تتواصل لليوم الرابع على التوالي فعاليات الطبعة ال12 من المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي بدار الثقافة محمد العيد أل ليفة بولاية باتنة، وسط اقبال جماهيري معتبر للعروض المسرحية المبرمجة للمشاركة في المنافسة الرسمية للمهرجان. العروض المسرحية تتنافس على 8 جوائز بالمهرجان، وقد شهدت دار الثقافة عرض «تين اكن» أو «تلك هي»، قدّمتها التعاونية الثقافية ثاقربوست القادمة من ولاية البويرة، وتنقل في حيثياتها مُعاناة المرأة في المجتمع الجزائري بصفة خاصة، وكذا التهميش الكبير الذي تتعرض له من قبل الغير، رغم التضحيات الكثيرة والكبيرة التي تقدّمها في كل المجالات، وعلى جميع الأصعدة، وظهور محاولات عديدة لإقصائها من دورها الريادي في المجتمع وقمع حريتها وذلك على امتداد التاريخ. أما العرض الثاني، الموسوم ب»روزا حنيني» الذي قدّمه المسرح الجهوي كاتب ياسين، بولاية تيزي وزو، فقد شهد نقلا لصور وأحداث مشوقة حول حياة الأثرياء والظلم الذي تتعرّض له المرأة من قبلهم أيضا، خاصة الفتاة روزا التي تواجه أشكالا من الاستغلال والظلم والاحتقار من طرف العائلة الثرية، والذي يحاول محقّق مجهول كشف حقيقتها أثناء اجتماعها على مأدبة عشاء مع أحد الأثرياء، وهو خطيب ابنة العائلة التي تسببت في طرد «روزا» من عملها قبل أن تحيط بها المشاكل من كل جانب وتقرّر الانتحار بسبب هذه العائلة الثرية. العرضان شهدا تفاعلا واسعا من طرف الجمهور الذي هزّ قاعة العروض بالتصفيقات عقب المشاهد المؤثرة، إضافة إلى تحية الممثلين من طرف الحضور الذي يقف في كل مرة لتحيتهم على ما يبذلون من جهودا فنية مميزة للظفر بإحدى الجوائز الخاصة بهذه المنافسة الثقافية الوطنية. وسيتمّ على هامش فعاليات هذه الطبعة، تنظيم يوم دراسي بكلية الأدب والفنون بجامعة باتنة حول «الأدب والفنون الأمازيغية.. رؤية جديدة»، بالتنسيق مع الجامعة سينشطه مجموعة من الأساتذة والمثقفين، يشرحون فيه علاقة الآداب بالفنون الأمازغية ومساهمتها في رقي هذه الفنون الناطقة بالأمازيغية، على أن تشهد دار الثقافة اليوم، تقديم آخر العروض المسرحية المشاركة في المنافسة الرسمية بعرض عملين مسرحيين من ولايتي الجنوب الجزائري ورقلة وإليزي.