صورة من الأرشيف تيزي وزو بومرداس والبويرة في مقدمة الأهداف * كثفت قيادة تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمارة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) من عمليات الاختطاف مقابل طلب فدية منذ بداية السنة الجارية بشكل لافت، تجاوزت "المعدل التقليدي" لهذا النوع من العمليات الذي تبناه التنظيم منذ سنة 2005. ويؤكد متتبعون للشأن الأمني أن هذه الخطة التي تبناها التنظيم الإرهابي تمتد على 3 أهداف، لكن انعكاساتها ستكون سلبية على مستقبل التنظيم الإرهابي. * ويفيد متابعون للشأن الأمني أن هذه الاختطافات تأتي تعويضا لشبكات الدعم والإسناد التي تم تفكيكها والقضاء على أهم قنوات ومصادر الدعم المالي، لتلجأ قيادة درودكال إلى الحل الأسهل لتحصيل المال، وإن كان ذلك برأي مراقبين سيقضي على ما تبقى من العناصر العملياتية النشطة في الخلية المكلفة بالاختطافات، وتؤدي برأي هؤلاء عمليات السلب والابتزاز إلى التعجيل بزوال التنظيم على خلفية أن الدعم هو مصدر استمراريته. * * تمركز الاختطافات في "المنطقة الثانية" يعكس خيار القيادة وحاجتها الملحة للسيولة المالية * وتشير تحاليل أمنية لسلسلة الاختطافات الأخيرة، أن هذا النوع من العمليات سيؤدي إلى تعميق القطيعة بين المواطنين الذين كانوا يشكلون في فترة معينة مصدر تمويل لهذا التنظيم الإرهابي، ويعمق بشكل خاص القطيعة مع منطقة القبائل التي تشكل القاعدة الخلفية لتنظيم "الجماعة السلفية" منذ تأسيسها عام 1998، وتعد المعقل الرئيسي للإمارة الوطنية. * واللافت من خريطة الاختطافات الإرهابية، أنها تتمركز بولايتي ببومرداس وتيزي وزو، أو فيما يسمى "المنطقة الثانية"، حيث تتواجد القيادة، ما يعكس خيار القيادة في تبني الاختطافات والاستفادة مباشرة من الغنائم، وهو ما يعد مؤشرا على صعيد آخر على وجود شعور لدى القيادة بأنها محاصرة وبحاجة من جهة أخرى إلى سيولة مالية في أقرب وقت. * لكن المراقبين لا يستبعدون أن تكون سلسلة الاختطافات أيضا تمهد لمرحلة قادمة تشهد "موجة" توبة قياديين و"أمراء" في "الجماعة السلفية"، حيث لا يستبعد أن يسلم أمراء محليون أنفسهم بعد حملة ابتزاز وتحصيل الأموال قبل تسليم أنفسهم والاستفادة من تدابير المصالحة. وكان مجلس قضاء تيزي وزو قد أعاد محاكمة أمير إرهابي كان قد سلم نفسه بعد أن توصلت التحقيقات الأمنية في قضايا الاختطاف إلى أنه كان الرأس المدبر لها أشهرا وأسابيع قبل تسليم نفسه. * وتفيد المعطيات المتوفرة لدى "الشروق اليومي" أن التنظيم الإرهابي حصل على ما لا يقل عن 3.5 مليار في عمليات الاختطاف الأخيرة خلال شهر جوان فقط. * ودرجت قيادة تنظيم "الجماعة السلفية"، منذ تولي عبد المالك درودكال إمارة الجماعة، على تنفيذ سلسلة من الاختطافات التي استهدفت الأثرياء والمقاولين وأصحاب الحانات، على وجه الخصوص في منطقة القبائل. * * 4 اختطافات في شهر جوان ببومرداس وتيزي وزو * وسجلت في شهر جوان 4 عمليات اختطاف استهدفت مقاولا بدلس ببومرداس، إضافة إلى صاحب المركب السياحي بزموري الذي تم الإفراج عنه بعد تسديد 3 ملايير سنتيم، ومقاول بالثنية، حيث طالب الخاطفون عائلته بدفع 30 مليون دج، ويجهل مصيره، إضافة إلى صاحب حانة بتيزي وزو الذي تم الإفراج عنه بعد تسديد مبلغ 80 مليون سنتيم، ومقاول بمنطقة واسيف بولاية تيزي وزو دفع حوالي 400 مليون سنتيم، لتصل قيمة الفدية التي تحصل عليها درودكال إلى أكثر من 3.5 مليار سنتيم. * ويشتغل المحققون في هذا الملف على احتمال تحويل المختطفين في نواحٍ قريبة من بومرداس قد تكون "سيدي يحيى" القريبة من بوظهر بسي مصطفى. * وكان وزير الداخلية يزيد زرهوني قد كشف بالأرقام خلال إجابته عن أسئلة شفوية لأعضاء بمجلس الأمة، حيث أفاد بأن الجماعات الإرهابية سلبت ما مقداره 20 مليار سنتيم في 115 عملية اختطاف نفذتها خلال سنة 2007. وكشف زرهوني حينها أن مجموع حالات الاختطاف المسجلة خلال السنة الماضية، والمقدرة ب 375 عملية، منها 260 حالة متعلقة بالحق العام، وهي من تنفيذ عصابات. * ويبقى أن عدد الحالات التي تقف وراءها الجماعات المسلحة من مجموع ما سجل خلال سنة 2008 هو 115 حالة، حاول فيها المتشددون تحصيل 600 مليار سنتيم.