على هامش أشغال قمة منظمة التعاون الإسلامي ببانجول: العرباوي يلتقي بالرئيس السنغالي    امتحانا التعليم المتوسط والبكالوريا: تحديد تواريخ سحب الاستدعاءات    معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط: التوقيع على 7 مذكرات تفاهم بين متعاملين جزائريين وموريتانيين    في حملة وطنية أطلقت أمس للتوعية بمخاطرها: تحذير من الاستعمال السيّئ لوسائط التواصل الاجتماعي    الرئيس الصحراوي يؤكد مواصلة الكفاح لغاية نيل الحرية    إجراءات للوقاية من الحرائق بعنابة: تزويد محافظات الغابات في الشرق بطائرات "الدرون"    إعادة فتح جسر كيسير أمام حركة المرور    ما سيسمح بوصول التغطية إلى 100 بالمئة: مساع لربط 467 سكنا بالغاز في بوراوي بلهادف بجيجل    الرئيس تبون يدعو منظمة التعاون الإسلامي إلى تحمّل مسؤوليتها أمام التاريخ ويؤكد: البشرية فقدت في فلسطين المحتلة كل مظاهر الإنسانية    تواصل مساعيها الدبلوماسية لفضح الصهاينة و وقف العدوان على غزة    باتنة على موعد مع الطبعة الرابعة: مهرجان إيمدغاسن الدولي يحتفي بنجوم السينما الجزائرية    اليوم العالمي لحرية الصحافة: عميد جامع الجزائر يدعو للتصدي للتضليل الإعلامي الغربي    البطولة الإفريقية للسباحة: 3 ذهبيات وبرونزية حصاد الجزائر في اليوم الرابع من المنافسات    الرئيس تبون.. جهود كبيرة في تعزيز التعاون الاقتصادي الإفريقي    الجزائر الجديدة.. حركية كبيرة وتدابير تشجيعية    رئيس الجمهورية يهنئ نادي فتيات أقبو    المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي    الصحافة الوطنية تلعب دورا كبيرا في المشهد الإعلامي    رؤساء الأندية يطالبون بتعديل متوازن    حقيقةX دقيقة: بعد سنوات الظل..    وسام مالي لمصطفى براف    تحضير المراسيم الجديدة الخاصة ب"عدل 3"    "طوفان طلابي" مؤيد لفلسطين يجتاح أرقى جامعات العالم    الإعلام والمساجد لمواجهة خطر الوسائط الاجتماعية        الجزائر في طريق تحقيق التكامل الإفريقي    وكيل أعمال محرز يؤكد بقاءه في الدوري السعودي    دعوة إلى توحيد الجهود لحماية الحقوق الأساسية    النزاع المسلح في السودان.. 6.7 مليون نازح    قلعة لإعداد الرجال وبناء الوطن    عزلة تنموية تحاصر سكان مشتة واد القصب بتبسة    26 مراقبا في دورة تكوينية    أول وفد لرياضيينا سيتنقل يوم 20 جويلية إلى باريس    المعالم الأثرية محور اهتمام المنتخبين    اقترح عليه زيارة فجائية: برلماني يعري فضائح الصحة بقسنطينة أمام وزير القطاع    حجز سيارات، مهلوسات ومحركات مستعملة    توقيف 15 شخصا أضرموا حريقا عمدا بحي رأس العين    البروفيسور الزين يتوقف عند "التأويلية القانونية"    الالتقاء بأرباب الخزائن ضمانا للحماية    أبواب مفتوحة على التوجيه المدرسيّ والإرشاد المهني    رخروخ: الجزائر مؤهلة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز حضورها الاقتصادي اقليميا وقاريا    السيدة كريكو تبرز "المكانة المرموقة" التي تحظى بها المرأة ضمن المشروع المؤسساتي لرئيس الجمهورية    الدرك الوطني يحذر من ظاهرة النصب والاحتيال عبر الانترنت    أم البواقي : افتتاح التصفيات الجهوية لمسرح الطفل بمشاركة 11 ولاية    الأمين العام لحركة النهضة من برج بوعريريج: لا بديل عن الانتخابات الشفافة والنزيهة في اختبار من يقود البلاد    جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تنظم لقاء بمناسبة الذكرى ال93 لتأسيسها    منشآت رياضية : بلعريبي يتفقد أشغال مشروع ملعب الدويرة    المنظمة الوطنية للصحفيين الجزائريين تدعو إلى الاستمرار في النضال في وجه التحديات    مشاركة قرابة 20 ولاية في المعرض الوطني للفنون والثقافات الشعبية بعين الدفلى    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    برنامج مشترك بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملف : ميانمار تلتهب.. ووقودها الرهبان !
