باشرت السلطات الأمنية مساء أمس، ساعات من انفجار السيارتين المفخختين بكل من باب الزوار ومقر رئاسة الحكومة، إلى فرض تعزيزات أمنية بمقرات المؤسسات التابعة للدولة، والهيئات الرسمية، وكذا مقرات الشرطة عبر العاصمة إلى جانب تشديد الرقابة على حركة تدفق السيارات خصوصا القادمة باتجاه العاصمة. وفي هذا السياق، لوحظ كثافة في حركة المرور على غير المعهود بالنسبة للطريق السريع على مستوى منطقة بلكور المستعمل من قبل المتجهين نحو الولايات الثلاث البليدة، تيبازة وبومرداس، حيث عايش مستعملي الطريق السريع الكثافة المرورية عادة في الفترة المسائية بالنسبة للسيارات المتجهة خارج العاصمة، مع سيولة مرورية لتلك السيارات الداخلة. ومنعت السيارات من التوقف بالطرقات والشوارع العمومية لوقت طويل من دون سبب، كما عزز أعوان الأمن الرقابة على مقرات الأمن الحضري، فيما عاشت دار الصحافة هي الأخرى نفس وضع المؤسسات العمومية التي أغلقت أبوابها أمام السيارات في الساعات الأولى عقب حدوث الانفجار. ولم يستبعد مصدر أمني أن تفرض بداية من اليوم تعزيزات مضاعفة قد تكون مشابهة لعشر سنوات خلت، حيث تذكر العملية بانفجار ديدوش مراد بقلب العاصمة والذي استهدف الأمن المركزي لولاية الجزائر. وتأتي العملية كخلط للحسابات والمجهودات المفروضة من قبل السلطات الأمنية وبالأخص مصالح العقيد علي تونسي، وتعتبر الأولى من نوعها منذ تفجيرات ديدوش مراد الحاصلة أمام مقر الأمن المركزي للعاصمة، حيث أفاد المسؤول الأول لأمن العاصمة و منذ قرابة شهرين فقط - وعقب الإنذارات المتكررة لوجود سيارات مفخخة، وتفكيك عناصر الأمن المختصين في تدمير القنابل لعدد من القنابل التقليدية- أفاد أن العاصمة أضحت "مطوقة" أمنيا ولا يمكن اختراقها. مصدر أمني أخر، أفاد أن مصالح الأمن بالعاصمة قامت منذ أسبوع بالتحري والبحث عن سيارات مسروقة يشتبه أنها كانت ستستعمل في عمليات إرهابية مثلما حصل في العديد من المرات كتفجيري درقانة والرغاية، وأضاف أن مصالح الاستعلامات كانت على علم بوجود تهديدات لكنها كانت في مرحلة تعقب للمشتبه بهم، حيث علم أن رسالة بثت عبر الهاتف الجوال لمشتركي إحدى شبكات الهاتف النقال، على الساعة التاسعة و 27 دقيقة، أول أمس، قبل يوم من التفجيرات، يدعو فيها أصحابها إلى توخي الحذر و إبلاغ مصالح الأمن عن أي تحرك مشبوه وذلك عن طريق الاتصال على الرقم المجاني 1590، ولم يتم التوصل بعد إلى تحديد الجهات التي أرسلت هذه الرسالة النصية إلى مشتركي الهاتف النقال. بلقاسم عجاج