لقي عشرات الأشخاص أغلبهم من المدنيين حتفهم و جرح العديد منهم أمس في تفجيرين إرهابيين بواسطة سيارتين ملغومتين ببن عكنون و حيدرة بأعالي الجزائر العاصمة صادفت احتفالات الجزائر بذكرى 11 ديسمبر 1960. وقد وقع الانفجار الأول في حوالي الساعة التاسعة صباحا أمام في شارع 11 ديسمبر 1960 حيث انفجرت سيارة مفخخة من نوع بيجو بالقرب من مقر المجلس الدستوري أدت حسب مصادر طبية إلى مقتل ما لا يقل عن 60 أشخاص و جرح أكثر من 50 آخرين من بينهم طلبة جامعيون كانوا داخل حافلة لنقل طلبة جامعتي بن عكنون و بوزريعة. وقد أدى الانفجار إلى تدمير حافلة الطلبة في حين تحطم زجاج حافلة ثانية لنقل الطلبة تابعة لشركة تاحكوت . كما أصيب العديد من الراجلين و السيارات المتوقفة و تلك التي كانت تسير في الطريق المؤدي باتجاه الابيار فضلا عن البنايات و المرافق المجاورة لاسيما الممتلكات الخاصة. أما الاعتداء الثاني الذي اقترفته انتحاري يقود سيارة صغيرة يعتقد أنها كانت تجر خزان أكثر من 200 كلغ من المواد المتفجرة فقد استهدفت مكتب للمفوضية السامية للاجيئين بحيدرة فقد أحدث أكبر عدد من الضحايا و خلف دمارا هائلا لاسيما انهيار مكتب المفوضية و كذا واجهات المباني المجاورة و المحلات. وقد وقع التفجير في حي معروف بإيوائه العديد من المقرات و الاقامات الرسمية و الدبلوماسية حيث تعرض مكتب برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة الذي يقع في الجانب الأخر من الشارع أمام مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لإضرار جسيمة. و خلال ندوة صحفية عقدها مساء الامس أوضح وزير الداخلية السيد يزيد زرهوني أن الهجوميين الإرهابيين خلف حصيلة مؤقتة بلغت 22 قتيلا ، 12 بحيدرة و 10 ببن عكنون ، كما خلفت 177 جريحا من بينهم 5 طلبة بقي 47 منهم في المستشفى . و أوضح السيد زرهوني الذي نسب الاعتداءين إلى تنظيم الجماعة السلفية للدعوة و القتال أو ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي أنه تم تحديد الحصيلة الى غاية الساعة الرابعة زوالا . وقال أيضا أن تفجير بن عكنون استهدف مقر المجلس الدستوري بناء على معلومات و معطيات تحصلت عليها قوات الامن من خلال عناصر ارهابية تم توقيفها مؤخرا . و اوضح ان اعتداء بن عكنون خلف وفاة ثلاثة رعايا اسيويين كانوا مارين امام المجلس الدستوري في حين أدى اعتداء حيدرة الى جرح سينيغاليان و سيدة لبنانية. أما مصادر دبلوماسية أفادت ان تفجير حيدرة أدى الى وفاة مواطن امريكي و أخر صيني و ثالث في عداد المفقودين . وفور الحادث الدموي، قال متحدث باسم الأممالمتحدة للشروق اليومي بأن أحد العاملين بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين قتل وأن موظفا آخر في عداد المفقودين كما ان الاممالمتحدة بما في ذلك عدة وكالات مثل صندوق رعاية الطفولة لها عدد اجمالي يبلغ 19 موظفا دوليا و115 من العاملين المحليين الذين يعملون في الجزائر وهم لا يعملون بالضرورة في المكاتب التي أصيبت في الانفجار. من جهته أكد رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم بان اعتداء حيدرة خلف ضحيتين أجنبيتين و ثالثة في حالة خطيرة مشيرا الى ان الحكومة قد شكلت خلية ازمة لمتابعة خلفيات الهجومين . كمال منصاري