نشر في الشروق اليومي يوم 03 - 10 - 2007


إعداد: خير الدين.ب
(الشروق اون لاين)
بورما بالأمس وميانمار اليوم، تتحول فجأة إلى وجهة مفضلة لعدسات المحطات الفضائية وكذا الأقمار الصناعية الثلاثة الموجهة صوب المدن في ميانمار لالتقاط صور تعطي معلومات جديدة عن المصادمات الآخذة في التصاعد بين الجنود وحشود المتظاهرين منذ أزيد من أسبوع ضد الحكومة بقيادة الرهبان البوذيين، بعدما كانت تعد من أكثر البلدان انعزالا في العالم.
وسط مخاوف من تكرار سيناريو قمع الجيش في البلاد لانتفاضة الطلبة، التي سحقها جنرالات ميانمار عام 1988 في عملية سقط فيها نحو 3 آلاف قتيل، يواصل الرهبان البوذيون الذين يتمتعون باحترام واسع في ميانمار مسيراتهم واحتجاجاتهم في يانجون أسبوعا كاملا وسط هتافات آلاف من المارة ضد المجلس العسكري الحاكم في ميانمار.
وهي تعد أخطر الاحتجاجات ضد الجنرالات منذ عشرين عاما احتجاجا على رفع أسعار المشتقات النفطية وتدني أوضاع المعيشة في ميانمار الفقيرة وتطالب بالمصالحة الوطنية والإفراج الفوري عن السجناء السياسيين.
وقد بدأت هذه المظاهرات كغضب مدني بسبب رفع أسعار الوقود المفاجئ الشهر الماضي، سرعان ما تحولت إلى حركة دينية عميقة يقودها الرهبان ضد جنرالات المجلس العسكري الحاكم لحين سقوطه.
فما هي أسباب تحرك شعب بورما الذي يعاني من الفقر والجهل ويحيط ببلاده عمالقة ونمور اقتصاديين مثل الصين والهند وتايلاند وماليزيا؟.
ميانمار.. تاريخ من حكم العسكر
تقع ميانمار تحت حكم الجيش منذ عام 1962 بعد قيام الجنرال ني وين بالانقلاب العسكري الأول. وظلت المؤسسة العسكرية والمجلس العسكري الحاكم يحكمان البلاد منذ ذلك الوقت، ليتم بعد ذلك إعلانها جمهورية اشتراكية ترأسها ني وين عام 1974. مارس الرهبان دورا رئيسيا في الاحتجاجات الواسعة النطاق التي شهدتها البلاد عام 1988 بسبب تدهور الأحوال الاقتصادية، غير أن قوات الأمن ردت على تلك الاحتجاجات بمذبحة دموية قتل فيها عدد كبير من المتظاهرين.
وفي انتخابات 1990 حصلت الرابطة الوطنية للديمقراطية، وهي حزب المعارِضة الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 1991أونج سان سوكي، على أكثر من 80% من الأصوات، لكن الانتخابات أجهضت من طرف الجيش.
وقام الجنرال ساو ماونج بالانقلاب الثاني عام 1990، وأسس "مجلس استعادة النظام وقانون الدولة" الذي فرض الأحكام العسكرية بشكل مؤقت.
رفض المجلس نتيجة الانتخابات وتم إلغاؤها، ولم يسمح لزعيمة المعارضة بتولي الرئاسة، وظل المجلس يحكم الدولة ليتم تغيير اسمه عام 1997 إلى "مجلس الدولة للسلم والتنمية".
