يتفنن المصلون في كل مرة في ابتكار عادات واختلاق ظواهر جديدة في صلاة التراويح لم يسبق أن عرفتها بيوت الله، فبعد تحويل المسجد إلى ملتقى للتجمعات النسائية والسهرات الرمضانية وروضة للأطفال، أصبح حجز أماكن استراتيجية الشغل الشاغل للمصلين، متبعين وسائل عدة لتحقيق ذلك. قد تفاجأ حتما وأنت تغادر المسجد بعد صلاة المغرب من تصرفات بعض المصلين الذين يخلفون وراءهم هواتف نقالة قارورة مياه معدنية مجمدة، سجادة، مفتاحا، مصحفا أو حتى كرسيا بلاستيكيا، وتعتقد أن الأمر متعلق بنسيان بعض الأغراض، غير أن الدهشة تزول تماما عندما تجول بنظرك فالأمر ليس متعلقا بحالة نسيان جماعية، فالمتعودون على أداء صلاة التراويح يدركون أنه يتعلق بفئة تعودت على حجز أماكن vip داخل المسجد في الصف الأول، والبعض يفضل حجز مكانه بالقرب من المكيف لتفادي الحرارة خصوصا بالنسبة إلى الحريصين على تأدية الصلاة كاملة، فيما تحب فئة أخرى حجز مكانها بالقرب من الجدار كي يتسنى لهم الاستراحة بالاتكاء عليها. وتتسبب هذه الظاهرة في كل مرة في إحداث فوضى بين مصلين يرفضون الصلاة في أي مكان آخر غير ذلك الذي تعودوا على الصلاة فيه، فالبعض يقول هذا مكاني منذ 40 سنة. وهناك من يقول هذا مكاني منذ 50 سنة وقد واظبت على الصلاة فيه وليس بإمكانهم السماح لأي شخص آخر الصلاة فيه. من جهته، استنكر أستاذ العلوم الشرعية وإمام مسجد عمر بن الخطاب بالرغاية، الشيخ محمد سعيود، بشدة هذه السلوكات التي لا تليق بالمسلم والإسلام وتكون مبعثا للفتن والشجارات داخل بيوت الله حول المكان ومن قدم أولا، ومع أن الأئمة يحرصون في كل مرة من خلال الدروس على التنبيه والتذكير بآداب بيوت الله لكن بعض المصلين لا يرتدعون. فهناك من ابتدع ظاهرة الصلاة فوق الكرسي وهو ليس مريضا بل حجته الوحيدة التعب وهو ما يضايق المصلين قبله وخلفه. وهو ما أكده الدكتور في العلوم الشرعية، محمد بلغيث، فالمسجد لا يحجز المكان فيه ولا توجد أماكن بأسماء أشخاص معينين ولا يصح ذلك فمن يأتي الأول يجلس في المكان الأول، فليس من المعقول حجز الأماكن من صلاة المغرب إلى التراويح أو حجزها في صلاة الفجر للجمعة فهذا التصرف يقول الشيخ بلغيث غير جائز وليس من أخلاق المسجد.