فاز رئيس الوزراء الصربي ألكسندر فوتشيتش في الانتخابات الرئاسية منذ الدورة الأولى التي جرت، الأحد، والتي تغلب فيه على عشرة منافسين اتهموه خلال الحملة الانتخابية بأنه يقود البلاد إلى حكم استبدادي. وبحسب تقديرات مؤسسة ايبسوس لاستطلاعات الرأي، فإن فوتشيتش (47 عاماً) حصل على 55 في المائة من الأصوات متقدماً بفارق شاسع عن أقرب منافسيه مرشح وسط اليسار ساسا يانكوفيتش الذي حصل على حوالي 16 في المائة من الأصوات، يليه لوكا ماكسيموفيتش الذي حصل على 9.3 في المائة من الأصوات. وفوتشيتش الذي تسلم رئاسة الحكومة عام 2014، هو قومي متشدد تحوّل إلى الوسطية وتقرّب من الإتحاد الأوروبي، وهو يتمتع بنفوذ قوي داخل حزبه التقدمي، وبشعبية واسعة في البلاد. ومساء الأحد، رحب فوتشيتش ب"الثقة الهائلة" التي منحه إياها الناخبون الذين "أظهروا في أي طريق تريد صربيا أن تسير: مواصلة الإصلاحات، الطريق الأوروبي، وفي نفس الوقت الحفاظ على علاقاتنا مع روسيا والصين". وخلال الحملة الانتخابية اتهمت المعارضة المفككة والضعيفة رئيس الوزراء بانتهاج خط تسلّطي، الأمر الذي اعتبره فوتشيتش "سخيفاً". ومنصب الرئيس في صربيا يعتبر إلى حد كبير فخرياً، لكن فوز فوتشيتش سيعيد إليه الأهمية كما كانت عليه الحال خلال عهد الليبرالي بوريس تاديتش (2004-2012). وحقق فوتشيتش نجاحاً اقتصادياً خلال توليه منصب رئيس الوزراء منذ عام 2014، حيث سجلت البلاد نمواً بلغ 2.8 في المائة العام الماضي إضافة إلى تسديد الديون العامة. لكن المواطن الصربي العادي ما زال يكسب حوالي 330 أورو شهرياً، في حين أن معدل البطالة مستمر في الارتفاع ووصل إلى أكثر من 15 في المائة. وقالت ميليانا وهي امرأة متقاعدة تبلغ 65 عاماً بعد الإدلاء بصوتها: "مع فوتشيتش البلاد تذهب في الاتجاه الصحيح، وستستمر بالتقدم لأنه رجل نزيه". إلا أن دارينكا كونستانتينوفيتش كان لها رأي آخر إذ اعتبرت أن صربيا تحتاج إلى تغيير مسارها. وقالت لوكالة فرانس برس بعد الاقتراع: "الشبان أقنعوني بأن لا مستقبل لهم إلا إذا قمنا بتغيير شيء ما، لذا قمت بالتصويت للتغيير". معارضة مشرذمة وقال المرشح القومي اليميني المتطرف فويسلاف شيشيلي، أن "السلطة يجب ألا تتركز بأكملها بين يدي رجل واحد هو ألكسندر فوتشيتس" الذي يشغل منصب رئيس الحكومة منذ 2014. ويشاطره الرأي المرشحان المواليان لأوروبا الليبراليان فوك يريميتش وساشا يانكوفيتش. لكن فوتشيتس قال حين جاء للتصويت مع ابنته، إن هذه الاتهامات التي توجهها إليه المعارضة "مضحكة"، مضيفاً "سأحترم دستور صربيا". ويُتهم فوتشيتس بالنزوع إلى التسلط، الأمر الذي يجد أصداء لدى الناس على غرار ميخايلو، سائق الأجرة البالغ 59 عاماً ولم يعد يريد "أن تبقى السلطة في يدي سياسي واحد". ولكن فوتشيتش سخر من عجز المعارضة عن التصدي لنفوذه في البلاد متهجماً عليها بقسوة، واتهمها "بتلقي ملايين الأوروهات من دول أجنبية". وقال خلال تجمع انتخابي، أن "العشرة الذين يتحدون ضد واحد.. يريدون وقف تطور بلدنا وإعادته إلى الماضي ليتمكنوا من ملء جيوبهم". ونشرت الصحف الوطنية، الخميس، اليوم الأخير للحملة، بإجماع شبه تام على صفحاتها الأولى إعلاناً مدفوع الثمن يقول: "في 2 أفريل امنحوا صوتاً حازماً لألكسندر فوتشيتس". أما يانكوفيتش الذي منحه توليه منصب وسيط الجمهورية سابقاً احترام الطبقة الوسطى المدنية الليبرالية، فأكد تعرض مواطنين للتخويف لحضهم على التصويت لصالح فوتشيتس. كما حذرت المعارضة من التزوير الانتخابي خصوصاً في صفوف الأقلية الصربية في كوسوفو (120 ألف شخص) التي تؤيد شخصياتها الرئيسية الحزب التقدمي الصربي.