بعد أن بلغنا خبر وجود هاٍو في جمع المستحثات البحرية والمتحجرات في قرية ثالا مقران بأعالي تيزي غنيف تنقلنا إلى عين المكان، أين التقينا بالشاب محمد بلقاسمي الذي ضرب لنا موعدا في دويرة من طوب على الطراز القبائلي جمع فيه مجموعة من الأغراض التقليدية محاطة بأكثر من مائة قطعة أثرية لمّها رفقة ابنه الصغير الفضولي هو الآخر من حقول المنطقة، مستعملا أدوات بسيطة كلما سنحت له فرصة البحث والتنقيب. وقد راودته فكرة جمع هذه المستحثات من فترة أدائه الخدمة العسكرية عام 1997 بمنطقة عين الصفراء في ولاية النعامة، بعد أن أثار انتباهه رفقة زملائه مناظر متحجرات قام بإحضار قطع منها إلى بيته ليبدأ بذلك رحلة البحث عن الحفريات المحفوظة في صخور المنطقة أو المطمورة تحت تحللها خلال الأحقاب الزمنية دون استشارة أحد من العارفين بخباياها، بل تعرف عليها من خلال كتب الجيولوجيا التي اقتناها خصيصا لهذا الغرض، بعد أن زاد إصراره على اكتشاف هذا المجال، حيث كشف لنا المتحدث عن قطع تحوي مستحثات نباتية وأخرى حيوانية منها نجم البحر والأقحوان، هذا تأكيد لأبحاث أحد أساتذة مادة علوم الطبيعة والحياة الفرنسي "برونال" الذي كان يدرس في متوسطة وارزالدين عاشور بوسط مدينة تيزي غنيف في سبعينات القرن الماضي، والذي وضح بعد اتصالات مع جيولوجيين في مخابر فرنسية أن المنطقة كانت بحرية، وأقام على إثر ذلك متحفا صغيرا بالمؤسسة حوى مستحثات، حيوانات ونباتات مختلفة، وفي مجرى الموضوع وتزامنا مع شهر التراث يأمل المتحدث أن توفد المديرية الوصية بولاية تيزي وزو جيولوجيين يتولون تحديد عمر هذه الحفريات، وفي قلبه رغبة إنشاء متحف تقليدي بقريته للمساهمة في تطوير الثقافة المحلية خاصة والوطنية عامة وذلك بالمشاركة في المعارض المبرمجة لهذا الغرض.