يحتضن رواق "باية" بقصر الثقافة مفدى زكريا إلى غاية10 مارس الجاري، معرضا للوحات فنية تنوّعت في مواضيعها وتقنياتها وألوانها، لتشكّل فسيفساء رائعة لإبداعات فنّانات تشكيليات في عيدهنّ العالمي. يضمّ المعرض الذي يأتي احتفاء بالمرأة في عيدها العالمي، تشكيلة متنوّعة من الأعمال التي جسّدتها ريشة 20 فنّانة تشكيلية، تمكّنت بسحر ألوانها من استقطاب عديد الزوّار لاكتشاف تنوّع وثراء الأعمال المعروضة والحسّ الفنّي للعارضات اللّواتي أطلقن العنان لخيالهنّ للتعبير في مضامين أعمالهنّ عن آمالهنّ وأحلامهنّ وهمومهنّ بإحساس مرهف أضفى على المكان سحرا وجمالا. 85 لوحة فنية زينت رواق "باية"، تنوّعت بين التجريدي والرمزي والتعبيري، إلى جانب عدد من المنحوتات التي تصدّرت المكان، في حلّة تعكس الحسّ الإبداعي الأنثوي، وقد حملت الأعمال مواضيع عن المرأة عموما، حيث غاصت في ملامحها وحياتها اليومية، كما أبرزت أيضا التراث الجزائري العريق، وتناولت القضية الفلسطينية والانتماءات الأفريقية. العصامية "وهيبة مرابط"، من بين المشاركات في هذا المعرض الجماعي، والتي أكّدت في حديثها ل«الشعب" بأنّ مساهمتها في هذه التظاهرة تنم عن واجب فنّي وإنساني في نفس الوقت، كون الرسالة في كلّ مضامين الأعمال، من أجل المرأة وللمرأة، وقالت إنّها قدّمت لوحتين، ترمز الأولى للتراث الجزائري، حيث جسّدت وجه امرأة نايلية مزيّنة بحليّ فضية تنظر إلى الأفق بنظرة تعكس قوّة أنثوية لا يمكن أن تُقهر، واللّوحة الثانية حملت رسالة تضامن إلى أهلنا في فلسطين، فرسمت امرأة بالحايك ترتدي على جبينها خيط الروح وتحمل بيدها العلم الفلسطيني، تقبض عليه بشدّة كدلالة واضحة على تمسّك الشعب الجزائري بالقضية الفلسطينية، وقد اختارت "قضية وحرية" عنوانا للوحتها". ومن جانبها، أكّدت الفنانة "كاسوسي باية" أنّها تطرّقت في أعمالها إلى الجانب المظلم من حياة بعض النساء، فركّزت على معاناة المرأة المعنّفة من جهة، ومن جهة أخرى، ارتأت أن تضفي على الحزن بريق أمل، جسّدتها في تلك الابتسامة التي لا تغيب عن المرأة رغم دوامة التعب والحزن، وأضافت أنّها اختارت أن تسلّط ريشتها الضوء على تقاسيم الوجه وبالضبط على العينين مبرزة أنّ جمال المرأة يبقى طاغيا وثابتا رغم قساوة الزمن ومفاجآت القدر المجهولة.