قرّرت السّلطات العمومية الترخيص باستيراد كميات كبيرة من الماشية واللحوم الحمراء الطازجة بشكل حصري للمؤسسة الجزائرية للحوم الحمراء «ألفيار»، التي نجحت في استيراد العجول لأول مرة من البرازيل وكميات كبيرة من اللحوم الحمراء الطازجة من الهند، من أجل كسر منحنى أسعار اللحوم المتصاعد وتلبية حاجيات السوق المحلية، وقد تمّت عملية الاستيراد وفق تعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في إطار تنويع الشّركاء التجاريين والانفتاح على الأسواق الإفريقية والهندية ودول جنوبأمريكا كالأرجنتين والبرازيل، بعدما كانت حكرا على المورّدين التقليديين من دول جنوب أوروبا، ممّا سيجعل سوق اللحوم المحلية في أريحية من حيث الوفرة والجودة والأسعار. أوضح الرئيس المدير العام للمؤسسة الجزائرية للحوم الحمراء، لمين دراجي، في اتصال أجرته معه «الشعب»، أنّ هذه الأخيرة وبتفويض من وزارة الفلاحة، قد باشرت في استيراد كميات كبيرة من اللحوم الطازجة تقدر ب 20 ألف طن، إضافة إلى 10 آلاف رأس من العجول الجاهزة للذبح، حيث انطلقت العملية منذ منتصف شهر جانفي من السنة الجارية، وقام الرئيس المدير العام، بزيارات مكوكية إلى كل من السودان، الهندوالبرازيل للبحث عن أسواق جديدة، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بضرورة الانفتاح على الأسواق العالمية، وتنويع الموردين من أجل خلق فرص أوسع للتمكن من اقتناء أجود اللحوم وبأسعار تنافسية. اتّفاقيات مع مذابح جهوية لتسهيل التّوزيع أشار دراجي إلى أنّ الشركة الجزائرية للحوم الحمراء «ألفيار»، وضعت برنامجا لتموين السوق الوطنية باللحوم الحمراء طيلة رمضان، بالتنسيق مع مصالح وزارة الفلاحة، حيث قامت باستيراد 10 آلاف رأس عجل موجه للذبح، سيتم توزيعها عبر المذابح التابعة للشركة الجزائرية للحوم الحمراء، المتواجدة بكل من عنابة وعين مليلة وأم البواقي، والمذبح الجهوي لحاسي بحبح بولاية الجلفة، بالإضافة إلى المذبح الجهوي الرابع المتواجد بمنطقة بوقطب بولاية البيض. كما وقّعت المؤسسة عقودا مع مذابح ومسالخ تابعة للقطاع الخاص بضواحي العاصمة، على غرار مسلخ سيدي موسى وخميس الخشنة ومسلخ برج بوعريريج بالشرق الجزائري، بالإضافة إلى مشاريع اتفاقيات سيتم إمضاؤها في الأيام القليلة القادمة مع مسالخ أخرى بعدة ولايات من أجل تسهيل عملية التوزيع، وتقريب مادة اللحوم الحمراء من المستهلك. أسواق عالمية وأسعار تنافسية بالنسبة لمصدر وجودة اللحوم المستوردة، يقول دراجي إنّ «ألفيار» قامت باستيراد لحوم طازجة موجهة مباشرة للاستهلاك بمدة صلاحية تقدر بثلاثة أشهر، حيث تمّ استلام أول دفعة مقدرة ب 50 طنا، قادمة من دولة السودان الشقيقة، التي ستواصل توريد اللحوم الحمراء الطازجة إلى الجزائر، عبر دفعات تصل كميتها الإجمالية إلى 5 آلاف طن. لتفتح الجزائر بذلك سوقها الوطنية أمام الأسواق الإفريقية والبرازيلية ودول جنوبأمريكا، كالأرجنتين والمكسيك والهند التي تعتبر ثاني دولة مصدرة للحوم في العالم، ممّا سيسمح بتنويع الواردات الجزائرية من اللحوم، بعد أن كانت محتكرة من