حذر أطباء من المركز الوطني لمكافحة التسممات بالمستشفى الجامعي «لامين دباغين» ل«باب الواد» من مخاطر استهلاك الفطريات البرية، ودعا الدكتوران «وفاء إيدير إيحدادن» و«كمال ولد عبد الله» إلى التحلي بالحيطة والحذر في استهلاك هذه الفطريات التي تسببت في وفاة 18 شخصا سنة 2008 في عدة ولايات من الوطن. تجذب هذه الفطريات التي تنمو بالغابات والمناطق الرطبة والهضاب العليا المواطنين الذين يقبلون على استهلاكها، حسب المختصين، دون التفرقة بين القابلة للاستهلاك والمسممة منها، وأوضحا أنه حتى بالنسبة للأشخاص العارفين بهذه النبتة يصعب عليهم في العديد من الحالات التفرقة بين أنواعها المختلفة التي غالبا ما تتشابه فيما بينها. وبالنسبة لفئة المواطنين الذين يفرقون بين أصناف الفطريات، ينصح المختصان بعدم وضع الأنواع القابلة للاستهلاك منها بأكياس بلاستيكية بعد قطفها وعدم الاحتفاظ بها أكثر من يومين، لأنها معرضة للأكسدة والتسممات، وبالتالي تصبح غير صالحة للاستهلاك، وفي هذا الإطار ينصح بوضع هذه الأنواع القابلة للاستهلاك بسلات من القصب أو الحلفاء، كما يحذر الطبيبان من الفطريات التي وإن كان نوعها قابلا للاستهلاك إلا أنها بالأراضي التي تستعمل فيها الأسمدة الكيماوية وتلك المحاذية للمفرغات العمومية وجنبات الطرقات الكبرى، والتي غالبا ما تحتوي على مواد سامة. ومن جهتها منعت وزارة الصحة قطف الفطريات البرية وبيعها، لأنها لا تخضع للمراقبة، وتسببت في العديد من حالات التسمم، أدى بعضها إلى وفيات، وقد تم إحصاء ما يقارب 2000 نوع من الفطريات البرية عبر العالم، 100 من بينها تحتوي على تسممات و30 أخرى قاتلة. وللإشارة فإنّ الأنواع التي تسببت في معظم التسممات بالجزائر فهي “أمانيت فالوييد” و”لوبيوت مارجيناكا”، وتظهر أعراض التسمم خلال الساعات ال6 الأولى من استهلاك هذه الفطريات، أو يمكن لها أن تتأخر في الظهور، غير أنها في ذات الوقت يكون لها نشاط داخلي مدمر، ويتعين وضع المصاب بهذه التسممات تحت المراقبة الطبية إذا ما تقيء أو كان يعاني من إسهال مفرط، دون إعطائه أدوية حتى يتخلص من التسممات لتوصف له فيما بعد أدوية، ويضع المركز الوطني للوقاية من التسممات في متناول المواطنين رقم هاتف للاتصال به عند الضرورة، وهو 98 98 97 021.