لا زال سكان ولاية الوادي ينتظرون بفارغ الصبر، ترقية مطار قمار لدولي بشكل دائم، رغم الوعود الكثيرة التي أطلقها عديد المسؤولين منذ سنوات، لكن بقيت حبر على ورق، ورغم برمجة رحلات الحجيج لهذه السنة من المطار المذكور، وبرمجة رحلة نحو العاصمة التونسية تم إلغائها خلال العام الماضي، إلا أنه لا مؤشرات حقيقية لترقية المطار لمطار دولي. يأتي مطلب سكان الوادي بفتح خط جوي نحو فرنسا بشكل خاص في مقدمة الأولويات، خاصة وأن عدد مهم من سكان الوادي يستقرون في عدد من المدن الفرنسية كستراسبوغ، والضواحي الباريسية وليون، وكانت الجوية الجزائرية حسب عدد من القائمين على قطاع النقل، مازالت تدرس فتح خط بين الوادي وإحدى المدن الفرنسية الثلاثة منذ سنوات، لكن لا شيء تحقق على أرض الواقع، وأمام هذا الوضع تضطر العائلات السوفية القاطنة في فرنسا، إلى السفر عبر مطاري بسكرةوباتنة، أو مطار توزر نفطة في تونس الشقيقة، ويصبح المشكل أكثر حدة عندما يتعلق بنقل جثث الموتى، حيث تعاني أسرهم لأيام من أجل استكمال الإجراءات واستقبال توابيتهم عبر مطاري باتنة أو بسكرة، وتشير الإحصائيات الرسمية أن 70 بالمئة من المسافرين عبر الرحلة الجوية بين مدينتي ليون وبسكرة ينحدرون من ولاية الوادي. وما زاد من ضرورة فتح خطوي جوي دولي من مطار قمار بالوادي، الحاجة إليه في مجال تصدير المنتوجات الفلاحية، وظهرت جليا الحاجة الملحة لذلك في فصل الشتاء المنقضي، عندما توسعت مبادرات الفلاحين في الولاية لتصدير الطماطم والبطاطا، والتي وصلت أسعارها في التصدير إلى نحو 5 أورو للكيلوغرام الواحد أي 650 د ج، وهو ما قلص من الخسائر المالية التي تكبدها فلاحو الولاية، وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد أمر بتسريع إجراءات فتح ممر للتصدير من مطار قمار، لكن ورغم قرار المسؤول التنفيذي الثاني في البلاد إلا أن لا شيء تجسد على أرض الواقع، ومازال فلاحو الوادي الراغبين في التصدير إجراء العملية المذكورة، عبر ميناء قابس بتونس والتي تم تعطيلها بفعل المشاكل التي وقعت على الحدود الجزائرية التونسية مطلع الشهر الجاري، ومنع تصدير عشرات القناطير مع البطاطا. كما يترقب القطاع السياحي فتح خط دولي من مطار قمار الوادي الدولي، لتنشيط حركة السياحة الصحراوية التي سيبدأ موسمها قريبا، الخريف المقبل، خاصة بعد أن تدعمت المرافق السياحية بمركب الغزالي الذهبي، الذي تضاعفت معه الطاقة الاستيعابية للمرافق الفندقية، لأكثر من الضعف، في حلحلة الحركة السياحية في الولاية، وإعادتها لسابق عهدها لما كانت عليه قبل العشرية السوداء، أين كانت رمال وادي سوف تستقطب المئات من السياح الأوربيين كل شتاء، ويعتبر المهتمون بقطاع السياحة في الوادي أن فتح خط جوي مباشر سيساهم في رفع أعداد السياح، وزيادة الطلب على وجهة الوادي، ويرى متعاملون في المجال السياحي أن الاسترتيجيات الجديدة التي تعتمد عليها الحكومة، في تدعيم الصادرات خارج المحروقات، والتعويل على السياحة كمورد هام للعملة الصعبة يستلزم الاهتمام بالبنية التحتية المرافقة في المجال السياحي. وكان مطار قمار قد برمجت فيه الخطوط الجوية الجزائرية خلال السنة الماضية رحلتين منتظمتين إلى مطار تونسقرطاج الدولي، لكن ضعف الإقبال على الرحلة قد دفع بالشركة لإلغاء الخط. يذكر أن مطار قمار بولاية الوادي كان قد استفاد من كل الإجراءات الأمنية التي تشترط في المطارات الدولية خاصة شاحنات الإطفاء وغيرها من الشروط.