روجي لومير طلبني في المنتخب التونسي لكنه تفاجأ بأنني جزائري

المدافع الدولي السابق بوجمعة العمري ل"الشروق":

اعترف الدولي السابق العمري بوجمعة بإفطاره في رمضان في مقابلة وفاق القل وشبيبة القبائل، وذلك بطلب من رئيس الفريق، وقال المدرب السابق لنادي شباب القلعة السعودي: لقد دفعنا الثمن غاليا وانهزمنا بنتيجة عريضة 9-0. هذا، وتحسر المدرب الحالي لوفاق القل لشطب اسمه من المشاركين في كأس أمم إفريقيا 1990 بالجزائر رغم أنه لعب كل اللقاءات الإقصائية لكأس العالم التي جرت بإيطاليا.
أين هو اللاعب الدولي السابق العمري بوجمعة؟
منذ توقف كل النشاطات الرياضية، منتصف شهر مارس الماضي، بسبب جائحة كورونا، وأنا بمنزلي بالقل في سكيكدة، وبصفتي مدربا للوفاق الناشط في بطولة ما بين الجهات للمجموعة الشرقية، أتواصل يوميا مع اللاعبين، تحسبا لاستئناف البطولة في أي وقت، رغم أن فريقنا سقط رسميا إلى القسم الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، بسبب تواضع التعداد وانعدام الإمكانيات المادية، اللهم إلا إذا تم اعتماد موسم أبيض.
كيف تمضي أيام الشهر الفضيل في زمن كورونا؟
رمضان لهذا العام مغاير للأعوام السابقة، حيث كنا نقضي ليلنا ونهارنا في المساجد في قراءة القران وصلاة التراويح وحضور المواعظ، ولكن هذا العام حدث العكس وفرض علينا وباء كورونا المستجد المكوث في بيوتنا ليلا ونهارا ولن نغادرها إلا عند الضرورة القصوى، وهذا لقضاء مستلزمات مائدة رمضان في الفترة الصباحية، أما في الفترة المسائية فأمارس رياضة الجري في غابة تمنارت السياحية رفقة اللاعبين القدامى لوفاق القل أمثال صالح زروال، وسي بركات، وقشير، أما بعد صلاة العشاء فأصلي التراويح في المنزل وأستعين بالقراءة من المصحف أو السماع لبعض القراء، وبعد الانتهاء أتابع القنوات الرياضية وأحيانا أشاهد مقابلات الفريق الوطني المعادة والأفلام.
ما رأيك في الأشخاص الذين يصرفون أكثر مما يتقاضون في هذا الشهر؟
لا أبدا لست منهم، هذا يعتبر إسرافا وهناك من يأكلون بعيونهم وتجذبهم رائحة المأكولات التي يشمونها في رمضان، حقيقة ممكن أن يخطئ الإنسان في اليوم الأول من الشهر الفضيل، ولكن مع مرور الوقت يجب عليه ألا يكرر ذلك، وعيب كبير أن نرى الخبز في المزابل، وكان من الأجدر أن يتصدق به على الفقراء والمساكين في شهر الرحمة.
هل سبق لك أن أفطرت في رمضان لما كنت لاعبا؟
نعم، وكان ذلك موسم 84 حين طلب منا رئيس وفاق القل آنذاك الإفطار لقوة الخصم شبيبة القبائل، وأتذكر أن ثلاثة لاعبين وهم حسين كرميش وعزيزي وخالد سدراتي رفضوا ذلك ولعبوا وهم صائمون، أما نحن فلعبنا مفطرين ودفعنا الثمن غاليا، حيث انهزمنا بنتيجة عريضة 9-0 وكنا تائهين فوق أرضية ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، وأنا نادم على ذلك كل الندم، لأنني لم أسمع بلاعب مات بسبب الصيام.
وهل سبق أن طلبت من لاعبيك الإفطار لما أصبحت مدربا؟
لا أبدا، أعتبر ذلك من الكبائر، وعيب كبير أن أطلب منهم الإفطار من أجل مباراة في كرة القدم، فأنا أخاف المساس بحدود الله.
كانت لك تجربة تدريبية خارج الوطن؟
أجل، لقد أشرفت رفقة طاقم تدريبي من القل يتكون من اجغيم، وسليم فنازي، وبابوش على تدريب شبان شباب نادي القلعة السعودي لمدة 6 أشهر وحققنا نتائج مشرفة، واغتنمنا الفرصة لأداء مناسك العمرة وهي أحسن ذكرى لي في مسيرتي الكروية، وكانت أيضا لي تجربة في تونس مع فريقي السابق أولمبيك باجة التونسي الذي قضيت معه كلاعب 4 مواسم متتالية سنوات التسعينيات، حيث اتصل بي مسؤولو الفريق الذي تربطني بهم علاقة طيبة للإشراف على الفئات الشبانية، وطبعا لبيت طلبهم والحمد لله حققت معهم نتائج رائعة في البطولة، ونشطت نهائي كأس تونس.