في انتخابات 1990، حصل حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية بزعامة أونج سان سوكي على أكثر من 80% من الأصوات، لكنها أجهضت من طرف الجيش ثم وضعت زعيمة الرابطة الوطنية للديمقراطية سان سوكي تحت الإقامة الجبرية التي قضت فيها فترات متفاوتة وطويلة، كان آخرها من عام 2003 إلى الآن.
خيوط الاتصال بين المعارضة والجيش ضعيفة للغاية باستثناء بعض محطات الحوار غير الرسمي، الذي أعلنه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى بورما، والذي جرى في تكتم في أكتوبر 2000 بين مجلس الدولة للسلم والتنمية الحاكم وأونج سان سوكي فترة استمرت طوال عام 2001.
ولم تفلح مساعي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ميانمار رزالي إسماعيل عام 2003 في إحداث أي تغيير في مواقف المؤسسة العسكرية، أو في إطلاق سراح زعيمة المعارضة وإخراجها من الإقامة الجبرية.
لماذا تحرك الشعب "الصامت" في بورما؟
ما الذي تغير في بورما ليتحرك الشعب على هذا النحو؟ سؤال يتردد بقوة، حيث لم يطرأ جديد هناك منذ ثورة عام 1988، فالفقر والمعاناة لم يتغيرا منذ عقود، والعزلة المفروضة على هذا البلد ليست بالأمر الجديد، والمعارضة المدنية بزعامة أونج سان سوتشي مازالت غير فاعلة بالرغم من الدعم الدولي لها.
يشير المراقبون إلى وجود عدة أسباب لهذا التحرك على رأسها "الرهبان البوذيون"، فبوسع الزائر لهذا البلد رصد الدور القوي الذي يلعبه الدين البوذي في حياة هذا الشعب البالغ تعداده 55 مليون نسمة أغلبهم من البوذيين.
فهؤلاء ورغم ظروفهم الحياتية الصعبة، يعيش أغلبهم دون مياه شرب نقية أو كهرباء، يحرصون على التردد يوميا على المعابد البوذية المنتشرة في كل مكان وأبرزها معبد شواداجون باجودا العملاق في العاصمة بانجون (رانجون)، حيث يقدمون تبرعاتهم البسيطة التي تتحول إلى المزيد من التماثيل الذهبية لبوذا.
وتحظى الديانة البوذية بدعم النخبة العسكرية الحاكمة، وهم من الضباط البوذيين طبعا، الذين يحرصون على إبراز تدينهم حيث نجد مساحات واسعة من ساعات البث التلفزيوني القليلة، تفرد لإبراز زيارات القادة العسكريين للمعابد وبشكل يكاد يكون يومي. وفي مقابل هذا "التدليل" نجد الملايين من المسلمين والمسيحيين هناك يتعرضون للاضطهاد، إلى درجة أنهم لا يستطيعون استخدام أسمائهم العربية أو الغربية في بطاقات الهوية وإنما الأسماء البوذية. إذن لم يكن هناك من مستفيد إلى جانب طبقة العسكر من الوضع، سوى القائمين على الديانة البوذية في بورما فلماذا "يتمرد" الرهبان البوذيون على العسكر وبهذا الحجم الكبير، حيث يشارك الآلاف منهم في المظاهرات التي بدأت محدودة بعد رفع أسعار الوقود مؤخرا؟
مؤشرات نفطية وراء الأزمة
بالإضافة إلى هذا العامل الرئيسي السابق للتحرك والتغيير، هناك الاهتمام الذي انصب مؤخرا على هذا البلد مع ظهور مؤشرات نفطية واعدة فيه، ولاشك أن مثل هذا العامل قادر على تحريك المياه الراكدة سواء من داخل أو خارج بورما .
ذلك فضلا عن اهتزاز جبهة النخبة العسكرية بعد نزاع السلطة، الذي اندلع بين قائد المجلس العسكري الحاكم الجنرال ثان شوي ورئيس وزرائه خين نيونت، الذي كان يتولى قيادة الاستخبارات العسكرية التي كانت تمسك بالبلاد بيد من حديد، وقد أدى الصدام إلى احتلال الجيش مقر قيادة الاستخبارات العسكرية، وما أعقب ذلك من تدمير قدرتها على تحدي الجيش.