طرف الموردين التقليدين لها من دول جنوب أوروبا. بياطرة يتابعون عملية التّوريد وبهدف تلبية حاجيات السوق من اللحوم الحمراء التي عادة ما يصل متوسط استهلاكها المحلي، خلال شهر رمضان إلى 55 ألف طن، فاللجوء إلى ضخ نصف الكمية، على الأقل، في السوق المحلية سيمكن من كسر منحنى الأسعار الذي بلغ أعلى مستوياته قبيل شهر رمضان متجاوزا 2400 دج/كغ. تعاقدت «ألفيار» مع مذابح الجنوب المتواجدة على المناطق الحدودية بكل من ولايتي تمنراست وأدرار، حيث باشرت في عملية توريد اللحوم من الجنوب إلى الشمال، بالتنسيق مع الشركة الوطنية للنقل البري «لوجيترانس»، التي تحمّلت على عاتقها مهام نقل اللحوم إلى المستهلك وفق معايير صحية صارمة، ليتم توزيعها عبر كل الولاياتالشمالية للوطن. وعلى ذكر المعايير الصحية، قامت المؤسسة الجزائرية بتكليف بياطرتها بالمتابعة الصارمة للظروف التي تتم خلالها عملية الاستيراد أو عمليات الذبح والسلخ، بالإضافة إلى تجنيد فريق من البياطرة يسهر على معاينة اللحوم وطريقة الذبح «الحلال»، حسب أصول الشريعة الإسلامية بالدول الموردة. 12 شركة توزيع..ودفتر شروط صارم فيما يخص تسويق اللحوم الحمراء، أوضح دراجي أنّ «ألفيار» قامت بدعوة التجار المهتمين بعملية تسويق اللحوم الحمراء من خلال إعلان تم نشره عبر وسائل الإعلام المكتوبة، وفق دفتر شروط صارم خاصة ما تعلق بشروط النظافة والتبريد ووسائل النقل المخصصة لذلك من شاحنات تبريد، وبعد دراسة الملفات المودعة من طرف هؤلاء، تم اختيار 12 شركة موزعة للحوم منتشرة عبر كل التراب الوطني، حيث ستشمل العملية 1100 نقطة بيع. وأكّد دراجي على التنسيق المحكم الذي تحرص «ألفيار» على تجسيده بين كل القطاعات المعنية، باعتبار أن مهمة ضمان وصول اللحوم الحمراء الطازجة من المصدر إلى المستهلك بنفس السعر الذي تمّ تسقيفه، هي في حقيقة الأمر عملية ثلاثية مشتركة بين «ألفيار» والموزعين والجزارين، حيث تم إخطار وزارة التجارة بكل نقاط البيع التي تتعامل معها، من أجل فرض الرقابة اليومية على الجزارين من حيث احترام السعر المحدد وكمية اللحوم الموزعة. اتّفاقيات صحية تشجيعا للتّجارة البينية في إطار مهامها المتمثلة في ضبط سوق اللحوم الحمراء في الجزائر، بعد أن أصبحت هذه المادة مهمة في السوق، بل في نفس مستوى أهمية الحبوب والحليب، قال الرئيس المدير العام ل «ألفيار»، إن هذه الأخيرة وضعت مخططا يمتد على مدار السنة يعمل على ضبط أسعار اللحوم الحمراء، ومن أجل نسف المضاربة وكسر الأسعار، وكان لابد من التوجه إلى الأسواق الإفريقية والعربية، خاصة وأن الشق التجاري من مخرجات القمة العربية المنعقدة بالجزائر في الفاتح من نوفمبر 2022، شجّع فتح مجال التجارة العربية البينية، وتنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، توجهت «الجزائرية للحوم» إلى السوق السودانية المتميزة بالكميات الكبيرة لرؤوس الأغنام والأبقار، وجودة إنتاجها، حيث تمّ إبرام اتفاقية صحية مع دولة السودان لأول مرة، في انتظار إبرام اتفاقيات مماثلة لاحقا مع كل من التشاد، موريتانيا، مالي والنيجر.