إدارة اتحاد عنابة اتهمتك ببيع مقابلة لوفاق سطيف موسم 92-1993؟
أريد أن أوضح حقيقة هذا اللقاء الذي اتهم فيه المسؤولون اللاعبين "البرانية" بتسهيل مهمة وفاق سطيف لتحقيق الصعود، حيث إن فريقي اتحاد عنابة كان مطالبا بالفوز لتحقيق الصعود والوفاق السطايفي يكفيه التعادل، واللقاء انتهى بالتعادل الإيجابي 1-1 ليصعد الوفاق على أرضية ملعب شابو بعنابة، وبمرور الوقت اتضحت الحقيقة أن مدافعين من أبناء الفريق هم وراء بيع اللقاء لصالح الوفاق، حيث قصوا علينا الحادثة هم أنفسهم، وباعوا أيضا لقاء آخر لصالح أهلي البرج.
ما هي حظوظ الخضر لبلوغ نهائيات مونديال 2020؟
حظوظ وافرة في ظل إشراف جمال بلماضي على العارضة الفنية، هذا الأخير الذي لعب دورا بارزا في تتويج المنتخب الوطني بكأس إفريقيا للأمم 2019 التي جرت وقائعها بمصر، ويعتبر من بين أفضل المدربين في العالم.
بعض الاتحادات الأوروبية قرروا رسميا نهاية الموسم الكروي بسبب وباء كورونا.. كيف تتوقع مصير بطولتنا؟
أجل، هولندا وفرنسا في أوروبا أعلنتا رسميا على انتهاء الموسم قبل الأوان بسبب مخاطر وباء كورونا المستجد، إضافة إلى الأرجنتين بأمريكا اللاتينية وأظن أن المسؤولين عن الرياضة في بلادنا سيتخذون نفس القرار في ظل انتشار الوباء، ومنذ حلول شهر رمضان وكل يوم نسجل أزيد عن 120 حالة مؤكدة، وأتمنى أن يتم اعتماد موسم أبيض، فهو يصب في صالح فريقي وفاق القل، لكن أتوقع أن يجد هذا القرار اعتراضات من طرف الفرق المعنية بالصعود، وأظن أن الفاف ستدرس ذلك ولا يضيع حق أي فريق.
وهل لك ذكريات مع شخصيات سياسية ورياضية في تونس؟
في تونس مع الرئيس الراحل زين العابدين بن علي في نهائي كأس تونس، وشكرني كثيرا وقال لي: "ضربة الجزاء غالية لأنها جابت لباجة كأس تونس". ووقعت لي حادثة طريفة أخرى مع الناخب الوطني التونسي روجي لومير الذي عاين لقاء الترجي التونسي ضد فريقي أولمبيك باجة بملعب المنزه، حيث أعجب بفنياتي وطلب من مساعديه توجيه الدعوة لرقم 7 لفريق باجة استدعاء لفريق نسور قرطاج، تم تبسموا وأخبروه أنني جزائري ولست تونسيا، وعندها تحسر كثيرا وقال لهم سي دوماج.
وفي الجزائر؟
المرحوم الشاذلي بن جديد الذي قال لنا بعد خسارتنا نهائي كأس الجمهورية ضد شبيبة القبائل بفضل رأسية علي فرقاني في الدقيقة 119: "أنتم تستحقون الكأس، لقد شرفتم الكرة القلية.. هذه هي كرة القدم". وأيضا المرحوم عبد الرزاق بوحارة كان وراء استدعائي إلى الفريق الوطني من طرف المدرب كمال لموي، الذي عاين لقاء وفاق القل ضد مولودية وهران بملعب 5 جويلية، وأعجب بي واستدعاني للفريق الوطني الذي كان يضم بلومي وماجر وصايب وغيرهم.
ولن أنسى أيضا فضل لخضر بلومي، الذي رحب بي، وقدم لي يد المساعدة، في ظل التكتلات السائدة آنذاك في الفريق الوطني، فمثلا لاعبو الوسط لوحدهم، وكان يقود ذلك مناد، معوش، مغيشي، مغاريا، ادغيغ، وحقيقة أنا كنت ضمن تكتل لاعبي الغرب الجزائري الذي كان يضم بلومي، الشريف الوزاني، صايب هذا الأخير الذي كان يقيم معي في غرفة الفندق في التربصات.
هل كنت حقا على وشك الانضمام إلى مولودية الجزائر؟
كنت أحلم باللعب فيها لكن عبد الوهاب بوحارة شقيق المرحوم عبد الرزاق الذي كان مديرا لملعب 5 جويلية آنذاك منعني من اللعب لفريق الشناوة، وطلب مني البقاء في صفوف وفاق القل واللعب على النيف، لأن هذا المدير ينحدر من القل، وقال للمرحوم كرمالي بالحرف الواحد: "بالك تزيد أتدور بالعمري" لتتوقف المفاوضات نهائيا.
لعبت تصفيات كأس أمم أفريقيا 90 لكنك لم تشهد النهائيات لماذا؟
بعد رحيل كمال لموي وتعيين كرمالي خليفة له، حيث شطب 4 لاعبين منهم مراد رحموني وأنا واستدعى لاعبين من وفاق سطيف رغم أنني لعبت كل اللقاءات الإقصائية لكأس العالم التي جرت بإيطاليا، حيث توج الخضر بالكأس وهو ما حز في نفسي.