قبل ثلاث سنوات وتحديدا في سهرة رمضانية مميزة بسينما الجزائرية بالعاصمة، قامت بلدية الجزائر الوسطى تحت إشراف رئيسها عبد الحكيم بطاش، بجمع شتات عائلة “أعصاب وأوتار” جميعهم وخصتهم بتكريم مذهل نظير ما قدموه طوال ربع قرن، وزمن المحنة وسط حضور جمهور غفير وبالخصوص من محبي أبطال هذه السلسلة القسنطينية الجزائرية. حضر في تلك السهرة الرمضانية الجميلة كل من نجوم السلسلة التي أضحكت وأمتعت الجزائريين لنحو ربع قرن، حسان بن زيراري، علاوة زرمان، الراحل رشيد زيغمي، عنتر هلال، نورالدين بشكري، فتيحة سلطان، والمايسترو مخرج السلسلة محمد حازورلي. وكانت “الشروق” قد نقلت أجواء تلك الاحتفالية “العاصمية” الرائعة التي تمت بعد تكريم 2015 من طرف إدارة مهرجان الفيلم المتوج بقسنطينة لأبطال السلسلة الشهيرة “أعصاب وأوتار” على ركح المسرح الجهوي “الفرقاني، “منذ توقيفها في العام 1998، أي قبل سنة واحدة على انتخاب الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجمهورية الجزائرية. ومنذ إطلاقها في العام 1976 صنعت “أعصاب وأوتار” والتي يمكن وصفها ب”ريحة زمان” الحدث والتميز لربع قرن من الزمن، فكانت الإنتاج الذي يلقى الإقبال الجماهيري وينتظرها الجمهور كل رمضان، تفوق أصحابها في الأداء وفي إدخال البسمة والضحكة للبيوت الجزائرية التي كانت تعيش الويلات زمن العشرية الحمراء. فعالجت مواضيع الساحة وقتها وتطرّقت إلى الواقع بكل سلبياته وإيجابياته ما أدى إلى نجاحها لكونها تميزت بالطرح الموضوعي لقضايا المواطن الجزائري، وعبرّت بصورة صادقة عن الأحداث وبروح جزائرية خالصة تفتقدها عديد الأعمال الكوميدية اليوم، وتم هذا النجاح رغم الإمكانيات البسيطة غير المتوفرة اليوم وخاصة على الصعيد التقني رغم أنّه في الكثير من الأحيان كان الممثلون يرتجلون في تقمّص الشخصية وتقديم الحكاية. يطرح المشاهدون لماذا لم تعد السلسلة إلى الشاشة، هذا السؤال أجاب عنه الممثل بن زيراري في إحدى المقابلات التلفزيونية قائلا: “طاقم العمل ليس كاملا، بل هناك من توفي؟، إجابة بن زراري كانت كافية وشافية، فصحيح قبل التكريم الذي سطرته بلدية الجزائر الوسطى لنجوم “أعصاب وأوتار” كانت “أعصاب وأوتار” قد فقدت بعض أبطالها وهم الممثلون كمال كربوز وتوفيق ميميش ومعد الموسيقى كريكري. ومن أسباب عدم عودة “أعصاب وأوتار” إلى جمهورها مرض بشير بن محمد المعروف “عمي بشير” الذي لازمه منذ فترة، فيما اختار فنانون أخرون من طاقمها سبيلا آخر كالفنانة المعروفة فطيمة حليلو ونوال زعتر. ورغم إعلان محمد حازورلي في تصريحات صحفية سابقة أنّ “أعصاب وأوتار” ستعود في حلة جديدة، فإنّ الأمر لم يتحقق منذ ثلاث سنوات ربما للأسباب السابقة الذكر، ولكن يمكن عودتها كما عادت “بلا حدود” إلى الجزائريين في نسخة جديدة قدمها ثلاثي السلسلة الشهير مصطفى هيمون وحميد شنين ومحمد حزيم.