هو ملجأ كل باحث عن الراحة والاستجمام وعن الهدوء الآسر والطبيعة الساحرة، شاطئ "بربجاني" بولاية تلمسان، أو الشاطئ المعزول المذهل المختبئ بين عدة تشكيلات صخرية ضخمة، يعتبر من أجمل الشواطئ على البحر المتوسّط بل وفي العالم، ذلك لأن المياه فيه زرقاء صافية والأمواج عاتية والإطلالات بانورامية لا تضاهي في الروعة.. الملاذ الآمن من بين المناطق الأكثر سحرا في الجزائر هو شاطئ "بربجاني" بتلمسان في هذا الشاطئ تلتقي الطبيعة الساحرة بالبحر الأزرق حيث تقع جزيرة "بربجاني" بين ثلاث جبال على امتداد 70 مترا فقط، ولمن لا يعرف المكان فهو متواجد عند أقصى يمين شاطئ سيدنا يوشع بالغزوات التي تبعد عنه بحوالي سبعة كيلومترات لا أكثر. هو شاطئ صغير ساحر بجماله، كان البحّارة يختبئون فيه قديما أيام الدولة العثمانية والايالة في الجزائر "القرن 16 /17" وذلك لكونه معزولا تماما عن البحر المفتوح ومخفي عن الانظار ويقع هذا الشاطئ بين ثلاث صخرات عملاقة وتحيط به من كل الجهات الجبال العالية، يتجاوز ارتفاعها 350 متراً، يضاهي أجمل شواطئ العالم ويشبه إحدى الشواطئ اليونانية الشهيرة. وهنالك اختلافات حول أساس وتاريخ تسميته بكلمة "بربجاني"، تميل أكثر إلى العهد العثماني وإلى القاموس التركي، وهنالك من يقول إن الشاطئ أخد اسم صياد إيطالي ظلّ في المكان لسنوات طويلة، وبالإضافة إلى الشاطئ هنالك مغارات عجيبة تملأ المكان ومياهه الصافية. بالإضافة إلى تدفّق مياه عذبة من الصخور الجبلية بالقرب من مياه البحر والتي يعتبرها سكان المنطقة مقدّسة كقداسة المنطقة ككل "منطقة الغزوات، حيث تروي الروايات أن سيدنا يوشع" عاش في المنطقة ودفن فيها نبي الله يوشع بن نون بن افراهيم بن يوسف بن يعقوب بن اسحاق ابن ابراهيم الخليل. سياحة جبلية تستقطب هواة الاستكشاف ولمحبي السياحة الجبلية فرصة ذهبية لضرب عصفورين بحجر واحد، فشاطئ "بربجاني" يضمّ مغارات عجيبة وممرات مخيفة شاهدة على تاريخ كامل من الحروب. حيث يقال إنها كانت مكانا مثاليا للبحارة لمباغتة السفن الأوروبية، حيث تستقطب المنطقة العديد من هواة الاستكشاف والمغامرة للصعود إلى تلك الكهوف والمغارات ذات الجو الساحر، وعلى الرغم من مساحة الشاطئ المحدودة إلا أنه يبقى من أجمل الشواطئ التي تزخر بها ولاية تلمسان. وغير بعيد عن جزيرة "بربجاني "، نجد جبل "لالا ستي" الذي يعد من أهم المواقع السياحية بعاصمة الزيانيين، حيث يقع على يسار شاطئ سيدنا "يوشع" ويحتوي على مغارات عجيبة، حيث يعمد محبي الاستكشاف من الشباب إلى الصعود إليها بغية التنزه واستنشاق الهواء النقي الممزوج بمياه البحر وألوان غابة أشجار الفلين والصنوبر التي تغطي المكان، مع العلم أن هذا المسلك خطير جدا، لكن الشباب وبعض العائلات والمراهقين يتحدون الطبيعة ويقومون بعبوره، وليس ببعيد من هذا الشاطئ الخلاب الذي يتميز بطابعه الصخري إلا أنه يتميز كذلك بتواجد تواجد قبر النبي "سيدنا يوشع" الذي يمتاز بطول القامة بحوالي 3 أمتار تقريبا والمتواجد ضريحه قرب مسجد قرية "سيدي يوشع". الطريق إلى بربجاني مغامرة أخرى حيث إنه على الراغبين في الوصول إلى المكان خياران لا ثالث لهما وهما إما المشي سيرا على الأقدام أو عن طريق البحر بواسطة كراء القوارب الصغيرة، مع تواجد المئات من المنازل التي تعرض خدماتها للمصطافين بأثمان معقولة مقارنة بالشواطئ الأخرى. تحف وكنوز اغتنام فرصة تواجد تحف ومعالم تاريخية وسياحية يجهلها الجيل الحالي الذي أصبح مجبرا على زيارة بلدان أخرى، في حين أن سواحل الجزائر تضمّ مواقع ومناظر أكثر من رائعة، وهو بالفعل ما أكده أحد المصطافين الذي اقترح تنظيم رحلات نحو هذه الجوهرة السياحية من خلال إنشاء خط بحري سياحي يقود المصطافين من شاطئ "رشقون" و«سيقا" بعين تموشنت إلى "جزيرة ليلى". بربجاني لوحة عذراء على شواطئ المتوسّط، تبقى على الرغم من الاهمال قطبا سياحيا يتعالى على الوصف لمن يهوى المغامرة ويسحره الجمال الخلاب، هي دعوة مفتوحة لهواة السفر للالتقاء بالسحر. ومن أفضل الأنشطة في شاطئ بربجاني تلمسان، نجد أن متعتك الأولى التي ستشعر بها عند بدء نُزهتك في شاطئ بربجاني من خلال القيام بجولة على امتداد الشاطئ والمشي على رماله الذهبية ورؤية سحر البحر وأمواجه التي تعكس ضوء الشمس كالمرآة. هذه الجولة سوف تُمدُّك بالنشاط وستكتشف خلالها ما الذي يُتيحه الشاطئ من أنشطة ومرافق ممتعة، كما ستعثر على عدد من أماكن الجلوس للاستراحة عليها في أي وقت، والسباحة من الأنشطة التي يعشق ممارستها معظم مرتادي شاطئ بربجاني، ففي حال كنت أيضاً من هواتها، فلا تفوّت فرصة التمتّعُ بمياه الشاطئ الهادئة. ولتكن مستعداً للتحدي والفُرص الممتعة والمُثيرة التي سيوفرها لك شاطئ "بربجاني"، حيث بمقدورك التمتّع بعددٍ من الرياضات والألعاب المائية مثل التزلج على الماء وركوب الأمواج، إلى جانب الاسترخاء والاستجمام في الشاطئ. قد تكون بحاجة لشراء بعض الأشياء من أحد المتاجر التي تمتد على طول الشاطئ، سواءً كانت نُزهتك في شاطئ بربجاني خلال ساعات النهار أو قُبيل غروب الشمس أو حتى في المساء، فإن الجلوس في أيٍّ من المطاعم المُوزّعة على طول الشاطئ والاستمتاع بالمناظر المحيطة تجربة لا تفوّت.