لهذه الأسباب وغيرها تحرك شعب بورما الذي يعاني من الفقر والجهل بينما يحيط ببلاده عمالقة ونمور اقتصاديين مثل الصين والهند وتايلاند وماليزيا.
ويذكر أن بورما ترزح تحت الحكم العسكري منذ 40 عاما، وفي عام 1990 فاز حزب العصبة الديموقراطية بزعامة أونج سان سوتشي في الانتخابات غير أن المجلس العسكري الحاكم تجاهل نتائجها.
ميانمار تغلي.. هل هناك دور خارجي يلهب نارها؟
العنوان العريض للمظاهرات الحالية هو المصاعب الاقتصادية وغلاء الأسعار وارتفاع معدل التضخم عن 10%. ،وليس غريبا على الرهبان الذين يزيد عددهم على أربع مائة ألف أن يدافعوا عن حقهم في التظاهر, وهم أصحاب تاريخ طويل في العمل السياسي, حيث لعبوا دورا محوريا من أجل الاستقلال عن الاستعمار البريطاني, وقادوا المظاهرات المناهضة للحكم العسكري عام 1988 التي انتهت بحمام دم.
تهافت صيني أمريكي على الكعكة !
الوضع المضطرب حاليا في ميانمار يقلق الصين الجارة الكبرى للبلاد، التي تشترك معها بحدود يتجاوز طولها ألفي كيلومتر عبر أحراش وجبال وانهار تشمل جزءا من أراضي "المثلث الذهبي"، مصدر إنتاج وتهريب المخدرات بمنطقة جنوب شرق آسيا.
فبكين تؤيد الإصلاح في ميانمار, لكنها خلف دعواتها الخجولة للقادة العسكريين تخفي رغبة في الحفاظ على الاستقرار لحماية مصالحها الإستراتيجية والأمنية.
وتحصل الصين على قواعد وتسهيلات عسكرية في موانئ ميانمار المطلة على بحر البنغال والمحيط الهندي، وللصين مصالح في مجال الطاقة في ميانمار, كما تستورد سلعا من هذا البلد المعزول سياسيا, وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 21.1 مليار دولار عام 2005. ولعل من أبرز أهداف الصين الإستراتيجية في ميانمار محاصرة التحالف الناشئ بين الهند والولايات المتحدة واليابان وأستراليا, فهذا التحالف يهدد الصين, لذا فهي تجد أن من الطبيعي إقامة علاقات جيدة مع هذا البلد المجاور.
الدور الصيني في ميانمار والغضب المحلي والدولي على أداء حكومتها، نبه العملاق الأميركي, ودفع الرئيس جورج بوش إلى فرض مزيد من العقوبات على رانغون, لحرمان بكين من أن تنعم بدفء العلاقة مع البلد الجار، وللحفاظ على سلامة وديمومة التحالف المصغر قربها.كما انضم لقائمة التصريحات المنددة بحكومة ميانمار كل من رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي, ورئيس الحكومة البريطانية غوردون براون, والمتحدث باسم المفوضية الأوروبية أماديو ألتافاج تارديو, ووزارة الخارجية الإسبانية ونظيرتها السنغافورية.
والصين هي واحدة من الدول القليلة التي تتحالف مع حكومة ميانمار العسكرية، واستخدمت حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن من الضغط على النظام العسكري العام الماضي.
الولايات المتحدة توجه أقمارها الصناعية وتفتح عينها على ميانمار
نشرت مؤسسة علمية أمريكية صورًا التقطتها الأقمار الصناعية لعدة مناطق في دولة ميانمار (بورما سابقا)، الواقعة في جنوب شرق آسيا قالت إنها توثق وتفضح جرائم انتهاك حقوق الإنسان التي تمارسها الحكومة العسكرية ضد الشعب.
ويتزامن نشر هذه الصور مع الاحتجاجات الحاشدة ضد الحكومة العسكرية بقيادة الرهبان البوذيين في عدد من المدن الكبرى، وعلى رأسها رانجون عاصمة البلاد القديمة، والتي اندلعت منذ عدة أيام ولا تزال مستمرة حتى الآن.
