كشفت خديجة جنكيز "خطيبة" الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، الجمعة، عن وصيته وأين كان يريد أن يُدفن، موضحة سبب رفضها دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمقابلتها في البيت الأبيض. وأوضحت في مقابلة مع قناة "خبر ترك" إن جمال خاشقجي رغم شعوره بالقلق من زيارته الثانية للقنصلية السعودية في إسطنبول، إلا أنه لم يكن يتوقع أن يحدث ما حدث له. وكان جمال خاشقجي دخل قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر الجاري، بناءً على اتصال هاتفي من القنصلية لإنهاء بعض المعاملات الإدارية المتعلقة بإتمام زواجه من الباحثة التركية، إلا أنه لم يظهر بعدها بعد أن تم اختطافه وقتله وتقطيع جثته بواسطة فريق مكون 15 سعودياً بينهم مقربون من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحسب ما كشفته البيانات الخاصة بهم والتي كشفتها السلطات التركية ووسائل الإعلام التركية. وقالت بحسب "الجزيرة نت"، إن خاشقجي طلب في وصيته دفنه في مسقط رأسه بالمدينة المنورة، مجددة طلبها بمحاكمة ومعاقبة المسؤولين عن قتله، لافتة إلى أنها لم تتلق حتى الآن أي اتصال من مسؤولين سعوديين بعد ما جرى لخطيبها في القنصلية السعودية في إسطنبول. وقالت خديجة جنكيز، إن جمال خاشقجي لم يكن يتصور أن يتم استجوبه السلطات السعودية أو تعتقله في تركيا، رغم قلقه من احتمال حدوث توتر لدى زيارته القنصلية في إسطنبول. وأوضحت خديجة جنكيز إن خاشقجي لم يكن يريد الذهاب للقنصلية السعودية في المرة الثانية، إلا أنها أشارت إلى أنه تحدث عن تلقيه معاملة حسنة خلال زيارته الأولى لقنصلية بلاده في إسطنبول يوم 28 سبتمبر. وكانت خديجة جنكيز أول من أبلغ السلطات التركية عن اختفاء "خطيبها" بعد عدم خروجه من قنصلية بلاده في إسطنبول رغم انتظارها له بالخارج لما يقرب من 3 ساعات في 2 أكتوبر الجاري، الأمر الذي دفع منظمات دولية ورؤساء حكومات بمطالبة السعودية بالكشف عن مصير الصحفي السعودي المختفي. وتحت الضغوط الدولية اعترفت السعودية في الساعة الأولى من صباح السبت الماضي بقتل خاشقجي بعد 18 يوماً من إنكارها احتجازه في القنصلية في 2 أكتوبر الجاري ثم إنكار وفاته والزعم أنه غادرها حياً، إلا أنها زعمت أن التحقيقات الأولية أظهرت وفاته في القنصلية بإسطنبول نتيجة "شجار واشتباك بالأيدي" وأن التحقيقات مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية والبالغ عددهم حتى الآن 18 شخصاً، جميعهم من الجنسية السعودية، وأنها ستحاسب المتورطين. وأعلنت السعودية في اليوم ذاته أنه تم إصدار أمر ملكي بإقالة أحمد عسيري نائب الاستخبارات العامة من منصبه، وسعود القحطاني المستشار برتبة وزير في الديوان الملكي، بالإضافة إلى قرارين بإقالة اللواء رشاد بن حامد المحمادي مدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة، واللواء الطيار محمد بن صالح الرميح مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات. وبعد ساعات من اعتراف السعودية بقتل خاشقجي، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن تسجيل، يكذب الرواية الرسمية للرياض، مشيرة إلى أن مسؤولين بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية استمعوا إلى تسجيل يثبت أن جمال خاشقجي قُتل وقُطعت أوصاله من قبل عملاء سعوديين، مؤكدة أنه في حال ثبوت صحة التسجيل فسيكون من الصعب على البيت الأبيض قبول رواية السعودية والتي تزعم خلالها أن وفاة خاشقجي كانت جراء اشتباك. كما قالت المصادر التركية إن هناك تسجيلات تظهر الإقدام على قتل خاشقجي فور دخوله القنصلية بغرفة القنصل وبحضوره ولم يجر أي تحقيق معه، حيث تظهر التسجيلات تعرض خاشقجي للشتم والضرب وكان يرفع صوته ويتحدث عن محاولة حقنه محاولا منعهم ثم انقطع صوته وتم قتله وطلب الطبيقي بعد ذلك من القنصل مغادرة الغرفة لتكملة عملية تقطيع الجثة. وأضافت جنكيز خلال اللقاء مع قناة "خبر ترك" أن خاشقجي لم يطلب منها الاتصال بأي شخص إذا ما حدث له شيء خلال زيارته الثانية للقنصلية في الثاني من أكتوبر، لكنه أبلغها من قبل بأن تتصل بياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي إذا ما حدث له أي مكروه في تركيا. وعن سبب رفضها تلبية دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة البيت الأبيض؛ قالت خديجة جنكيز إنها تعتقد أن دعوة الرئيس الأمريكي تهدف لاستمالة الرأي العام لصالحه، وشددت على أنها لا تعتزم الذهاب للبيت الأبيض قبل أن تلمس إخلاصاً من واشنطن في مساعي حل قضية جمال خاشقجي.