على بعد بضعة أسابيع، من بلوغه سن الخمسين، فقد الداعية عمرو خالد، في الآونة الأخيرة، الكثير من بريقه، بسبب مواقفه السياسية المتباينة، والتي زادتها الأزمة الخليجية تعقيدا. عمرو خالد الذي قال في حوار سابق للشروق وأكد ذلك دائما في حواراته وخرجاته، بأنه غير مهتم بالسياسة، ويتركها لأهلها، أبى إلا أن يدلي بدلوه في الفتنة التي حدثت بين قطر وبقية دول الخليج العربي رفقة مصر، حيث غرّد على حسابه الشخصي على تويتر، بأنه يدعم قرار بلاده بقطع علاقتها مع مصر، والغريب انه اكتفى بهذا التعليق من دون أن يقدّم مبررات ذلك، كما يدعو الفكر الإسلامي السليم، الذي يقدم الحدث وأسبابه، وبالرغم من أن عمرو خالد الذي يطلّ حاليا على قناة آم.بي.سي يوميا، من خلال برنامج عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، حاول التقرب من نظام عبد الفتاح السيسي، إلا أن الإعلام المصري قصفه بالثقيل واعتبره صيادا ماهرا ولكن في المياه العكرة، وذكّره بالخطأ الجسيم الذي ارتكبه، ومازالت التسجيلات المرئية والمسموعة تؤكده. ويتعلق بدخول عمرو خالد مصر قادما من انجلترا عندما فاز الدكتور محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية، حيث ردّ على سؤال أحد الصحافيين عن علاقته بالإخوان بالتأكيد على أنه إخواني ولا يمكنه أن يكون غير ذلك، وقدّم أدلة على انتمائه للإخوان، وعندما حدث الإنقلاب على حكم محمد مرسي، حاول أن يركب القطار، ويتقرب من نظام عبد الفتاح السيسي، ولكن قنوات مصرية عاودت بث مدحه للإخوان، وعجز عن الرد فقرّر مغادرة مصر التي لم يعد يدخلها إلا نادرا، ولا يترك فرصة، ومنها قطع العلاقات بين قطر ومصر، إلا وركب الموجة وهو الذي كتب مرة على حسابه الشخصي على الفايسبوك، بأنه رفض دعوة لإلقاء محاضرات في الدوحة، كما ذكّر المصريين بأن علاقته مع الشيخ يوسف القرضاوي كانت دائما سيئة، منذ أن قرر الداعية عمرو خالد رفقة العديد من الدعاة مثل طارق السويدان وحبيب الجفري زيارة الدانمارك لأجل الرد على إساءة رسامي الكاريكاتور لرسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، ورفض الشيخ القرضاوي المبادرة واعتبرها "لعب عيال" فقط!