كشفت دراسات أجرتها مختلف القطاعات الصحية التابعة لمديرية الصحة العسكرية بوزارة الدفاع الوطني عن حجم التحدي الكبير الذي واجه قطاع الصحة العسكرية خلال العشرية السوداء، حيث أثبت الأطباء والجراحون تحديا كبيرا في مواجهة الآلة الإرهابية التي خلفت مئات الجرحى في صفوف أفراد الجيش الوطني الشعبي الذين كانوا في مواجهة فلول الجماعات الإرهابية. * * أطباء جزائريون واجهوا الآلة الإرهابية متحدين فظاعة الإصابات * * واعتبرت الدراسات التي قامت بها مصالح الطب العسكري للقطاعات المختلف أن الإصابات بالانفجارات الناجمة عن إصابات بالرصاص أو استعمال المتفجرات كالقنابل وكذا الألغام المضادة للأفراد كانت تشكل أغلب تدخلات الصحة العسكرية. * * نسبة المصابين بالمتفجرات على مستوى الصدر تشكل 42 بالمائة من نسبة الإصابات * * وتأتي في مقدمة الحالات المستعصية التي تكفل بها الجراحون التابعون للصحة العسكرية، الإصابات الصدرية الناجمة عن إطلاق الرصاص أو الانفجارات، والتي شكلت تحديا كبيرا واعتبر هذا النوع من التدخلات الطبية والجراحية بمثابة العقبة الكبيرة، خاصة وانه يتطلب عناية طبية دقيقة، إضافة إلى التكفل الدقيق بعد إتمام التدخلات الجراحية، وتؤكد الدراسة التي أجراها المستشفى العسكري الجامعي بوهران بين سنتي 1992 -2005 أن الإصابات الصدرية بالمتفجرات شكلت 42 بالمائة من أصل مختلف الإصابات، وقد شملت الدراسة 368 حالة، ما يعادل 26 بالمائة من الإصابات بالانفجارات والطلقات النارية، وقد خضع هؤلاء لعناية طبية دقيقة، وشكل الرجال ما نسبته 97 بالمائة من المصابين، وقد تطلبت التدخلات في هذه الحالات سرعة كبيرة تفاديا للموت. كما شكلت الإصابات على مستوى العين حالات أخرى للإصابات التي سجلت خلال العشرية السوداء، فقد واجه الأطباء والجراحون أيضا صعوبات كبيرة في التكفل بالمصابين بالمتفجرات والعيارات النارية، إذ أكدت دراسة ثانية قامت بها مصلحة طب العيون التابعة للمستشفى العسكري بالعاصمة والتي امتدت من سنة 1993 إلى 2002 وأجريت عبر مرحلتين والتي شملت 946 حالة، أن هذا الحالات تطلبت أيضا متابعة دقيقة وتكفلا طبيا مستمرا من أجل الاستطباب وتحسن حالة المصابين. * وشكلت الإصابات خلال تفجيرات الألغام أيضا حالات أخرى للتكفل بالجرحى، وأكدت دراسات أخرى في هذا المجال والتي تم عرضها أمس، بنادي الجيش الوطني الشعبي، أن هذا النوع يتطلب متابعة مستمرة وعلاجا طويل المدى، خاصة وان هذا النوع من الإصابات يتطلب بتر بعض أعضاء الجسم، وقد تمكن الجراحون الجزائريون في هذا المجال من تحقيق نتائج معتبرة، حيث انتقلت نسبة نجاح العمليات الجراحية المختلفة من 66 بالمائة سنة 2003 إلى 74 بالمائة سنة 2004، لتقفز نسبة نجاح العمليات إلى 84 بالمائة سنة 2006. * وتؤكد دراسات أخرى أجريت على مستوى بعض المستشفيات العسكرية أن الأسباب الأولى للوفيات في حالات الإصابات خلال الأعمال الإرهابية المختلفة كالتفجيرات والعيارات النارية سببها النزيف الدموي الحاد، إذ أن بعض الجرحى، يتم التكفل بهم وهم في حالة تأخر نوعا ما، أو أن يتعرض الجرحى لالتهابات حادة، بسبب نوعية الإصابات، ورغم ذلك، إلا أن الجراحين يبذلون جهودا كبيرة في التكفل ومعالجة المصابين.