التأقلم مع التحولات العالمية عبر رقمنة عمليات التسيير البيداغوجي والإداري يحقّق قطاع التعليم العالي، هذه السنة، نقلة نوعية من حيث التأطير البيداغوجي ونوعية التكوين على مستوى الجامعات الجزائرية من خلال استفادتها من أزيد من 10 آلاف أستاذ جامعي جديد دفعة واحدة، في سابقة على مستوى جامعات الوطن، ما من شأنه أن يساهم في تدارك العجز المسجل في السنوات الماضية من حيث عدد الأساتذة المؤطرين والرفع من مستوى تكوين الطلبة الجامعيين. يتميّز الموسم الجامعي الجديد بجملة من الإجراءات والإصلاحات التي اتخذتها وزارة التعليم العالي، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خاصة ما تعلق بتوظيف الأستاذة من حاملي الماجستير والدكتوراه عبر مختلف المؤسسات الجامعية، مما يسمح بالرفع من مستوى التأطير ورفع مصاف الأستاذية إلى 75 ألف أستاذ على المستوى الوطني، بما يتناسب مع التوجه الجديد للجامعة الجزائرية وبشكل يتوافق مع الديناميكية والاستراتيجية التي ينتهجها القطاع. ويسجل قطاع التعليم العالي مؤشرات إيجابية من خلال هذه الخطوة الهامة والنوعية في توظيف عدد معتبر من الأستاذة الجدد دفعة واحدة والترتيبات البيداغوجية الجديدة التي ستعطي بصمة تحول كبيرة على مستوى جامعات الوطن وتحقق إضافة قيمة في مستوى التأطير والتسيير البيداغوجي والمساهمة في تحسين نوعية التعليم والرفع من جودة التكوين، بالإضافة إلى إنهاء أزمة الدكاترة البطالين التي دامت لعدة سنوات. ودخلت الجامعة الجزائرية مرحلة جديدة ميزتها التأقلم مع التحولات العالمية عبر اعتماد مسار رقمنة جميع العمليات المتعلقة بالتسيير البيداغوجي والإداري، بإطلاق عدة منصات رقمية موضوعاتية، منها المنصة الخاصة بالشباك الموحد الإلكتروني الذي سمح بتوفير خدمات لقرابة ربع مليون موظف تابع للقطاع، منها 35 منصة رقمية من مجموع 42 منصة مبرمجة تجسيدا لمخطط رقمنة قطاع التعليم العالي، الذي يندرج في إطار تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية القاضية بضرورة تسريع وتجسيد رقمنة شاملة لجميع القطاعات، من بينها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي. وكان ممثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عبد الجبار داودي، قد أكد، سابقا، للقناة الإذاعية الأولى، أن أزيد من 10 ألاف منصب مالي لهذه السنة سيسمح بالرفع من مستوى التكوين، خاصة وأن الجامعة الجزائرية تزخر بكفاءات كبيرة من أساتذة باحثين، مع الكشف عن الانطلاق في تغيير تلقين العديد من الدروس التطبيقية إلى اللغة الإنجليزية، بدءا من الموسم الجامعي الجديد. وقال، إن الموسم الجامعي الجديد سيكون متميزا من حيث التعداد والتأطير مقارنة بالمواسم الماضية، بفضل تعزيز الجامعات الجزائرية بأكثر من 10 آلاف أستاذ كخطوة نوعية ستسمح بالرفع من مستوى التأطير ورفع عدد الأستاذة إلى 75 ألف أستاذ جامعي على المستوى الوطني، ستكون إسهاماتهم ملموسة في الواقع. وشرع الأساتذة الجدد في إمضاء وتسلم محاضر التنصيب عبر مختلف المؤسسات الجامعية، والذين من المنتظر أن يلتحقوا بمقاعد التدريس في الجامعات بصفة أستاذ مساعد قسم- ب، بين حاملي شهادتي الماجستير والدكتوراه الناجحين في مسابقة التوظيف، كما سيتم التسجيل المباشر للأساتذة الجدد على منصة التكوين في اللغة الإنجليزية، لأول مرة، في الجزائر، مع فتح تخصصات لأول مرة بصيغة التعليم عن بعد في الجامعة في إطار التأقلم مع التحولات العالمية.