أضحى العلاج التقليدي أو الطب البديل واقعا معاشا يصعب تجاهله في مجتمعنا، فاليوم تنتشر في مختلف ولايات الوطن أساليب العلاج التقليدية المتمثلة في الأعشاب الطبية ومراكز الحجامة وغيرها، حيث تحولت الى الخيار الأفضل للعلاج بعيدا عن العيادات الخاصة والمستشفيات. رغم تطور الطب الحديث، إلا أنه لم يستطع إقصاء الطب البديل، والذي يتضمن وصفات تقليدية لها فوائد علاجية أثبتت نجاعتها، وذلك بعيدا عن الأدوية الصيدلانية التي تحتوي على مواد كيميائية لها أثار جانبية سلبية حسب رأي البعض، فالتداوي بالأعشاب، إحدى الأساليب العلاجية التي اعتمدها الأجداد منذ زمن بعيد، فالكثير من الأعشاب الطبية تعتمد كعلاج لكثير من الأمراض ك "الينسون" او "نجمة الأرض"، "الزعتر" و«الزنجبيل". وتستخدم في علاج مشاكل الهضم إضافة إلى نبات "القراص" فهو مفيد جدا للتخلص من آلام المفاصل والروماتيزم وكذا عشبة "الميرامية"، التي يتم استعمالها في علاج التهاب الحلق والسعال، كلها مواد طبيعية استخدمت منذ زمن ولا تزال تلقى رواجا حتى يومنا هذا من قبل الكثيرين، الذين يبحثون عن العلاج بعيدا عن الوصفات الطبية. وهو ما يؤكّده "س - جمال"، 46 سنة، صاحب محل لبيع الأعشاب الطبية:« يزيد الإقبال على المواد الطبيعية من أعشاب وزيوت مؤخرا فالكثيرين أصبحوا يبحثون عن العلاج بالطرق التقليدية بدلا من عيادات الطبيب"، مضيفا أن هناك منتجات صيدلانية مستمدة هي الأخرى من مواد طبيعية كالزنجبيل والعسل، وتكون فعالة في علاج الأمراض البسيطة، كاضطرابات الجهاز الهضمي والتهابات الحلق. الحجامة وجهة أخرى للمعالجين من بين الأساليب المعتمدة في الطب البديل هي الإقبال الواسع على العلاج بالحجامة في السنوات القليلة الماضية من مختلف الأمراض. وتعد الحجامة من الأساليب العلاجية القديمة التي حثّ عليها الاسلام، فقد وردت أحاديث كثيرة للنبي عليه الصلاة والسلام، وهي من ضمن الطب النبوي، وتستخدم بوضع كؤوس على مناطق معينة من الجلد مع إحداث جروح بسيطة لسحب الدم والتخلص من الخلايا الميتة وتنشيط الدورة الدموية، حيث تساعد في تخفيف الوجع وعلاج آلام العضلات والتهاب المفاصل. وهذا ما أكّده لنا "ب - ياسين"، 25 سنة: "أنا بصفتي رياضيا كثيرا ما أتعرض للجهد البدني والشد العضلي، فالحجامة تساعدني على تنشيط الدورة الدموية واستعادة لياقتي البدنية، كما أن رياضيين عالميين يعتمدونها". وقد شهدت السنوات الأخيرة الماضية انتشارا كبيرا في العديد من المناطق، فلا تكاد تمر على شارع بوسط المدن دون أن يلفت انتباهك مركز للتداوي بالحجامة، وعن هذا الإقبال المتزايد تقول "سهام" وهي معالجة لها خبرة في المجال يزيد عن 10 سنوات "يلجأ الكثيرون وعلى اختلاف أعمارهم للحجامة لفوائدها وفاعليتها في التخلص من الأمراض حتى المستعصية منها التي فشل الطب الحديث في علاجها، كما أن هنالك من يستعملها كوقاية من المرض وهناك من يرغب في اتباع السنة النبوية، وعن ظروف العمل تضيف "سهام" أنها تمارس هذه المهنة بطريقة آمنة وتحظى بثقة الزبائن". وعلى مستوى مراكز الحجامة، يتم أيضا استعمال سم النحل، فهو أيضا يلقى إقبالا كبيرا خاصة من النساء لفعاليته في علاج حالات العقم. الوخز بالإبر..حلّ آخر من أساليب الطب البديل نجد أيضا مراكز التدليك، والوخز بالإبر الصينية رغم أن هذا النوع من العلاج لا يزال يراه البعض بعيدا عن ثقافتنا. فهناك مسارات محددة للطاقة في داخل الجسم، منها ما يتصل بالقلب والكبد والرئتين والكليتين، ومنها ما يرتبط بالأعضاء الخارجية والأطراف، تتبع هذه المسارات بواسطة الإبر يمكّن الطبيب من تحديد مكان العلة، فيعمل على ضبط التوازن بتعديل منسوب الطاقة بين داخل الجسم وخارجه، ويستطيع أن يتنبه إلى ذلك من خلال عوامل بينها درجة حرارة الجسم، ولون البشرة، واتساع بؤبؤ العين، وسرعة الدورة الدموية. مساعد وليس بديلا بعدما أصبح الكثيرون يبحثون عن العلاج بطرق تقليدية بديلة عن الوصفات الطبية والعيادات الاستشفائية، حذر الكثير من الأطباء دخول متطفلين إلى مجال الطب البديل، فالحجامة تكون تحت إشراف مختصين ولهم خبرة في المجال، كما أن للأعشاب أضرار عند استخدامها بشكل عشوائي دون دراية مسبقة بأثارها الجانبية. وتقول مناحي لامية، طبيبة عامة "لا يمكن الاعتماد بشكل كلي على الطب البديل فهو يجب أن يكون تكميلي دون إهمال الجانب العلمي، فبعض الأمراض لا يمكن الكشف عنها أو تشخيصها دون خضوع المريض إلى التصوير الإشعاعي، إضافة الى ان بعض العلاجات مفيدة أحيانا وأحيانا لا تكون كذلك فذلك يعتمد على الوضع الصحي للمريض، فهو طب مساعد ولا يمكن أن يكون بديل".