تأسفت المخرجة باية الهاشمي عن عدم تمكنها من مشاهدة الفيلم، لكنها في ذات الوقت بدت متفاجئة أن يخرج الفيلم بخفي حنين من كان بعد كل تلك الضجة التي أثيرت حوله في المهرجان، فيما أرجع البعض خروج بوشارب من كان فارغ اليدين إلى الضغوط التي مارسها الإعلام الفرنسي على لجنة التحكيم التي عجزت عن إخماد النقاش، الذي كان من الممكن أن يذهب بعيدا، خاصة وأن منطقتي كان ونيس والجنوب الفرنسي عموما معروفة بانتشار الأقدام السوداء وأنصار اليمين المتطرف. قال جمال حازورلي أنه وبرغم كل ما يقال حول استقلالية لجنة التحكيم، إلا أن حضور مدير المهرجان إلى جانب اللجنة كانت له كلمته، مضيفا أن فرنسا اليوم وعلى عكس ما كان سائدا في السبعينيات صارت أقل تقبلا للنقاش حول ماضيها الاستعماري أمام صعود التيارات المتطرفة بشكل غير مسبوق، وحسب ذات المتحدث فإن خروج بوشارب من كان فارغ اليدين ليس خسارة أو هزيمة، لكنه استطاع أن يثير النقاش حول الذاكرة الثورية بين الجزائروفرنسا ويذهب بعيدا، لأن الجوائز الحقيقية يمنحها الجمهور في القاعات. أما بشير درايس فقال "لو كان خارجون عن القانون الأحسن أكيد كان سيحصل على جائزة، لأن السياسة ليست عاملا مهما إلى هذا الحد في المهرجان الذي يجمع مختلف الجنسيات وعلينا أن نتقبل الخسارة". الصادق بخوش، ذهب إلى أبعد من ذلك عندما أكد أن "فيلم بوشارب لم يكن منذ البداية في حساب الجوائز والضجة التي أثيرت حوله كانت حملة مدروسة ومسبقة من أجل تسويقه في القاعات، لأن عدة جهات كانت مشاركة في إنتاجه وتمويله وكذلك للتغطية على تمرير فيلم "رجال وآلهة"، الذي يدين الجزائر ويشوه التاريخ، وأكد بخوش أن فرنسا من غير المعقول أن تمول فيلما يكون ضد مصالحها، لذا فهو جد مقتنع أن الفيلم في تفاصيله وعمقه لا يدين فرنسا تماما.