أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، أمس، أن الجزائر تتجه نحو تصميم سياسات ديمغرافية مدروسة تهدف لضمان الرفاهية والازدهار، مشيرا إلى الاستثمارات المعتبرة في مجال الصحة لتحقيق انخفاض في مجال وفيات الرضع والأمهات وكذا ارتفاع متوسط العمر لدى الرجال والنساء، بما يضمن توفير رعاية صحية ذات جودة. قال وزير الصحة، خلال إشرافه على إحياء فعاليات اليوم العالمي للسكان تحت شعار: «نحو مرونة ديموغرافية، استغلال الفرص من أجل مستقبل أفضل»، المنظم بفندق الماركير بالعاصمة، بحضور ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان وممثل منظمة الصحة العالمية، قال إن المرونة الديموغرافية تفرض تجاوز المقاربات والتوجه نحو سياسات ديمغرافية مدروسة، وهذا ما تفضله الجزائر الآن، حيث أن النمو الديمغرافي لا يعتبر غاية، لأن الجزائر اختارت حل مشكلة الديمغرافيا بشكل إيجابي من خلال تحويل تأثير الديمغرافيا إلى عامل تنموي اقتصادي. وفي توضيح أكثر حول انخفاض نسبة وفيات الرضع والأمهات، أعلن الوزير أن نسبة وفيات الرضع حاليا 18,09 حالة وفاة فئة الأقل من سنة واحدة لكل ألف ولادة حية. ويبلغ معدل وفيات الأمهات 48,5 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية. أما بالنسبة لمتوسط العمر المتوقع عند الولادة وهو مؤشر يعكس الحالة الصحية للسكان، يفوق 77 عاما بالنسبة للنساء والرجال على حد سواء. علما أن المؤشر العام قدر خلال سبعينيات القرن الماضي بحوالي 50 عاما لكل من الرجال والنساء. وأكد بن بوزيد استمرار الجهود لتعزيز دمج الأهداف الديموغرافية في مختلف برامج التنمية الاقتصادية، الاجتماعية والبيئية، وكذا لتوقع التغيير الديمغرافي والتخطيط له بشكل أفضل واستثمار ما توفر من الاتجاهات والتغييرات الديموغرافية لأجل مستقبل سليم، مشيرا أن التعداد يعد بمثابة المصدر الثمين لإثراء قواعد البيانات المتوفرة، مما سيسمح باتخاذ الإجراءات اللازمة للتكفل بالنقائص وتدارك العجز وكذا الاستفادة على وجه الخصوص من قدرات كل مواطن في خدمة التنمية الوطنية. وصرح في السياق ذاته، أن سنة 2022 تتزامن مع الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، وستشهد استكمال التعداد العام السادس للسكان والسكن في الجزاىر، داعيا إلى فتح نقاش واسع من أجل مرونة ديمغرافية تهدف إلى استغلال كل الفرص من أجل مستقبل أفضل. كما دعا، من جهة أخرى، أعضاء اللجنة الوطنية للسكان إلى تحيين السياسة الوطنية للسكان لآفاق 2030، من خلال اعتماد النهج القائم على المرونة الديموغرافية وتعزيز التعاون بين القطاعات في تصميم وتنفيذ البرامج والنشاطات في مجال السكان والتنمية. وقال أيضا، «المناسبة فرصة لإعادة التأكيد على الأولوية التي توليها الدولة للصحة الإنجابية والتنظيم العائلي من أجل الرفاهية الكاملة، كما سيسمح بتسليط الضوء على التحديات التي تواجه بلادنا في مجال الاستثمار في السكان»، مشيرا أن الهدف من هذا اليوم العالمي تقييم التركيبة السكانية لبلادنا، وتحديث بيانات السكان والتنمية على الصعيدين الوطني والعالمي، وكذا الإبلاغ عن التقدم المحرز في المجال وتقاسم أفضل الممارسات وتحديد التحديات. 46 مليون نسمة تعداد سكان الجزائر في نوفمبر المقبل تجدر الإشارة، إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت الإبقاء على هذا اليوم لأجل لفت الانتباه حول أهمية المسائل الديمغرافية في مخطط التنمية، خاصة وأن الإحصائيات تقول، بحسب الوثيقة التي بحوزتنا، إنه في نوفمبر المقبل سيتجاوز عدد سكان العالم 8 ملايير نسمة، في حين قدر هذا العدد ب3,15 مليار نسبة عام 1962، تاريخ استقلال بلادنا، أي بزيادة قدرها حوالي 5 ملايير نسمة في غضون 60 سنة.