تحتفل الجزائر اليوم بالعيد العالمي للمياه وهي تسير بخطى ثابتة لتحقيق الأمن المائي بفضل الاستثمارات الضخمة التي أطلقتها الدولة الجزائرية حيث رفعت من عدد السدود إلى 66 سدا وهي التي جعلت إمكانيات تخزين كميات المياه إلى 5 ملايير متر مكعب،ومنه القضاء على أكبر المشاكل التي كانت تهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. كشفت الوكالة الوطنية للسدود أن نسبة امتلاء السدود في بلادنا قد تجاوزت 70 بالمائة وهي الكمية التي لم تحقق منذ أكثر من 20 سنة وجاءت هذه النسب بعد الأمطار الغزيرة والثلوج التي تساقطت مؤخرا على مختلف مناطق الوطن وساهمت بقسط وافر في تدارك التأخر الحاصل في نسبة امتلاء السدود. وستساهم هذه المكتسبات في قطاع الموارد المائية في تعزيز الاستقرار الاجتماعي ورفع النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة التي تعتبر سر نجاح الدول وتقدمها بالنظر لما تمنحه من قيم للاقتصاد ودفع لخلق مناصب العمل والتقليل من الاستيراد وهو ما يجعل السيادة الوطنية تتعزز ومكانة البلاد السياسية والاقتصادية ترتقي. وقام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منذ توليه زمام الحكم بالتركيز على قطاع المياه بعد أن وصلت الجزائر إلى مراحل كادت ان تستورد الماء من الخارج في نهاية سنوات التسعينات بعد فترات الجفاف الطويلة التي ضربت البلاد وتسببت في اضطرابات اجتماعية كبيرة كادت ان تتسبب في أزمات أخرى بعد التي أنتجها الإرهاب الأعمى. وكان للاستنجاد بمحطات تصفيات مياه البحر الدور الايجابي في تدعيم توفير المياه خاصة في منطقة الغرب الجزائري الذي كان أكثر المناطق تضررا من الجفاف وباتت وهران وتلمسان ومستغانم اليوم تتزود بالمياه يوميا وهو ما جعل الاستقرار الاجتماعي يتقوى والمشاريع الفلاحية تزدهر وما الأرقام المسجلة للعائلات العائدة إلى المناطق الريفية إلا مؤشرا على نجاح سياسة الدولة في اعتماد المياه كمحور أساسي لإنجاح مخططات التنمية المستدامة. وتسعى الجزائر مستقبلا إلى تجسيد المخططات العملاقة والتي يتقدمها استكمال مشروع ربط تمنراست بنظام تزود بالمياه من عين صالح على مسافة 650 كلم وكذا استغلال المياه المخزنة في الصحراء الجزائرية والتي تفوق 50 مليارا متر مكعب وقد تكون محطة هامة مستقبلا لتحقيق تنمية مستدامة وخلق توازن جهوي مرتكز على المياه التي تعتبر عنصرا حيويا في المشاريع العملاقة في مختلف دول العالم. وتأتي هذه المشاريع المستقبلية في ظل تجاوز الدولة لمرحلة استكمال المشاريع المتعطلة وأهمها سد بني هارون الذي كلف الدولة منذ بدايته أكثر من 3 ملايير دولار حيث شرع في استغلاله قبل سنوات قليلة ويضاف لسد تاقصبت وغيرها من السدود التي تمول ولايات خنشلة وباتنة وحتى قسنطينة. وعليه فالجزائر التي حققت انجازات باهرة لتوفير الذهب الأزرق أصبحت مصنفة بين الدول الأكثر أمنا من ناحية المياه وهي المادة التي تصنف حاليا من بين أكبر الأسباب لاندلاع حروب المستقبل.ومن دون شك ستكون حملات التوعية والتحسيس بالحفاظ على هذه المادة الحيوية التي نفقد منها يوميا كميات كبيرة جدا.