عون: مرحلة جديدة تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية لتمكين المواطنين من اقتناء سيارات أعطيت أمس الأحد إشارة الانطلاق لتسويق ستّ سيارات مستوردة من علامة «فيات» إلى السوق الوطنية، من بينها ثلاث سيارات نفعية وثلاث سيارات سياحية بعد انقطاع دام نحو أربع سنوات، ومن المقرر أن تسوّق بداية من يوم غد الثلاثاء 21 مارس، وكشف مسؤولو ستيلانتيس الجزائر عن أسعار ومزايا هذه السيارات، مؤكدين أنها بسعرها الحالي تحمل عرضا خاصا مخفضا. أشرف على إطلاق عملية الاستيراد، وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، مؤكدا أن بلوغ هذه المرحلة تحقق بفضل التخطيط والرؤية الدقيقة، وأرجع النجاح الكبير المسجل للسياسة التي انطلقت وفقها الجزائر، لتموين السوق الوطنية بالسيارات الجديدة، ومن ثم القضاء على الأزمة، ويرى الوزير عون أن المجهودات والخطوات المتبعة من طرف القائمين على قطاع الصناعة، تكللت اليوم بالنجاح، وصبت كل تلك الجهود في إطار توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، التي أكد عليها في العديد من المرات، وذكر الوزير أنها سمحت بإخراج القطاع من حالة التذبذب إلى آفاق واعدة، خاصة -كما أوضح الوزير عون - أنه منذ أربع سنوات لم يتم استيراد أي سيارة، مؤكدا بداية مرحلة جديدة تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية لتمكين المواطنين من اقتناء سيارات. وأشار الوزير عون إلى أهمية هذه الخطوات، كونها ستمهّد لتصنيع هذه السيارات في الجزائر خلال الأشهر القليلة المقبلة، كاشفا أنه اليوم الاثنين سيعكف شخصيا على زيارة مصنع «فيات» الكائن في ولاية وهران، معلنا أن أول سيارة مصنعة بمصنع «فيات الجزائر» منتظرة شهر نوفمبر أو ديسمبر المقبل، أي خلال الثلاثي الأخير من عام 2023. 73 طلب اعتماد بالمنصة الرقمية من جهته، أثنى أحمد زايد سالم، المكلف بالمديرية العامة للتطوير الصناعي على مستوى وزارة الصناعة، على أداء الفريق الساهر على الملف واتخاذ جميع الإجراءات، مستعرضا العديد من التفاصيل حول طلبات اعتماد من طرف عدة علامات للسيارات، بلغ عددها 73 طلبا بعد أن تم تسجيلها على مستوى المنصة الرقمية لوزارة الصناعة، وذكر سالم أنه تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية بهدف توفير المركبات بداية من شهر مارس الحالي، اليوم ملتزمون بالموعد، وذلك من خلال الإطلاق الرسمي لتسويق المركبات. وبالنسبة للاعتمادات، لم يخف المتحدث أنها ستوزع خلال الأيام المقبلة تدريجيا، بعد أن بلغ إجمالي عدد طلبات الاعتماد المسجلة بالمنصة الرقمية، 73 طلبا، بينها طلبات 19 وكيلا، طلبوا التواجد في كل ما يتعلق بقطاع الأشغال العمومية، والبقية تشمل جميع بقية أنواع السيارات، وإلى غاية اليوم، هناك ما بين 33 و35 اعتماد مؤقت و3 اعتمادات نهائية، وفي انتظار الفصل في 11 طلب، ما تزال تحت فحص اللجنة التقنية. وبالنسبة لتمويل السوق الجزائرية بالمركبات، قال سالم إنه يأتي كمرحلة موازية لإطلاق الصناعة الوطنية للمركبات، والهدف الجوهري للحكومة، يتمثل في تصنيع السيارات، وأشار إلى أن مصنع «فيات» بولاية وهران، ينتظر منه الكثير في إعطاء دفع قويّ لصناعة السيارات أو المركبات بجميع أنواعها، وبعد عدة زيارات قادتهم إلى المصنع، اعترف ذات المتحدث بتسجيل تقدم محسوس من أجل إطلاق صناعة علامة «فيات» خلال شهر نوفمبر أو ديسمبر المقبلين. وبخصوص صناعة السيارات علامة «فيات»، توقع المتحدث أن تمنح تشجيعا لمختلف المتعاملين الحاليين