أخفيتم عنا طبع 4200 مليار دينار إضافية!

نواب لجنة المالية يتحركون بسبب انهيار الدينار ويطالبون لوكال بالتفسير:

يحضر نواب لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني لمطالبة وزير المالية، محمد لوكال، بتقديم تفسيرات واضحة أو الرحيل، بسبب ما وصفوه بالأرقام المغلوطة التي قدمها هذا الأخير للنواب والخاصة بعملية طبع النقود، حيث تم طبع أزيد من 4200 مليار دينار إضافية خفية، في ظرف سنتين مقارنة مع 2300 مليار التي تم تسطيرها، وهو ما ترتب عليه انخفاض قيمة الدينار بنسبة 15 بالمائة خلال السداسي الثاني للسنة الماضية.
ويقول النائب عن لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني الهواري تيغريسي في تصريح ل”الشروق” إن أول ما سيقوم به نواب لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني خلال المرحلة المقبلة هو محاصرة وزير المالية ومطالبته إما بالتوضيح أو بالاستقالة بسبب ما وصفه بالأرقام المغلوطة التي قدمها هذا الأخير بخصوص عملية طبع الأموال حينما كان محافظا لبنك الجزائر، حين تحدث في السنة الأولى عن طبع 500 مليار دينار ثم في السنة الثانية 1800 مليار دينار بإجمالي 2300 مليار دينار إلا أن الأموال المطبوعة تجاوزت ال6500 مليار دينار، وهو ما تسبب في إغراق الدينار أو العملة الوطنية التي فقدت 15 بالمائة من قيمتها في ظرف 6 أشهر فقط من السداسي الثاني للسنة الماضية.
ويؤكد الهواري تيغريسي أن أحد أهم انعكاسات انخفاض قيمة الدينار أمام العملة الأوروبية ب15 بالمائة هو ارتفاع أسعار المواد المستوردة من الخارج وتراجع الإنتاج وارتفاع التضخم الذي زاد في مجموع السنوات العشر الأخيرة عن ال50 بالمائة، إضافة إلى تآكل الطبقة المتوسطة التي اعتبر أنها تمثل اليوم فقط 40 بالمائة من المجتمع الجزائري أي 16 مليون جزائري ينتمون إلى الطبقة المتوسط، وارتفاع الطبقة الكادحة وأيضا تزايد عدد الأغنياء والأثرياء غير الشرعيين، وتآكل المداخيل وتراجع الاستثمار الأجنبي، مشيرا إلى أن كل ذلك سيعيق أيضا عملية احتواء الأموال المتواجدة في السوق السوداء مصرحا “الجزائريون يكتنزون 47 بالمائة من الأموال في البيوت والمحلات والآبار ومناطق أخرى لا تخطر على بال مسؤولينا”.
وسبق وأن أكد بنك الجزائر، الأسبوع الجاري، أن تطور أسعار صرف الدينار الجزائري سنة 2018 مقارنة بالأورو والدولار كمتوسط شهري يعكس عموما تطور سعر الأورو أمام الدولار في الأسواق العالمية.
وأوضح بنك الجزائر في مذكرة حول وضع السداسي الثاني من سنة 2018، أن تطور أسعار صرف الدينار الجزائري مقارنة بالدولار والأورو يعكس تطور أسس الاقتصاد الوطني وهي سعر البترول، فارق التضخم مع الدول المتعاملة تجاريا، مستوى النفقات العامة، وكذا تطور أسعار نقود المتعاملين التجاريين لاسيما بالأورو والدولار على مستوى أسواق الصرف الدولية.
وبينما ارتفعت قيمة الأورو أمام الدولار ب 12.4 بالمائة بين ديسمبر 2016 وديسمبر 2017، انخفضت سنة 2017 قيمة الدينار، كمتوسط شهري، بنسبة 3.3 بالمائة مقارنة بالعملة الأوربية و1.3 بالمائة مقارنة بالعملة الأمريكية، يضيف ذات المصدر، وخلال نهاية هذه الفترة، انخفضت قيمة الدينار بنسبة 15.4 بالمائة أمام الأورو وبنسبة 3.8 بالمائة أمام الدولار الأمريكي.