وقالت "الرابطة الأمريكية للتقدم العلمي" إن الصور تظهر أدلة على وجود قرى مدمرة ومحترقة، وعمليات تهجير قسرية للسكان، وارتفاع في حجم وعدد معسكرات المشردين في المناطق الريفية، فضلا عن تزايد في حجم الوجود العسكري وقواعده في شرق البلاد. بحسب ما نشرته صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية .
وأضافت أن هذه الصور تدعم الاتهامات التي توجهها الجماعات المنشقة،وجماعات حقوق الإنسان للحكومة العسكرية في ميانمار بشأن ارتكابها انتهاكات لحقوق الإنسان.
وأشارت المؤسسة إلى أنها وجهت عدسات أقمارها الصناعية الثلاثة صوب المدن في ميانمار، على أمل أن تنجح في التقاط صور تعطي معلومات جديدة عن المصادمات بين الجنود وحشود المتظاهرين ضد الحكومة بقيادة الرهبان البوذيين.
وقال لارس بروميلي مدير مشروع تكنولوجيا الفضاء وحقوق الإنسان الملحق بالمؤسسة: "النظام العسكري الحاكم طالما نفى شهادات وروايات اللاجئين الفارين من ميانمار بشأن الجرائم التي يرتكبها في الأقاليم المنعزلة عن العالم الخارجي".
كما أتاحت شبكات سرية من مواطنين معارضين يقومون بمهام التغطية الإخبارية تحت أعين جواسيس الحكومة في دولة ميانمار، التي تخضع للحكم العسكري للعالم تغطية لا سابق لها لأكبر احتجاجات مناهضة للمجلس العسكري في عقدين.
وفي ظل منع الصحفيين الأجانب من دخول البلد الذي يعد من أكثر البلدان انعزالا في العالم، تأتي معظم التغطية الإعلامية الدولية من مراسلين منفيين في دول مثل تايلاند والهند ومصادرهم السرية داخل البلاد.
وتضمن التقنية الحديثة من أحدث وصلات الانترنت والقمر الصناعي، إلى كاميرات الهواتف المحمولة عرض صور المسيرات الحاشدة، التي يشارك فيها رهبان ومدنيون ورد فعل قوات الأمن إزاءها على شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم خلال ساعات.
بالمقابل تساعد الولايات المتحدة في تمويل منظمات أخرى معارضة تقوم بجمع الأخبار من خلال برنامج دعم الديمقراطية الوطني، الأمر الذي يدعو الجنرالات الذين يحكمون البلاد إلى التأكيد بأن الاحتجاجات هي نتيجة تحريض من الخارج.
والى جانب وسائل الإعلام المعارضة، فلا توجد مصادر للأخبار داخل ميانمار سوى وسائل الإعلام الحكومية التي يسيطر عليها المجلس العسكري الحاكم بشدة.
منظمة الشفافية: ميانمار الأكثر فسادا في العالم
اشتركت الصومال وميانمار التي يحكمها الجيش وتشهد اضطرابات مدنية في احتلال ذيل قائمة مؤشر إدراك الفساد السنوي، الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية.
وتصدرت دول شمال أوروبا (الاسكندنافية) ونيوزيلندا، قائمة تصنيف الدول الذي يضم 180 دولة من حيث مستويات الفساد من رشاوى وتربح في القطاع العام.
ويدرج تقرير 2007 الدول في قائمة تتراوح الدرجات فيها من صفر (أعلى درجة فساد) إلى 10 نقاط (أعلى درجة شفافية)، ويعتمد التقرير على مؤشر مجمع من دراسات قام بجمعها خبراء ومصادر أعمال خلال العامين الماضيين.
وكانت أكثر الدول فسادا في القائمة ميانمار والصومال بتحقيق 1.4 نقطة يليهما العراق عند1.5 نقطة وهاييتي التي كانت في ذيل القائمة في العام الماضي عند 1.6 نقطة. ويكشف المؤشر عن ارتباط متبادل قوي بين الفقر والفساد، إذ أن %40 من الدول التي سجلت اقل من ثلاث نقاط، وهو ما يشير إلى تفشي الفساد هي دول حددها البنك الدولي كدول صاحبة اقل دخل في العالم.