المتواجدين بالقائمة، وكذا تفعيل الاندماج المحلي والصناعة المكملة، كما أن هناك دراسة جارية عن هذا المصنع من شأنها أن تفتح آفاقا كبيرة لتحقق الطموحات الأولية، وتخطوا المشاريع الصناعية الأخرى نفس النهج، وفي ظل وجود محادثات مفصلة مع علامة فيات لتجاوز الأهداف المسطرة في الفترة الحالية. وقال سالم إن وزارة الصناعة ماضية في تنفيذ إستراتيجيتها في كل الشعب الصناعية، وفوق ذلك تعمل على تحقيق التناغم بين مختلف مستويات التصنيع، بداية من توفير المواد الأولية ونصف المصنعة وطرح منتجات صناعية والتي من أهمها الصناعات الحديدية والمعدنية وصفائح الحديد، وتصنيعها محليا بهدف تموين عدد كبير من الصناعات بهذه المادة البالغة الأهمية، وذكر أنهم حريصون على تحقيق اندماج محلي، ولأن مجمع فيات والمتعاملين والناشطين بالمناولة والناشطين في القطاع الميكانيكي معنيين بالانخراط في هذا المشروع، ومن ثم ترقب أن تكون انطلاقة قوية لبعث النشاط الاقتصادي المحرك لنشاطات أخرى، من شأنها تفعيل القيمة المضافة التي تتناسب مع شعبة الميكانيك وصناعة السيارات. استحداث ألفي منصب شغل مباشر أما سمير شرفان، رئيس العمليات بستيلانتيس، فقد أكد أن هذه المجموعة رائدة في العالم، وتتواجد بالسوق الجزائرية، وتوظف عبر العالم 300 ألف عامل، وتدخل نحو 130 سوقا، وفي منطقة إفريقيا والشرق الأوسط، ستصبح الرائد بفضل قوتها التسويقية، وبالسوق الجزائرية، يحاولون تفعيل وطرح القيمة المضافة وإرساء النظام الايكولوجي وضمان نوعية المنتوج ذي الجودة العالية، وتوفير الخدمات الجيدة. وذكر شرفان أن مشروع فيات الجزائر الصناعي مهم جدا، لأن الجزائر لها دور رائد وفعال في إستراتيجية التصنيع كاشفا أن الحصة الأولى من الغلاف المالي لاستثماري لا تقل عن 200 مليون أورو، وسيقومون في البداية، وكمرحلة أولى، بصناعة أربع موديلات من علامة فيات بمصنع وهران، ويتعلق الأمر بكل من فيات 500 وفيات دوبلو، وستخرج فيات 500 من مصنع وهران نهاية السنة، أما في عام 2026، سيقومون باستحداث مناصب شغل مباشرة لا تقل عن 2000 منصب عمل جديد، ومشروع فيات الجزائر، يتمثل في مشروع اندماج وطني، التزموا فيه بتطوير النسيج الوطني، وتطوير نجاعة هذا النسيج في إطار الاندماج وتحويل التكنولوجيا في مجال صناعة السيارات، وعلى سبيل المثال، إرساء شراكة مع وزارة التكوين المهني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إلى جانب الحرص القائم على تحقيق 30 بالمائة من الاندماج المحلي في 2026. وخلص شرفان إلى القول، في هذا المقام، إن هذا المشروع موجه للمستهلك الجزائري، وقد تم الشروع في إطلاق 6 موديلات، وينتظر أن يستوردوا 50 ألف سيارة خلال العام الجاري، والبداية ستكون بتشكيل شبكة موزعين متواجدين عبر 28 ولاية و30 نقطة بيع وبلوغ 40 نقطة بيع نهاية السنة الجارية، إضافة إلى أن لديهم 1200 متعاون و50 ألف قطع الغيار مرجعية، وللتخزين، خصصوا مساحة 15 ألف متر مربع، وكذا توفير خدمات جيدة وخدمات ما بعد البيع. وقال أوليفيي فرنسوا، رئيس التسويق على مستوى مجمع ستيلانتيس برؤية استشرافية، أن هذه الشراكة مع الجزائر جد نموذجية، وأوضح أنهم سيسوقون حتى السيارة الكهربائية بالسوق الجزائرية، وحدد مدة تسليم طلبيات المستهلكين بما لا يقل عن 45 يوما، وذلك خلال الأشهر الأولى، وتوقع أنه بعد انقضاء أربعة أشهر من اليوم، سيتم الرفع من حجم السيارات المسوقة ما بين 8 و10 سيارات شهريا. تقاسم الخبرة الإيطالية مع الجزائر أما السفير الإيطالي بالجزائر، جيوفاني