هذه الصور لم تحرك بعض الضمائر الميتة في الوقت الذي تناسى فيه أجناس مختلف دول وعواصم العالم باختلاف دياناتهم ولغتهم وانتسابهم الفكري والمذهبي (عيدهم) الأوحد والوحيد وأضخم احتفالات العام وأحلاها وألذها لديهم، عيد رأس السنة الميلادية، وراحوا يجوبون الشوارع العظمى والساحات الكبرى، لمختلف عواصم الدول الأوربية والأمريكية والآسيوية، في تظاهرات تنديدية لم تخل من شعارات الإستنكار والرفض للممارسات الصهيونية والجرائم الإسرائيلية البشعة المرتكبة خلال اليومين الأخيرين، في حق أبناء قطاع غزة بفلسطين المحتلة، ومطالبتهم بإدانة إسرائيل وسحب سفاراتها، كما حدث بفرنسا وانجلترا وبلجيكا وغيرها. * ملاه توسّع دائرة النشاط وفنادق ترخص للدعارة * وفي الوقت الذي غرق فيه المسؤولون والحكام العرب في عبارات الشجب والتنديد (القول من دون فعل)، وبالرغم من أن بعض شبابنا أبدى استنكارا وامتعاضا كبيرين لهذه الخرجة الصهيونية الدنيئة، راح غالبية شباب وشابات مدينة عنابة، وحتى عشرات الولايات المجاورة بشرق البلاد، يصنعون من هذا الحدث المأساوي (نكتة) العام الجديد، وذلك في أجواء من السكر العلني والسري، إذ (غيّب) شباب الجهة ما يحدث بغزّة من كوارث إنسانية وراحوا في سباق محموم نحو التحضير للإحتفالات الصاخبة لرأس السنة الميلادية، سيما وأنها توافقت هذا العام مع عطلة نهاية الأسبوع. وعلى اعتبار أن عنابة تنام على ترسانة واسعة من الملاهي والمراقص الليلية، الممتدة عبر شريط واسع من محيط الولاية، إلى جانب تورّط عديد الفنادق والمراقد في هذه المعادلة الجنسية، شجّع المئات والآلاف من أبناء ولايات شرق البلاد، على (الحج) نحو مدينة عنابة، حاملين معهم أموالا ضخمة بالعملتين الوطنية والصعبة، إلى جانب فتيات وعوانس وقصّر ومطلقات وعاهرات متمرسات، وذوات خبرة في ميدان العهر والرقص الفاضح والدعارة العلنية (الرسمية) وبالرغم من الأجواء الباردة التي تميّز مدينة عنابة خلال هذه الأيام، إلا أن ذلك لم يمنع هؤلاء من ممارسة (حقهم) في التمتع بليلة رأس السنة الميلادية، والزائر إلى مدينة عنابة خلال هذه الأيام، يحسّ وكأنه يدخل إلى عاصمة تستعد لاحتضان حدث كروي هام، من شأنه أن يجمع شتات العالم، على اعتبار الوجوه الجديدة التي تصنع الشارع العنابي هذه الأيام ومن الجنسين، زيادة على اكتظاظ وتأزم حركة المرور، بعد أن ضاقت الشوارع بآخر ماركات السيارات ومن مختلف الولايات، تنبعث منها رائحة زجاجات الخمر وفوضى الجنس والدعارة، التي يبدو أنها تصبح مشروعة شرعا ووضعا في مثل هذه المناسبات، وبتواطؤ من جهات يصعب ذكرها، يمكن لأي كان أن يلاحظ (الزخم) والفوضى الحاصلة، على أبواب المراقد الليلية المنتشرة بوسط المدينة، كما يمكنه أن يشاهد المشاهد المشبوهة المسكوت عنها لأسباب تبقى مجهولة وغامضة لحدّ الساعة، إذ يكاد يتراءى للمارة صور الجنس والإباحة، ويكاد أن يصل لآذانهم أصوات مثل هذه الأمور، التي يقولون بأنها ممنوعة بسلطة القانون داخل الهياكل الفندقية والمؤسسات التي تسمى (عبثا) سياحية، وأما بالملاهي والمراقص، فقد تجاوزت الأوضاع الحدود المعقولة، في الوقت الذي تمّ فيه استيراد راقصات وعاهرات من داخل الوطن وخارجه، رغبة في استقطاب أكبر عدد من زبائن الملذات الموسمية، الذين باتوا يرحلون نحو الجارة تونس بسبب انهيار بورصة (اللذة) على خلفية الأزمة العالمية. *