودية الجزائر، وفاتح طالح المتنقل إلى شبيبة القبائل، بالإضافة إلى أوسامة قدور ونجم الفريق سيد علي يحيى شريف العائد إلى فريق القلب رائد القبة بعد 12 سنة، وبالرغم من ثقل أسماء المغادرين، إلا أن الرئيس زرواطي حافظ على الاستقرار، مع ترقية عدد من لاعبي مركز تكوين النادي، في موسم يهدف من خلاله المسؤول الأول على الفريق ضمان مشاركة قارية رابعة بتاريخ الفريق، والعمل على بلوغ أبعد دور ممكن في منافسة كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم. «سوسطارة» تبحث عن استعادة مجدها الضائع اتحاد العاصمة الذي مرّ جانبا الموسم المنصرم، بعد سياسة جلب لاعبين مغمورين من البطولات الدنيا بأوروبا، والاعتماد على أسماء شابة غير متعوّدة على اللعب في المستوى العالي، غير استراتيجيته بعدما قرّر مجمع سيربور المالك لغابية أسهم الفريق إحاطة الفريق بأبنائه، بتنصيب النجم السابق للفريق حسين عشيو مديرا فنيا للنادي، مع تعيين محبوب أنصار الفريق عزّ الدين رحيم مساعدا للمدرب الفرنسي دينيس لافان، الذي يعدّ أحد أفضل المدربين بالبطولة الوطنية، هو الذي برهن عن ذلك رفقة فريقي شباب قسنطينة وشبيبة القبائل محليا وقاريا. اختيارات الإدارة النوعية لقيادة الجهاز الفني للفريق، تبعها استقدامات نوعية دقيقة ومدروسة، بعد جلب الحارس أوسامة بن بوط الذي كان يعتبر الحارس رقم واحد في كتيبة لافان مع الكناري، وعودة الجناح الأيسر عبد الرحمن مزيان بعد احترافه بالإمارات ومنها بتونس، واستقدام الجناح المخضرم إبراهيم شنيحي الذي احترف صيف 2015، بالنادي الإفريقي التونسي، ومنها انتقل للعب بفريقي الفتح وضمك السعوديين، أين كسب الكثير من الخبرة وهو ما سيساعده على البروز رفقة الاتحاد، بالإضافة إلى انتداب كل من متوسطي الميدان ميصالة مرباح وإبراهيم بن زازة، والمدافع القديم الجديد إبراهيم بكاكشي. هذا، وكشف عشيو في أكثر من تصريح، أن الهدف هذا الموسم بالنسبة للاتحاد، هو التباري على البطولة إلى آخر جولة وإعادة روح الفريق الغائبة منذ رحيل الرئيس السابق علي حداد، موضحا بأن هذا الموسم سيعرف عودة اللعب الجميل بملعب عمر حمادي ببولوغين. «العميد» يكتب صفحة جديدة بلاعبين مغمورين عكس العشرية المنصرمة قرّر المسؤول الأول على رأس فريق مولودية الجزائر عمار براهيمية، تغيير خطة عمل الفريق في عملية استقدام اللاعبين، حيث جلب لاعبين مغمورين ينشطون بالأقسام الدنيا على غرار فرق وداد بوفاريك واتحاد عنابة، كما تعاقد مع بعض الأسماء يتعلّق الأمر بالحارس ليتيم، وزميليه السابقين في مولودية وهران الظهيرين كمال حميدي ومحمد أمين إزماني، والمهاجم السابق لفريق شبيبة الساورة حمزة زايدي. كما تعاقد الفريق مع المدرب التونسي خالد بن يحيى المعروف بصرامته وانضباطه الكبيرين، وهو ما ظهر جليا في فترة التحضيرات لانطلاق الموسم الجديد، أين أخضع لاعبيه إلى عمل بدني شاق في الساعات الأولى من كل يوم خلال تربصي بن عكنون وتربصي عين البنيان، وبرمج 8 مباريات ودية تحضيرية مع فرق الأقسام الدنيا من أجل العمل على تصحيح الأخطاء، وخلق الانسجام بين اللاعبين قبل بداية معترك الموسم الكروي، الذي أكد بن يحيى أنه سيخوضه من أجل التتويج بلقب البطولة، عكس رئيس مجلس الإدارة الذي قال في تصريح بأن المولودية لم تتوّج منذ سنوات باللقب، وأن عدم تتويجها نهاية الموسم الذي سينطلق غدا لن يكون نهاية العالم. من جهة أخرى، فإن الموسم الكروي (2021 - 2022)، سيعرف العديد من التوقفات بداية من مطلع شهر نوفمبر الداخل، حيث إنه مع نهاية الجولة الثالثة للرابطة المحترفة، ستحل مرحلة التوقّف الدولي بسبب مشاركة المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم بقطر 2022، وبعدها مباشرة سيدخل المنتخب المحلي في التربص التحضيري الأول، لنهائيات كأس العرب للأمم المقرّر إقامتها ما بين 30 نوفمبر و18 ديسمبر، ومنه سيحل وفد الخضر بالإمارات للدخول في التربّص الإعدادي الثاني، والذي ستتخلّله مواجهتين وديتين يرتقب أن تكون أمام منتخبي جنوب السودان وبورندي، وهو ما سيؤجل مباريات فرق وفاق سطيف وشباب بلوزداد ونادي بارادو، الذين يشكلون نواة المنتخب المحلي إلى ما بعد عودتهم إلى أرض الوطن، كما أن مطلع جانفي سيتزامن مع تنظيم كأس أمم إفريقيا، وشهري مارس وجوان ستكون هناك فترة توقف دولي جديدة، وهو ما سيضع البطولات المحلية في الجزائر على المحك. يذكر أن المكتب الفدرالي للاتحاد الجزائري لكرة القدم، لم يفصل لحدّ الآن في عودة منافسة كأس الجمهورية هذا الموسم، وما إذا سيتم الاحتفاظ بكأس الرابطة التي عادت الموسم المنصرم.
