استبعد المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية بجاية السيد "احمد حمو التهامي" تهميش المنطقة من قبل الدولة حسب ما تؤكده مختلف التشكيلات السياسية بالولاية، مقرا بتقاعس وفشل المديرين التنفيذيين في تجسيد المشاريع التنموية التي استفادت منها بجاية، والاعتماد عليها لتقييم الواقع التنموي للولاية وتحديد الإشكال الذي تعاني منه والذي تأكد وفقا لتقارير محلية أنه يتوقف عن الإهمال والتماطل وليس التهميش والحرمان. حيث كشف تقرير للمديرية الولائية للتخطيط والتهيئة العمرانية ببجاية أن جميع المديريات التنفيذية بالولاية لم تتمكن من استهلاك إلا 10 % من مجموع الميزانية الحكومية المخصصة لتجسيد المشاريع التنموية المبرمجة لسنة 2012 حيث من مجموع 4500 مليار لم يستهلك منها إلا 450 مليار. وهي حصيلة لم تختلف كثيرا عن مثيلتها لسنة2011 حيث نسبة الاستهلاك لم تتعد 13 % وهي النسبة التي أثارت حفيظة الوالي الذي دعا للإسراع في استهلاك هذه الميزانية بتحويلها لواقع ملموس والإفراج عن عشرات المشاريع التي أبقاها مديروه حبيسة الأدراج لأسباب لا يعلمها سواهم في الباطن، وبحجج العراقيل الميدانية في الظاهر، طالبا منهم بذل مجهودات خارقة لاستنفاد الميزانية قبل نهاية السنة وأضاف أنه في حالة الفشل لن يرحمهم أحد وفهم الجميع أن قلق الوالي نابع عن طريقة تعامل وزير الداخلية مع الولاة خلال اجتماعهم الأخير. وجاء في نفس التقرير أن الأرقام تعبر عن نفسها حيث نسبة استهلاك في قطاع المؤسسات المتوسطة والحرفية لم تتعد 1 % ، البيئة التي احتلت هذه السنة واجهة الأحداث وفرضت نفسها بقوة تبين ان سبب غزو النفايات للشوارع هو عدم استهلاك ميزانية القطاع الا بنسبة 1 % ، تهيئة المحيط 0 % ، الصيد البحري 0 % بعد الغاء جميع مشاريع الشواطئ الصيد. السياحة التي تعد الشريان النابض للولاية تصنف في خانة المناطق السياحية بدون منازع لم تستهلك سوى بنسبة 12 %، الصحة 9 % ، السكن 8 % بينما بقية القطاعات لم تتعد أحسن نسبة استهلاك 5 % ، وهي النسب التي لا يصلح وصفها إلا بالكارثية. ومن جهته الوالي وجه أصابع الاتهام لمنتقديه من المنتخبين بعرقلة مشاريع الجهاز التنفيذي والوقوف وراء التعطلات التي تصيبه. وأمام هذا الواقع المر الذي تترجمه لغة الأرقام لحقيقة التنمية ومصير مشاريعها المستقبلية ببجاية، تبقى طبيعة الطرق التي ستستهلك بها ميزانية بحجم 90 بالمائة في ظرف ثلاثي من الزمن هي الشغل الشاغل للرأي العام المحلي الذي أصبح البريكولاج المعتمد أساسا في المشاريع العمومية من أكبر مخاوفه.