ميانمار في أسطر
(تسمى أيضاً بورما)، هي إحدى دول جنوب شرقي آسيا ، في 1 أفريل 1937 انفصلت عن الإدارة الهند نتيجة اقتراع بشأن بقائها مع مستعمرة الهند، أو استقلالها لتكون مستعمرة بريطانية منفصلة, حيث كانت إحدى ولايات الهند المتحدة تتألف من اتحاد عدة ولايات هي بورما وكارن وكابا وشان وكاشين وشن, في 1940 كونت ميليشيا الرفاق الثلاثون جيش الاستقلال البورمي، و هو قوة مسلحة معنية بطرد الاحتلال البريطاني, و قد نال قادته الرفاق الثلاثون التدريب العسكري في اليابان, و قد عادوا مع الغزو الياباني في 1941 مما جعل ميانمار بؤرة خطوط المواجهة في الحرب العالمية الثانية بين بريطانيا و اليابان, في يوليو 1945, بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء أعادت بريطانيا ضمها كمستعمرة, حتى أن الصراع الداخلي بين البورميين أنفسهم كان ينقسم بين موال لبريطانيا و موال لليابان و معارض لكلا التدخلين, و قد نالت استقلالها أخيراً سنة 1948 م وانفصلت عن الاستعمار البريطاني. ويختلف سكان بورما من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة ، ويتحدث أغلب سكانها اللغة البورمانية ويطلق على هؤلاء (البورمان )، وباقي السكان يتحدثون لغات متعددة ،ومن بين الجماعات المتعددة جماعات الأركان ، ويعيشون في القسم الجنوبي من مرتفعات ،أركان بوما وجماعات الكاشين وينتشر الإسلام بين هذه الجماعات .
تحد بورما من الشمال الشرقي الصين ، وتحدها الهند وبجلاديش من الشمال الغربي ،وتشترك حدود بورما مع كل من لاوس وتايلاند ،أما حدودها الجنوبية فسواحل تطل على خليج بنغال والمحيط الهندي ويمتد ذراع من بورما نحو الجنوب الشرقي في شبه جزيرة الملايو ،وتنحصر أرضها بين دائرتي عشرة شمال الاستواء وثمانية وعشرين شمالا ولقد احتلت بريطانية بورما في نهاية القرن التاسع عشر وحتى استقلالها1948
وتبلغ مساحتها ستمائة وثمانين ألفاً من الكيلو مترات المربعة ، وعاصمة بورما رانجون .تحد المرتفعات بورما من الغرب، حيث جبال أركان وهضبة شين وترتفع أرضها في الشرق نحو تايلاند ولاوس حيث توجد هضبة التوائية ، وأهم أنهارها ايراوادي ويجري في وسط البلاد من الشمال إلى الجنوب في وسط أرض سهلية وقسم من نهر سلوين قرب حدودها الشرقية . أحوالها المناخية تتدرج تحت النظام الموسمي ، وتقل حدة الحرارة في الشمال أما الجنوب فحار رطب وتسوق الرياح الموسمية الجنوبية الغربية أمطارها فتتساقط في الصيف بكميات وفيرة .
بورما بلد زراعي يعيش ثلاثة أرباع أهلها على الزراعة ويعمل بالزراعة 43% من القوة العاملة ، ابرز حاصلاتهم الأرز وهو الغذاء الأساسي لمعظم سكانها ، ويفيض عن حاجتها وتصدر منه كميات كبيرة وتحتل المكانة الرابعة في تصدير الأرز بين دول العالم إلى جانبه يزرع الذرة والبذور الزيتية ، ثم المطاط وقصب السكر والشاي ، وتشغل الغابات مساحة واسعة تزيد غلى نصف البلاد ولهذا يعتبر الخشب الجيد من أهم صادراتها هذا إلى جانب بعض المعادن مثل والرصاص والأنتيمون والبترول .
اللغة الرسمية: البورمية
العاصمة: رنغون
الحكومة: حكم استبدادي عسكري
المساحة: 678500كلم2
السكان: المجموع (2003):
- الكثافة السكانية مصنف 27 عالميا
42 510 537 ن.
62 ن/كلم2
أعلان الجمهورية: 4 جانفي 1948


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.