بولييزي، فقد وصف العلاقات الجزائرية الإيطالية ب»القوية في عدة ميادين في الوقت الراهن»، بما فيها قطاع السيارات، لأنه قطاع ذا بعد استراتيجي، ولأن علامة «فيات» تمثل إيطاليا، والتزم السفير الايطالي بتقاسم الخبرة الايطالية في هذا المجال مع الجزائريين، مبديا حماسه بعد التوقيع خلال شهر أكتوبر الماضي مع وزارة الصناعة، بعد أن سمح بإنشاء مصنع فيات بولاية وهران، كما تحدث السفير عن تأطير العلاقات الثنائية لتقوية الشراكة بين البلدين وخلق فرص أخرى مثل تطوير الشراكة المتعددة في قطاعات أخرى، ومواصلة العمل معا، في ظل وجود العديد من القدرات تتطلب التطوير، وخلص السفير بولييزي إلى القول إن «إيطاليا دائما تقف إلى جانب الجزائر وكذلك نفس التوجه تنتهجه الجزائر». واعتبر عبد الكريم طواهرية، سفير الجزائر لدى إيطاليا، أن اختيار الرمزية التاريخية ليوم 19 مارس، للعودة لتسويق السيارات من علامة فيات يحمل العديد من الدلالات، مشيدا بدور إيطاليا في دعم ثورة التحرير المجيدة، ويعتقد السفير طواهرية أن مشروع مصنع «فيات»، من شأنه أن يجسد ويحول الخبرة الرائجة في إيطاليا، ومن ثم يتسنى للحظيرة الوطنية للسيارات أن تتعزز بسيارات ذات جودة، مذكرا - في نفس الوقت - بأن توسيع مجالات التعاون مبنية على أساس المنفعة المتبادلة فرصة لفتح ورشات. وقال طواهرية إن الجزائر تسعى لتوسيع شراكتها مع إيطاليا وفتح الطريق لتقويتها وجعلها نوعية وفق مبدأ «رابح – رابح»، لأن علاقات الدولتين قوية ضاربة في التاريخ. مزايا وخصائص السيارات المطروحة بالسوق في الفترة المسائية من اليوم الإعلامي، تم عرض مزايا هذه السيارات وأسعارها وألوانها بالتفصيل، وبالنسبة لسيارة فيات من طراز 500 هيبريد، فإنها حضرية واقتصادية ومريحة رغم صغر حجمها، وسعرها 2.920.000 دج، في حين يبلغ سعر «دواشيفيتا 2.780.000 دج، أما النوع الثاني الذي سيتوفر بالسوق الوطنية، يتمثل في سيارة فيات من طراز 500 إكس، وهي عائلية، وتتوفر بستة ألوان، الأسود والأبيض والأزرق بلونين والأحمر، والسعر للنوعين، أي حسب مميزات كل واحدة، فالأولى يبدأ سعرها من 3.790.000 دج إلى 4.060.000 دج، بينما النوع الثالث من السيارات من طراز «تيبو»، فإنها سيارة أنيقة وتشهد رواجا بالعالم خاصة في السوق التركية، وتبدأ أسعارها انطلاقا من الخصائص والمميزات المتوفرة، وتتوفر بخمسة ألوان وثلاثة أسعار أي تبدأ من سعر 2.995.000 دج و3.145.000 دج وإلى غاية 3.325.000 دج. أما السيارات النفعية المقرر عرضها بالسوق الوطنية، نجد فيات دوبلو وسكيدو ودولكاتو، وحول سيارة دوبلو نجدها متوفرة بألوان ثلاثة، ويتعلق الأمر بالأبيض والرمادي والأسود وسعرها يصل إلى 3.259.000 دج، والنفعية من طراز سكودو تتوفر بلونين، الأبيض والرمادي وسعرها 3.970.000 دج، بينما سيارة دولكاتو تتوفر بلونين أي الرمادي والأبيض ويبدأ سعرها حسب الخصائص والمميزات أي «لافينسيون» من سعر 3.259.000 دج و4.590.000 دج و4.420.000 دج. يذكر أنه سيتم الانتهاء من مرحلة بناء مصنع طفراوي - وهران بحلول شهر أوت 2023 ومن المقرر إنتاج أول FIAT 500 بحلول نهاية عام 2023، وفي عام 2026، سينشئ ما يقارب 2000 منصب شغل جديد، وستصل إلى معدل إدماج صناعي يزيد عن 30%، وطاقة إنتاجية تصل إلى 90.000 مركبة سنويًا، وفي ألأخير ستنتج أربع طرازات، ولضمان مستوى عال من الخدمة للزبائن الجزائريين. وتحاول فيات الجزائر توفير أحدث وأفضل خدمات التصنيع والخدمات التجارية في فئتها لضمان أفضل تجربة لدى الزبائن في السوق.
